أُعلِنَ اول امس عن اسم الفائز بجائزة «مان بوكر» الأدبية للعام 2014، وقد حظي بها الكاتبُ الأسترالي ريتشارد فلانغن لهذا العام عن روايته الصادرة في (2013) «The Narrow Road to the Deep North» (الطريق الضيق لأقصى الشمال). وعلى مدى تاريخها ظلت هذه الجائزةُ البريطانية الأدبية المرموقة محصورةً على المرشحين من دول الكومنولث، وجمهورية إيرلندا، وزيمبابوي، إلى أنْ سَمحت مؤخرًا -وللمرة الأولى- بترشح الكُتاب من الدول الأخرى، مع بقاء شروطها المعروفة؛ وهي أنْ يكون العمل مكتوبًا باللغة الإنجليزية ومنشورًا في بريطانيا. ولذا، فقد اتجهت أنظارُ بعض المراقبين هذا العام إلى مرشحيْ الولاياتالمتحدةالأمريكية «جوشوا فيرس» و«كارين جوي فاولر»، إلا أنها كانت -وفي عامها السادس والأربعين- من نصيب الأسترالي ريتشارد فلانغن. وبهذا يُعد ثالث أسترالي يفوز بالجائزة، بعد توماس كينيلي عن روايته «فُلك شيندلر» (1982)، وبيتر كاري عن روايته «أوسكار ولوسيندا» (1988). ريتشارد ميلر فلانغن من مواليد (1961)، يعدُّ من أفضل الروائيين الأستراليين، حصلت كلُّ رواياته الخمس الأخرى على إعجاب وثناء النقاد، كما حازت العديدَ من الجوائز والأوسمة. وبالإضافة إلى عمله الروائيِّ، فقد أسهم أيضًا في كتابة وإخراج أفلام طويلة، مثل: فيلم «صوت تصفيق اليد الواحدة» عام (1998)، وفيلم «أستراليا» عام (2008). الرواية الفائزة هذا العام هي عمله الروائيُّ السادس والأحدث «الطريق الضيق لأقصى الشمال» صدرت عام (2013)، وتعدُّ المحاولةَ السادسة بعد كتابة خمسة نصوص فاشلة خلال اثني عشر عامًا، كما قال الكاتب. وقد تأثر الكاتب أثناء كتابة الرواية بتجربة والده السجين السابق إبَّان الحرب، والذي نجا من الموت أثناء بناء خطِّ سكك الحديد البورمية، والتي كان يُطلَق عليها سكك الموت، والذي توفي مؤخرًا عن 98 عامًا بعد فترة قصيرة من انتهاء فلانغن من الكتابة. أمّا عن رواياته الخمس السابقة، فقد جاءت روايته الأولى بعنوان «موت مرشد النهر» (1994)، والرواية الثانية حملت عنوان «صوت تصفيق اليد الواحدة» (1997)، والتي حققت انتشارًا واسعًا، وبيع منها أكثر من 150.000 نسخة في أستراليا وحدها. أما رواية «كتاب غولد للسمك» (2001)، فهي الثالثة له. وروايته الرابعة الصادرة عام (2006) حملت عنوان «الإرهابي المجهول»، وهي عن تغير العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وفي روايته الخامسة «الرغبة» (2008) كتب عن قصتين متوازيتين: عن الروائي تشارلز ديكنز في إنكلترا، وماثانا، الفتاة اليتيمة من سكان أمريكا الأصليين التي تبناها السير جون فرانكلين.