في الوقت الذي لم تجف فيه الدموع على فقد أب وابنه داخل فتحة صرف صحي مكشوفة في جدة، تمكنت فرق الإنقاذ بالدفاع المدني من انتشال شاب في الرابعة عشرة من عمره، من داخل بئر زراعية يصل عمقها 30 متراً بمحافظة رنيه، وقال الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان: إن بلاغاً ورد مساء ،يوم أمس الأول، لغرفة عمليات الدفاع المدني بمحافظة رنية، مفاده سقوط شاب داخل أحد الآبار الواقعة شرق المحافظة على بعد 20 كيلومتراً ضمن مزارع الفرعة، مشيراً إلى أنه تم تحريك فرق الإنقاذ والمعدات المساندة لموقع الحادث مع تمريره للجهات المعنية، وبوصول الفرق لموقع الحادث تعاملت فرق الإنقاذ على تأمين حرم البئر لسلامة الشاب المتواجد في عمقها، وتم إضاءتها عن طريق عربات الإنارة وتهدئة الشاب القابع وسط البئر وتم نزول فرد الإنقاذ وبوصوله تم تأمين سلامة الشاب، ومن ثم انتشاله وإخراجه بصحة جيدة إلى خارج فوهة البئر. وبعد الاطمئنان على صحته سلم لوالده، كما باشر التحقيق أعماله في الكشف عن ملابسات الحادث. من جهة أخرى، مازالت لجنة التحقيق- التي وجّه بها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بشأن قضية غرق طفل ووالده في غرفة صرف صحي بشارع التحلية بجدة- تواصل أعمالها للوصول إلى المتسبب في الحادثة، حيث قامت اللجنة المكونة من أعضاء من إمارة منطقة مكةالمكرمة، وإدارة الدفاع المدني وأمانة مدينة جدة وشرطة جدة، بمعاينة موقع الحادث واطّلعت على التقارير المقدمة من الهلال الأحمر وإدارة الدفاع المدني حول الحادث، كما قامت باستجواب مالك المركز التجاري ومسؤولي الأمن والسلامة بالمركز، وشهود العيان الذين تواجدوا أثناء الحادث, إضافة إلى التحقيق مع مسؤولي أمانة جدة المسؤولين عن منطقة الحادث. وكشف مصدر ل "اليوم" أن اللجنة ستصدر تقريرها خلال الأيام القليلة القادمة لتحديد الجهة المسؤولة عن الحادث الذي راح ضحيته طفل في الخامسة من عمره ووالده عقب محاولته إنقاذ ابنه. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز وجّه بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في حادث غرق طفل ووالده في المنهول الصحي بجوار أحد المراكز التجارية في شارع التحلية بجدة والذي نتج عنه وفاة طفل ووالده، إثر سقوطهما فيها والرفع لسموه بتقرير مفصّل حول ملابسات الحادث ووقائعه. هذا ولم تكن هاتان الحادثتان هما الوحيدتان لضحايا الآبار وفتحات الصرف المكشوفة، إذ شهدت تبوك قبل أشهر سقوط الطفلة لمى الروقي في بئر ارتوازي خلال خروجها مع عائلتها للتنزه، حيث استمرت عمليات انتشال جثمانها قرابة شهر كامل، وكانت لمى، ذات الستة أعوام، قد سقطت في بئر مكشوفة، يصل عمقها 114 مترا، وغير محاطة بأي سياج أو علامات تحذيرية، في 20 ديسمبر الماضي، وواجهت عمليات الدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى جثمان لمى بسبب ضيق فتحة البئر، إضافة إلى طبقة صخرية كانت تقف عائقاً في عمليات البحث، مادفعهم إلى حفر بئر موازية للوصول إلى جثتها.