يبدو أن الولاياتالمتحدةالامريكية ودول الغرب تتجاهل كلياً المرض الذي انتج منظمتي داعش والنصرة وأعطى لمنظمة القاعدة مكاناً في العراق وسوريا. المنظمات الإرهابية التي يحشد التحالف قواته الجوية ضدها ليست إلا أعراضاً للمرض العضال الذي يزرعه النظام الإيراني في المنطقة، وهو الجرثومة الطائفية. وتعتمد طهران برامج الطائفية لتعطيها شرعية التدخل في العراق وسوريا واليمن ولبنان وحتى في بلدان الخليج. لهذا تحدث حروب وجرائم مروعة ومشاكل وأزمات في الدول التي تعمل فيها الاصابع الإيرانية، فالعامل المشترك بين العراق وسوريا واليمن ولبنان واضطرابات البحرين هو عامل الأصابع الإيرانية التي تثير الفتن والقلاقل والاضطرابات. والحرب على داعش وترك المرض الإيراني يتمدد في شريان هذه الدول ليست إلا مسكناً مؤقتاً لأن الطائفية التي تديرها إيران ستنتج منظمات مماثلة لداعش وغيرها. وإذا كانت الولاياتالمتحدةالامريكية والغرب صادقين في نيتهم القضاء على داعش فإن المنطق والعقل يحتم أولاً القضاء على المادة المنتجة لهذه المنظمات والأفكار الشريرة وهي الطائفية المقيتة التي تنتهجها العقول العدوانية في إيران وتتخذ منها سلماً للتدخل في الدول العربية، لأن السلاح الطائفي الذي تشهره إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان، قطعاً سوف ينتج سلاحاً طائفياً مضاداً عنيفاً. ولو جرى من الغد منع إيران من استخدام آلة الطائفية، وسحب قواها وميلشياتها وأصابعها من الدول العربية لتم قطع دابر الشريان الذي يغذي داعش ومواجهات الثأر الطائفية في كل هذه البلدان، ولما احتاجت الولاياتالمتحدة لتجميع تحالف من أربعين بلداً لمواجهة منظمة صغيرة وكسيحة وغير قابلة للحياة الطبيعية مثل منظمة داعش المخالفة لهدي القرآن الكريم ولأخلاق المسلمين وثقافة الرحمة والعفو والمغفرة في التعاليم الدينية الإسلامية والتراث الإسلامي القويم. ويجب أن يعي المجتمع الدولي أن بضاعة الثقافة الطائفية الإيرانية هي التي تولد هذه المنظمات البشعة وهي التي تستفز المشاعر الدينية وتغذي آلة الكره. وهي التي صنعت كل هذه المآسي في كل من بلدان العالم الإسلامي من الباكستان إلى البلدان العربية وبعض البلدان الأفريقية. وإذا لم يضع المجتمع الدولي حداً لهذه الثقافة الدبلوماسية الإيرانية فإن كثيراً من الأزمات سوف تحدث في المستقبل وسوف يضطر الغرب لتأليف تحالفات أخرى لمواجهات إنتاج الفكر الطائفي الذي صدرته إيران إلى دول كثيرة في الخريطة العالمية.