حثّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس على استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية "فورا"محذرا من اندلاع العنف مرة أخرى في حال عدم التوصل إلى اتفاق بعيد الأمد, معربا عن إدانته للاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية, داعيا إلى تسوية القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين لبسط الاستقرار في المنطقة, في الوقت الذي دارت فيه مواجهات جديدة في باحة المسجد الاقصى بين شبان فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية بعد صلاة فجر أمس, وحذّرت الأردن من أن "استمرار اعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك سيؤجّج التطرف الديني في المنطقة، ويعزّز من احتمالات نشوب حرب دينية لا تُحمد عقباها". معالجة عدم الاستقرار وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضرورة معالجة جذور عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإعادة إعمار غزة تفاديا لوقوع جولة جديدة من العنف. وأكّد كي مون خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله في رام الله، على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل والتفاهم فيما بينهما لجعله اتفاقا مستداما. وأعرب عن سعادته، إزاء نتائج مؤتمر المانحين الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة بالقاهرة أمس الاحد الذي انتهي بتعهّدات بتقديم مبلغ 5ر4 مليارات دولار يتم تخصيص نصفه لصالح إعادة إعمار قطاع غزة. وأكّد كي مون أن حكومة الوفاق الفلسطينية "ستلعب دورا رئيسيا في إدارة الأموال والإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة بدعم المجتمع الدولي". وأشار إلى اتفاق الأممالمتحدة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن توريد ومراقبة مواد البناء اللازمة لإعادة إعمار القطاع، مؤكدا أن هذه الطريقة ستسرع عملية الإعمار. وحثّ كي مون على تولى حكومة الوفاق مهامها القانونية في غزة، مرحبا بعقدها يوم الخميس الماضي أول اجتماع لها في القطاع. وأدان النشاطات الاستيطانية التي تقوم بها إسرائيل، معربا عن قلقه مما وصفه بعمليات الاستفزاز والتعرّض للاماكن المقدسة "مما سيؤدي إلى مزيد من التوترات والعنف". ودعا كي مون الفلسطينيين والإسرائيليين إلى إظهار الجرأة والشجاعة لمواصلة الانخراط في عملية سلام جدية بينهما، مؤكّدا أن الأممالمتحدة ستواصل دعمها الكامل لكل جهود تحقيق حل الدولتين من خلال المفاوضات. من جهته, دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله المجتمع الدولي للعمل على وقف الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وهاجم الحمدالله سياسة الاستيطان الإسرائيلية واعتداءات المتطرفين على المقدسات لا سيما في القدس. وجدّد رئيس الحكومة الفلسطينية الدعوة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة والإسراع في إعادة بناء بنيته التحتية التي دمرتها إسرائيل في حربها الأخيرة ضده. اشتباكات واندلعت مواجهات جديدة في باحة المسجد الاقصى الاثنين بين شبان فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية بعد صلاة فجر أمس، بحسب الشرطة. وكان الشبان يحتجّون على زيارة يهود متطرفين ضمنهم النائب المتطرف في الكنيست موشيه فيغلين من الجناح اليميني المتشدد في حزب الليكود تزامنا مع احتفالات عيد المظلة اليهودي (سوكوت). واقتحم المئات من أفراد الشرطة والقوات الخاصة المدججين بالسلاح ساحات المسجد الأقصى المبارك، عبر بابيّ السلسلة والمغاربة وألقوا القنابل الصوتية والغازية والأعيرة المطاطية باتجاه المصلين، لتأمين اقتحامات المستوطنين بقيادة نائب رئيس الكنيست المتطرف "موشيه فيجلن "مما أسفر عن إصابة 19 شاباً واعتقال 31 آخرين وأضرار بالغة بالمسجد. ومنعت الشرطة الإسرائيلية قبل صلاة الفجر مَنْ هم دون ال 60 عاما من الرجال والنساء من الصلاة واستمر ذلك حتى ما بعد صلاة الظهر، فيما سمحت لأعداد كبيرة من المستوطنين باقتحامه وتدنيسه وسط حراسة مشددة, وحاصرت بشكل مكثف الجامع القبلي المسقوف، وأطلقت وابلاً أكثر كثافة من القنابل المختلفة، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات, وبعد انتهاء صلاة الفجر بدقائق، تم إغلاق جميع البوابات، ومنعت دخول المصلين ثم بدأت باقتحام وحشي للمسجد الأقصى, وسمحت للمستوطنين المقتحمين بالتجوّل بحرية في أرجاء المسجد. وقالت مؤسسة الاقصى إن نائب رئيس الكنيست ومعه أربعة من مرافقيه اقتحموا الاقصى ونظمّوا جولة فيه – استمرت 45 دقيقة - أدّوا خلالها طقوسا تلمودية عند منطقة باب الرحمة, ثم صعدوا صحن قبة الصخرة، وألقى فيجلين هناك تصريحا حول ما يدّعيه من سيادة إسرائيل على الاقصى ومن ثم خرج من باب السلسلة. وقال شهود إن قوات خاصة وقنّاصة تمركزت عند باب مصلى الجنائز في المسجد القبلي، وأمطرت المعتكفين بالقنابل، وشُوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من داخله كما اقتحمت الباب الشرقي وباب العيادة وأطقلت نيران أسلحتها داخل المسجد. وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق اهارونوفيتش إنه لن يتردد في إغلاق الحرم القدسي الشريف أمام المسلمين مثلما تم إغلاقه أمام الزوار اليهود بذريعة وقوع ما وصفها "بأعمال مخلّة بالنظام"، لافتًا إلى أن قائد الشرطة بالقدس هو صاحب القرار بهذا الصدد. وأضاف أهارونوفيتش عقب جلسة ترأّسها صباح أمس لبحث سبل التعامل مع استهداف شبين فلسطينيين للقطار الخفيف أن" بعض (الخارجين على القانون) الذين تم دفعهم إلى داخل المسجد الأقصى ينتمون إلى الحركة الإسلامية وحماس، وأنه سيتم اعتقالهم". حسب زعمه. وأكد أن الشرطة لن تسمح باستمرار عمليات إلقاء الحجارة باتجاه القطار الخفيف واتجاه الحرم القدسي الشريف ومنازل تابعة لليهود، متعهّدًا بتعزيز تواجد الشرطة في حيي بيت حنينا وشعفاط شمالي القدس. من جهتها, حذّرت الحكومة الاردنية أمس إسرائيل من خطورة أن يؤدي استمرار "الاعتداءات" على المسجد الاقصى إلى "تأجيج التطرف الديني في المنطقة الذي يعزّز من احتمالات نشوب حرب دينية" في المنطقة. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني إن "الأردن سيتعامل مع التصعيد الإسرائيلي تجاه الأماكن المقدسة بكل حزم.. وسيتخذ التدابير السياسية والقانونية اللازمة من أجل فك الحصار عن المسجد الأقصى المبارك وإرغام إسرائيل على الالتزام باتفاق السلام". ودان المومني في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، "استخدام قوات الاحتلال للقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع ضد المصلين وكذلك الاعتداء المشين بكسر شبابيك المسجد الأقصى بحجة اخلائه من المرابطين بداخله". وحذر المومني من أن "استمرار اعتداءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك وحماية المتطرفين اليهود والسماح لهم بتدنيسه، سيؤجّج التطرف الديني في المنطقة، ويعزّز من احتمالات نشوب حرب دينية لا تُحمد عقباها".