لا زال مسلسل إقالة المدربين في الكرة السعودية مستمراً، فقد أصبحت الإقالة عادة سنوية ننتظر الرهان على من هو الرأس الذي سيوضع في مقصلة الإقالة ، بيد أن هذا الموسم كان مميزاً من حيث سلسلة تساقط أحجار الدومينو الخاصة بالمدربين، فثمانية مدربين لسبعة أندية، ودَّعت أجواء الكرة السعودية، خاصة إذا علمت أن المضحك في هذا الموضوع هو أن الإقالة أو الاستقالة تمت بعد سبع جولات فقط ! فالإقالة عادةً ما تكون لأسباب فنية، لكن أن تجد فريقاً مثل الشباب، قد حصل على لقب السوبر السعودي، ولم يخسر أية مباراة حتى الآن في الدوري، ومنافسا بشكل كبير على سلب الترتيب من الأعلى، يقبل استقالة مدربه البرتغالي جوزيه مواريس، وذلك لأسباب عائلية !، فذلك شيء يدعو للتساؤل، خاصة إذا علمت أن كل المدربين الذين يقدمون استقالتهم على طاولة الإدارة يكون العذر واحداً، وهو الظرف العائلي الطارئ ! . فمن غرائب إقالة المدربين في دورينا ( الجميل ) أن تجد مدرباً لناد من أندية الصراع، ثم يقدم كرة جيدة نوعاً ما، وينتصر في آخر مباراتين، وتقوم إدارة النادي بإقالته في الوقت الذي تزامن موضوع الإقالة مع نادي المنطقة في نفس الوقت، لتتفاجأ بإقالة المدرب الآخر، وجر الآخر في موضوع ربما تفوح منه وبكل صراحة اتفاقات تحت الطاولة، فما حدث من إقالة لمدرب الفتح ماكيدا، وتزامن إقالة مدرب نادي هجر التونسي ناصف البياوي وتوقيعه لعقد تدريب الفتح، أمور لا تحدث عادة في عالم التدريب، بل في عالم كرة ( العقل ). وإضافة إلى مسلسل الإقالات، وعجائبه في الكرة السعودية، أقال نادي نجران مدربه الفرنسي دينيس لافاني، بعد اعتراضه على الإدارة النجرانية من، حيث عدم توفير الأجواء المناسبة، وشكواه من أرضية النادي السيئة، فتم بعد ذلك تعيين المدرب البلجيكي مارك بريس، ورغم تعيين المدرب الجديد، لم يمض هذا البلجيكي سوى شهر واحد ليعلن تقديمه للاستقالة على طاولة النادي، وذلك بسبب ما وصفه بالتخبط الإداري الواضح الذي تعاني منه إدارة نجران، لكن بغض الطرف عن إقالة مدربين اثنين قبل سبع مباريات، إلا أن إدارة نجران، أثبتت أن لا علاقة لهم بما اتهمت به الإدارة من المدربين المقالين، فكانت الاستقالة أو الإقالة بين الطرفين كما أعلنتها إدارة النادي ( بالتراضي ! ). إقالة واستقالة وهلمَّ جرّا ، فما يحدث من هذا الموضوع بالذات أصبح مملاً وسخيفاً ومدعاة للسخرية من الجميع، فالمدرب يأتي ويعلم أن ما سيأخذه من شرط جزائي في حال الإقالة أو الاستقالة، قد يكون أكبر من مرتَبه الشهري، فلذا سيقوم بتقديم الأعذار والتبريرات التي لن تجد الإدارة من بدّ سوى قبولها رغماً عنها، كما أن بعض المدربين _ وكما يبدو لي _ يعلمون جهل الإدارة ببعض الأمور القانونية، فبعض الإدارات تعتقد أن الشرط الجزائي يكون من طلب المدرب فقط، جاهلةً ببعض الأمور التي قد تكلف الإدارة المبالغ الطائلة نظير جلب وإقالة مدربين على مستوى عال من (التخبط الفني) ! فعند المفاوضات بين إدارة ما ومدرب ( طموع ) نجد دائماً صور أعضاء الإدارة من رئيس ونائبه وأمين الصندوق وكل أعضاء تلك الإدارة ( الواهية ) مع المدرب ووكيل أعماله بعد توقيع العقد، ولم نجد مرة واحدة تواجد محامي النادي أثناء التوقيع أو المحادثات التي تسبق ذلك ( التوهيق ) الذي كلّف النادي الملايين من أجل جلب مدرب لسبع جولات فقط أو أقل. إن مسلسل الإقالات مستمر، ولن يقف الأمر على المدربين الثمانية الذين تمت إقالتهم، بل سنجد هذه المرة فصلاً جديداً قد يكتب في سماء هذا المسلسل، لنجد أن عدد المدربين الذين تمت إقالتهم أكثر من عدد اندية دوري جميل !