تعوّد الوسط الرياضي على سقوط المدربين تواليًا على خشبة مسرح دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين في المواسم الفارطة خصوصًا وأنها أضحت بمثابة موضة موسمية، ولكن يبقى العجيب والغريب في الأمر أن دوري هذا الموسم شهد إقالة واستقالة تسعة مدربين مع نهاية الجولة السادسة من البطولة في سابقة لم تشهدها كرة القدم السعودية منذ سنوات طويلة، وهو ما يعكس التخبط الذي تعيشه إدارات تلك الأندية التي ما زالت غير قادرة على جلب المدرب الذي يتواكب مع إمكانيات كل فريق. فالشباب الذي يحتل المرتبة الرابعة في سلم الترتيب برصيد 16 نقطة جمعها من 5 انتصارات وتعادل وحيد لم يكذب الأخبار المتواترة التي تم تداولها عبر وسائل الإعلام المختلفة على مدى شهر وقرر إنهاء عقد مدربه البرتغالي جوزيه مورايس بالتراضي والتعاقد مع المدرب الألماني رينارد ستامب، ومع أن المدرب مورايس هو من تقدم بالاستقالة طبقًا للخبر الصادر من النادي بحجة ظروفه العائلية إلا أن عمله الفني لم يقنع إدارة النادي رغم أنه ساهم في حصول الفريق على بطولة السوبر، ولم يخسر معه في بطولة الدوري أي مباراة، وتأمل الإدارة أن تجد ضالتها في المدرب ستامب الذي لا يعتبر غريبًا على أجواء الرياضة السعودية كونه درب فريق الهلال الأولمبي في الموسم الفائت وتوج معه بلقب بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، كما أنه أشرف على الفريق الهلالي الأول عام 10/2011 في ثلاث مباريات أمام الرائد والقادسية والأهلي ولم يخسر منها أي مباراة قبل أن يتم إنهاء تكليفه وإسناد المهمة في ذلك الوقت للمدرب الأرجنتيني جابرييل كالديرون. وكان نجران الذي يقبع في المركز الحادي عشر بنقطتين قد فتح الباب أمام بقية الأندية عندما أعلن استقالة مدربه الفرنسي دينيس لافاني بعد نهاية الجولة الثانية والتعاقد مع المدرب البلجيكي مارك بريس الذي بدوره تقدم بالاستقالة بعد نهاية الجولة الخامسة لأسباب مالية وفنية قبل أن يتعاقد مع المدرب التونسي عبدالحي العتيري الذي يأمل في قيادة فريقه لسكة الانتصارات التي ما زالت غائبة حتى الآن. ولحق الاتحاد بنجران وأقال مدربه الوطني خالد القروني الذي حقق فوزين في بطولة الدوري قبل أن يسقط خارجيًا ويودع دوري أبطال آسيا بعد خسارته أمام العين الإماراتي ذهابًا وإيابًا وإسناد المهمة بصفة مؤقتة للمدرب المصري عمرو أنور الذي قاد الفريق لأربعة انتصارات متتالية وضعته في الصدارة برفقة النصر الذي يتفوق بفارق الأهداف المدفوعة والمقبولة. وتجري الإدارة الاتحادية خلال هذه الأيام اتصالات عدة مع عدد من المدربين بهدف التعاقد مع مدرب قادر على إعادة الفريق لوضعه الطبيعي خصوصًا وأنه ما زال بعيدا عن مستواه المعروف رغم سلسلة الانتصارات المتوالية. وبعد ثلاث هزائم متتالية توصلت إدارة الرائد إلى قناعة تامة بعدم جدوى استمرارية المدرب المقدوني فلاتكو كوستوف، وأسندت المهمة للمدرب التونسي عماد السلمي الذي لم يحقق نجاحات تذكر فما كان منها إلا قبول استقالته التي تقدم بها والتعاقد مع المدرب البلجيكي مارك بريس بعد استقالته من تدريب نجران. وتأمل الإدارة الرائدية من المدرب انتشال الفريق من أزمة النتائج الحالية التي وضعته في المركز قبل الأخير رغم امتلاكه للاعبين محليين وأجانب جيدين في مختلف الخطوط لا سيما وأنه نجح في مهمته خلال الموسم الفارط بعد كان الفريق يصارع من أجل البقاء. ولم تشفع المستويات القوية والنتائج الإيجابية التي حققها المدرب الجزائري توفيق روابح مع التعاون في الموسم الماضي بالاستمرار في منصبه بعد أن تلقى الفريق هزيمتين مقابل تعادل وحيد، وقررت إدارة النادي فسخ عقده بالتراضي والتعاقد مع المدرب البرتغالي جوزيه جوميز الذي ما زال يبحث عن الفوز الأول بعد تعادلين وخسارة. وفجأة وبدون مقدمات ورغم النتائج الجيدة تقدم التونسي ناصيف البياوي باستقالته من تدريب هجر دون كشف الأسباب الحقيقية لذلك، فما كان من الإدارة إلا قبولها وإسناد المهمة بصفة مؤقتة للمدرب الوطني عبدالله الجنوبي قبل التعاقد مع المدرب المونتينيغري نيبويشا يوفوفيتش الملقب ب«نيبو» الذي يطمح بدوره في قيادة فريقه الجديد إلى بر الأمان والتواجد في المنطقة الدافئة. وبعد ست جولات لم يحقق خلالها الفتح سوى انتصار وحيد مقابل خمس هزائم قررت إدارة النادي فسخ عقد المدرب الأسباني خوان ماكيدا والتعاقد مع المدرب التونسي ناصيف البياوي الذي كان مدربًا لجاره ومنافسه في المنطقة هجر. وجاء التعاقد مع البياوي نظرًا لمعرفته التامة بفريق الفتح خصوصًا وأنه عمل كمساعد لمدربه الأسبق فتحي الجبال الذي قاد الفريق للتتويج ببطولة دوري زين، وبالتالي لن يجد صعوبة في مهمته لا سيما وأنه يعرف إمكانات جميع اللاعبين. ومن المؤكد أن بطولة الدوري التي تتكون من 26 جولة ستشهد خلال جولاتها ال20 المقبلة تساقط المزيد من المدربين خصوصًا من جانب الفرق لم تقدم المأمول سواء من حيث المستويات أو النتائج التي تعتبر المعيار الحقيقي لنجاح أي مدرب من عدمه. مارك بريس مدرب الرائد الحالي