حقق تنظيم «الدولة الاسلامية» مساء امس الاربعاء تقدماً في شرق مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا واستقدم تعزيزات الى محيط المدينة السورية الكردية، في وقت تباينت المواقف بين اطراف رئيسيين في التحالف الدولي حيال اقامة منطقة عازلة بين سورياوتركيا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «يسود هدوء حذر عين العرب (كوباني بالكردية) بعدما تمكن مقاتلو تنظيم «داعش» من التقدم مساء لمسافة 50 الى 70 مترا في شرق المدينة باتجاه وسطها»، مضيفًا ان التنظيم «استقدم تعزيزات عسكرية الى محيط المدينة شملت جنودا وعربات». وحقق مقاتلو هذا التنظيم المتطرف تقدمهم في عين العرب واستقدموا التعزيزات رغم شن الائتلاف الدولي العربي غارات جديدة امس على مواقع التنظيم في محيط المدينة وفي داخلها. وكان الجيش الاميركي اعلن في بيان ان التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية شن الثلاثاء والاربعاء ست ضربات قرب المدينة. وفي حين ايدت فرنسا اقامة منطقة عازلة بين سورياوتركيا «لاستقبال النازحين وحمايتهم»، نفى البيت الابيض الاربعاء ان تكون هذه المسالة قيد البحث رغم ان وزيري الخارجية الاميركي والبريطاني اعلنا في وقت سابق ان الفكرة تستحق ان تدرس. وجاء الموقف الفرنسي خلال اتصال هاتفي بين الرئيس فرنسوا هولاند ونظيره التركي رجب طيب اردوغان وقال الاليزيه في بيان إن «رئيس الجمهورية اصر على ضرورة تجنب مجزرة لسكان الشمال وعبر عن دعمه للفكرة التي قدمها الرئيس اردوغان» بشأن المنطقة العازلة. وتحدثت الرئاسة الفرنسية عن «وضع طارىء في كوباني» مؤكدة ان «لتركيا دورا اساسيا تمارسه لتفادي سقوط المدينة بين يدي داعش» و»حماية» سكانها. وقالت اوساط الرئاسة الفرنسية إنه «بالنظر الى الوضع الطارئ والاخطار، ينبغي مناقشة كل الخيارات» وبينها فكرة منطقة عازلة «تتطلب اقامتها تنسيقا دوليا واسعا». ودعا اردوغان مرارا الى اقامة منطقة عازلة ومنطقة للحظر الجوي في شمال سوريا لحماية المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والسكان الذين يفرون من الحرب في بلدهم. لكن المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست قال للصحافيين ان اقامة المنطقة العازلة «ليست امرا قيد التفكير حاليا»، في تصريح ينافي ما اعلنه وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والبريطاني فيليب هاموند اثر محادثات في واشنطن الاربعاء لجهة ان بلديهما على استعداد «لبحث» فكرة اقامة منطقة عازلة على الحدود بين تركياوسوريا. وقال كيري للصحافيين ان «المنطقة العازلة فكرة مطروحة تستحق البحث فيها كما انها جديرة بدراستها من كثب». بدوره، قال هاموند في مؤتمر صحافي إن لندن «لا تستبعد» فكرة اقامة منطقة عازلة لحماية النازحين بسبب النزاع على الحدود التركية السورية.