رمى أكثر من 10 آلاف طفل من المنطقة الشرقية دوخلاتهم في مياه الخليج العربي، بحضور عوائلهم، وذلك ضمن نشاطات مهرجان الدوخلة الوطني العاشر المقام على شاطئ تاروت في محافظة القطيف، وسط أهازيج وأنغام الأطفال بأنشودة الدوخلة التراثية الشهيرة «دوخلتي حجي بي، ليمن يجي حبيبي، حبيبي راح مكة، ومكة المعمورة، فيها السلاسل والذهب والنورة»، بعدها تجمع الأطفال في ساحة الألعاب الهوائية المخصصة لهم، فيما استمتع باقي الزوار بفعاليات المهرجان. وتسابق الأطفال لرمي كل واحد منهم «الدوخلة» في شاطئ تاروت مرتدين أزياء تراثية خليجية، ويلقون «الدوخلات» في مياه الخليج العربي، وهم يرددون تلك الأهزوجة. والدوخلة هي موروث خليجي ويعرف أيضاً باسم «الحية بية»، وهي عبارة عن سلة صغيرة مصنوعة من الخوص تدعى «إسعنة» يزرع فيها الأطفال بذور سريعة النمو مع انطلاق قوافل الحجاج إلى مكة. وعادة تقوم النساء بصنع «الدوخلة» لأطفالهن عند بكائهم إذا سافر الحجاج ليتسلوا بزراعتها ومتابعة نموها وسقيها وهم يرددون: «حبيبي غايب مكة»، ثم يرمونها استبشاراً بعودة الحجاج سالمين. ويدخل مهرجان الدوخلة عامه العاشر وبتوسع مذهل وشهرة أوسع على مستوى المنطقة الشرقية وزوار من دول الكويت والبحرين وقطر، ويحظى برعاية كريمة من الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية. ويعمل المهرجان في رسالته على إرساء مفاهيم تطبيقية للتوعية والتنمية البشرية في المجالات الثقافية، والاجتماعية، والصحية والمهنية من خلال الفعاليات والبرامج المختلفة التي تنظم أثناء المهرجان ويسعى المهرجان للاحتفاء بالعيد بشكل جماعي منظم واستذكار الموروث الشعبي «الدوخلة» على مستوى الخليج العربي. ومن الأهداف التي يسعى المهرجان لتحقيقها تنمية المواهب المحلية والتعريف بالإنتاج المحلي للمنطقة وتشجيع الشباب والشابات على الانخراط في العمل التطوعي، بحسب ما ذكرته رئيسة اللجنة الاعلامية في المهرجان عرفات الماجد. وانطلقت فعاليات المهرجان- الذي يفتتح أبوابه يوميا من الساعة الرابعة مساء حتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل- على القرية التراثية والتراث البحري والحرف اليدوية والمقهى الشعبي والمعارض الفنية والأسر المنتجة والنحت على الرمال والخيمة الثقافية ومشروعي الصغير والمسرح الخليجي والمحلي ومعرض القرآن الكريم ومعرض السلامة المنزلية ومعرض السيارات المعدلة والخيمة الصحية والمعرض والاستكشاف والسلامة المرورية وقرية الألعاب الترفيهية والمرسم الحر وبرنامج خاص للمرأة في القسم النسائي، كما انطلقت فعاليات الخيمة الثقافية بإدارة حسين الجفال. وضمن الفعاليات، استعرضت الروائية أميرة المضحي في الليلة الثانية التجربة الروائية النسائية، وفي الليلة الثالثة يستعرض الفن التصويري ونبذة مختصرة عن معرض «حياة»، وتشهد الليلة الرابعة أمسية شعرية بحضور الشعراء فوزية أبوخالد وحسن السبع وأحمد الملا، أما الليلة الخامسة، فقد خصصت لنجوم الفن الدرامي، ويلتقي زوار الخيمة في الليلة السادسة مع القاص جبير المليحان والباحث خالد اليوسف، أما الليلة السابعة فيحييها الروائي يوسف المحيميد. وسيلتقي محبو الشعر في الليلة الثامنة مع الشعراء الشباب حيدر العبدالله وناصر البدري وعلي النحوي، فيما يزيد الزخم الإبداعي في الليلة التاسعة المخصصة للرواية ويحييها الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل وفيها يقرأ مبارك الخالدي من روايته «في حضرة العنقاء والخل الوفي»، وتحفل الليلة العاشرة بمحاضرات محمد العصيمي عن الخطاب السائد بوسائل التواصل. واستقطب المهرجان في نسخته العاشرة عددا من العروض المسرحية المحلية والخليجية، ووفقا لمشرف لجنة المسرح ياسر الحسن أن مهرجان الدوخلة وإيمانا منه بأهمية المسرح فإنه يخصص المساحات لاحتضان الفرق المسرحية المحلية والخليجية والتي تجد رواجا من الجمهور المتعطش للمسرح. وبين الحسن أن مهرجان الدوخلة يسعى إلى إبراز المواهب الفنية والطاقات الشبابية المبدعة لدى الشباب السعودي ومزجها بخبرة نجوم المسرح الكويتي، منوها إلى أهمية المشاركة والتي من شأنها صقل التجربة وإكساب الخبرة. ويعتبر مهرجان الدوخلة مقصدا للزوار والسياح من خارج المنطقة، إذ يستقطب سنويا ما يزيد على ربع مليون زائر، لذلك تشرف عليه سنويا الهيئة العامة للسياحة والآثار ليصبح عاما بعد عام علامة فارقة بين مهرجانات المنطقة الشرقية. وسجل المهرجان التاسع حضورا كبيرا من الزائرين لمختلف الفعاليات بلغ أكثر من 290 ألف زائر، ليتخطى حاجز النسخة الثامنة والذي بلغ 260 ألف زائر، كما بلغ عدد الزوار 47 ألف زائر وزائرة يومياً، مقابل 46 ألفا في اليوم الواحد في النسخة الثامنة للمهرجان. الأطفال خلال المهرجان الأطفال أكثر الفئات سعادة بالفعاليات