تدور بنا الحياة.. ومنا من يحياها ويحييها. ومنا من يبقي دوامة الحياة تدور وتعود به وكأنه ليس فيها.. ولأن الله سبحانه وتعالى تفضل علينا بيوم عيدنا الفضيل وأعاده علينا في حياتنا واكرمنا ببركاته وفضله ونعمه وخيراته. فلنجعله نقطة نتوقف عندها ومنها ننطلق. ونتذكر ان العيد قد يأتي علينا أو لا يعود بنا... من أجل كل ذلك دعونا في هذا اليوم الفضيل ننس كل شيء.. وأهم تلك الأشياء ان ننسى انفسنا.. ننسى حقوقنا وما نطلبه ونتوقعه من الآخرين ايا كانوا ومهما كانت صلتنا بهم.. ننسى أن نأخذ.. ونتذكر ان علينا ان نعطي لكل من هم حولنا.. نهتم بحقوق الغير. مهما كانوا ومهما كانت صلة القرابة بهم.. في هذا اليوم العظيم.. دعونا فقط نتذكر واجباتنا وحقوق الآخرين علينا.. وأن نجعل مصدر سعادتنا هو بقدر ما نعطي للكل.. قيمة هذه الحياة انها أخذ وعطاء... ولكن قد يفوت على البعض أن من يعطي هو الكبير.. الكبير بعقله وقلبه ومشاعره وعواطفه وحسه الراقي.. العطاء ليس بالمادة، ولا بالجاه والسلطان، من يستطيع أن يحرك مشاعر الآخرين ويوثر في احاسيسهم ويمتلك قلوبهم ويجعلهم ايجابيين يشعرون بأن في هذه الحياة خيرا واملا وان هناك من يهتم لهم وبهم، ذلك هو الكريم لما يحتاجه الكل، تقول الحكمة ان من يعطي أكثر هو من يكسب كثيرا ولكن لأننا في كل عيد تعودنا أن نغلق كل الابواب ونفتح باب اليأس والقنوط والتشاؤم لنبقى نردد (عيد بأي حال عدت يا عيد) فلا نحن عشنا فرحة ولا نحن اوجدنا املا، دعونا نتصالح مع انفسنا في هذا اليوم.. ونردد (عيد بماذا انا قدمت يا عيد.).. ليس هناك أفضل وأرقى وأشرف من ذلك الحب الذي يقدمه الإنسان أي إنسان لمن هم حوله ليجني ثماره.. بالإمكان ان نتناسى كل الشعارات المحبطة والمهبطة التي تعودناها ويكون شعارنا في يومنا الفضيل (عيد بأي حب وتسامح ووفاء وإخلاص وود وتغافل قدمت لأهلي ومجتمعي يا عيد).. عيدكم مبارك جميعا وجعلنا الله وإياكم ممن يعطي ولا يحتاج أن يأخذ إلا الحب، فمن يعط ويأخذ له ومن اجله، فهو الرابح. وفقنا الله بأن نكون متحابين ورابحين ومحبين ومحبوبين، نهتم بما نقدم ولا نهتم لما سنأخذ، ألسنا ممن يؤمن بأن اليد العليا خير من اليد السفلى... فلتكن أيدينا بالعطاء والبذل المعنوي قبل غيره هي الأعلى وعقولنا هي الأكثر وعيا وقلوبنا هي الاصفى ومشاعرنا هي الارقى. فلنبادر إن بادرت فأنت الكريم ويبقى الخير والمعروف لأهله.. عيدكم مبادرة خير وبركة...