تمثل ذكرى اليوم الوطني مشروعا كبيرا للفرح والفخر بما أنجزته بلادنا خلال عقود من العمل المتواصل في التنمية والنماء، وهو يوم يبقى راسخا في الوجدان لأنه يمثل نقطة تحول في مسيرتنا وملحمتنا الوطنية، ففيه نجدد العهد لقيادتنا ونؤكد بيعتنا لها من أجل أن نعمل جميعا لرفعة وطننا، والحفاظ على مكتسباته وتطوير موارده والارتقاء بهممنا عاليا حيث يليق بالوطن أن نعمل بعقولنا وسواعدنا من أجله دون أن ندخر جهدا أو طاقة. إن الوطن قيمة وجدانية وعاطفية عميقة تتجذر في النفس، وتمنحها الطاقة الدافعة والمحفزة للعمل والانتاج، وحين تعمل قيادتنا الرشيدة بكل طاقتها من أجل خير هذا الوطن فإنها تحفزنا للعمل والانتاج ومواكبة التنمية والتطوير وتحقيق النهضة الشاملة التي تعتبر أحد استحقاقاتنا الاصيلة، فوطننا يذخر بكثير من الخيرات والموارد ويحتاج أن نوظف جهودنا بصورة مثالية من أجل أن نستفيد مما لدينا في عملية البناء ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة. في يوم الوطن نقف جميعا خلف قيادتنا نبني ونعمل ونفكر ونخطط في رفعة بلادنا الغالية، وليس الأمر احتفاليات سنوية بقدر ما هو وقفة مع النفس نفخر فيها بما تحقق وتم إنجازه، ونشد العزم لتطوير ما لدينا، فالأمم العظيمة يبنيها بنوها بعقولهم وسواعدهم، وحين ننظر في تنمية الموارد البشرية فإن المملكة خطت خطوات واسعة في تأهيل أبنائها علميا وتعليميا من أجل أن يرفعوا الراية، ويواصلوا المسيرة بفكر متجدد وأفق يتسع لمستقبل مفتوح على مصراعيه للعمل والانتاج. في مثل هذا اليوم نهنئ أنفسنا وبعضنا بوحدة أرضنا ومنجزات بلادنا وتطور مشروعاتها، وتحقيقها معدلات عالية في مسارات النمو الوطني، فنحن أمة عظيمة بتاريخها وتراثها وإنسانها، وأمامها مستقبل كبير قابل لأن يكون أفضل وأحسن، ولذلك فإننا في يومنا الوطني نقف أمام كثير من المعطيات والحقائق الناصعة التي تؤكد أن مملكتنا الغالية تسير في طريق معبد نحو مزيد من الرفاهية والصعود الأممي من خلال معدلات التنمية الكبيرة التي تتجاوز بها كثيرا من البلدان، وها هي في المسار الاقتصادي تقتحم العشرين الأوائل، وقريبا بإذن الله تحتل الصدارات التنموية في كثير من مجالات الانتاج، فهنيئا لنا بهذا الوطن الذي يمنحنا كل هذه المفاخر والعزة والشموخ.