حدود الله جل وعلا ومحارمه حمى مقدس مهيب والجرأة على تجاوز تلكم الحدود لا يقوى عليها إلا من ضعف بالله يقينه، وغاب تعظيم الرب عن شعوره فأصبح في السوء أردى من السائمة التي تسبح الله وتعظمه، بينما المتجاوز المستهتر يستخف بحرماته ولا يرعى لها قدرًا ولا قيمة. يقال هذا الكلام ونحن في عصر عجيب غريب أصبح فيه دين الله وشرعه علكًا في أفواه الجهلة المتعالمين، والمتفيهقة المستثقفين يلوكون بألسنتهم ما لا يعلمون، ويتجرأون بها على ما لا يطيقون فأصبح الجنون فنًا وطريقة، والقحة والغباء نهجًا وسليقة. لقد زادت الغثائية، ونطق الرويبضة كما أخبر الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- فأصبح الاستهزاء بالرسل، والتطاول على الذات الإلهية، والسخرية من الشرع بضاعة قذرة تستفز المسلم في أعز حرماته وأعظم مقدساته، يشهد على ذلك ميدان وسائل التواصل الاجتماعي بما يعج به من أنواع الانفلات المحتاج إلى حسم الشرع، وحزم النظام. ويكبر الخطر حين يقرر لهذه التجاوزات من نسب نفسه إلى الثقافة والفكر، وتحمل مسؤولية القلم، ولقي بين ردهات الإعلام بريقًا من ضوء يتواصل بها مع مختلف أنماط أفكار المتلقين. هل يعقل أن تصل بأحدهم الجرأة إلى الاستهزاء بحكم من أحكام الشرع كالجلد ويصفه بالبشاعة في تهور يجعل الحليم حيرانًا؟ إن مما يقف على رأس ما تجب مكافحته من الجرائم الإلكترونية جريمة التعدي على الذات الإلهية، والمحكمات الشرعية التي لا يجوز المساس بها في أي حال من الأحوال، وما يقوم به بعض مرضى الفكر وموبوئي السريرة في التفكه بهذه الحدود العظام يجب أن يجد المحاسبة الحاسمة من جهات الاختصاص الممثلة في وزارة الداخلية والعدل والثقافة والإعلام كل في باب تخصصه حتى لا تنتشر الفوضى ويكسر الباب وتنطلق حمى قلة الأدب مع الله في وصف أحكامه التي أنزلها وحيًا على حبيبه -صلى الله عليه وسلم- بالوحشية والبدائية وعدم المناسبة لروح العصر، ولست هنا محتاجًا إلى سرد النصوص التي تجرم مثل هذا الفعل من النظام الأساس للحكم، ولا نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، ولا الأنظمة العدلية، ولا أنظمة وزارة الداخلية؛ فالأمر واضح لكل بصير وكل ما نحتاجه تحويل هؤلاء السفهاء ممن يعيشون مرحلة المراهقة المتأخرة إلى الشرع ليكف شرهم ويوقف غثاءهم، ويهذب سلوكهم الشاذ تأديبًا لهم وزجرًا لغيرهم. تشفير إذا كان الغراب دليل قوم يمر بهم على جيف الكلاب