كشفت تقارير أن أكثر من 90 بالمائة من الشركات والأعمال تعتمد على تطبيقات الهواتف الذكية لدعم استراتيجية تمكين الموظفين من استخدام أجهزتهم النقالة في بيئة العمل، وهنا يتعيَّن على الشركات أن تطبّق جهودها المكثفة لاختبار التطبيقات من الناحية الأمنية. أشار تقرير "جارتنر" للأبحاث الى أن أكثر من 75 بالمائة من تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تخفق في حال إخضاعها لاختبارات أمنية بسيطة وأن هذا الأمر سيستمر حتى نهاية العام القادم، حيث إنها مثلت السبب الرئيسي في الاختراقات الأمنية التي يتعرض لها المستخدمون سواء على مستوى الأفراد أو الموظفين في أداء الأعمال. وقال الخبير التقني سالم بن أحمد: "يجب على متاجر التطبيقات إخضاع التطبيقات الجديدة والحالية في المتاجر مثل متجر "أبل" و"جوجل بلاس" إلى اختبارات أمنية قبل إطلاقها، وذلك لأن الاختبارات المعتمدة الآن وهي اختبارات طبقة العميل التي تركز على كل من الشفرة البرمجية وواجهة المستخدم لست كافية، ويعود سبب ضعفها إلى أنها لا تدعم التواصل مع طبقة الخوادم، إذ تتواصل طبقة العميل مع طبقة الخوادم للنفاذ إلى تطبيقات فقط وليست لقواعد بيانات الشركات، وهكذا فإن الإخفاق في حماية الخوادم يجعل الشركات عرضة لفقدان بيانات وربما مئات الآلاف من المستخدمين من قواعد بياناتها. وتابع: "يجب على مستخدمي الهواتف الذكية لأغراض العمل عدم تحميل الكثير من التطبيقات من متاجر التطبيقات على الإنترنت، وخاصة متجر أندرويد في حالة قيامهم بالنفاذ إلى شبكة الشركة من نفس الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي، لأنه يجعلها عُرضة للهجمات والاختراقات وانتهاكها لسياسات أمن المعلومات المطبَّقة والمرعيَّة في الكثير من الشركات والمؤسسات حول العالم". وأشار إلى أن متاجر التطبيقات مليئة بالتطبيقات التي ربما تحقق الغاية المُعلن عنها، غير أنه يتعين على الشركات والأفراد على السواء عدم استخدامها دون اتخاذ الحيطة من مناعتها الأمنية، مثلما يتعيَّن عليهم تجنُّب تحميل التطبيقات إلا تلك التي اجتازت الاختبارات الأمنية التي تُجريها مؤسسات مختلفة في اختبار أمن التطبيقات النقالة. وتوقع التقرير أنه بحلول عام 2017 ستنتقل أغلب الاختراقات إلى الحواسيب اللوحية والهواتف الذكية، وذلك لأن هناك ثلاث هجمات تستهدف الأجهزة النقالة مقابل كل هجمة تستهدف الحواسيب المكتبية. وأشار التقرير إلى ان هناك اختبارات جديدة بدأت بالظهور وهي تركز على التحليلات السلوكية للتطبيقات النقالة، وتهدف إلى مراقبة التطبيقات أثناء عملها لرصد أي سلوكيات خبيثة أو خطرة تصدر عنها، مثل أن يقوم تطبيق ما بتشغيل الملفات الموسيقية كوظيفة أساسية غير أنه في الوقت ذاته يقوم بالنفاذ إلى قائمة الاتصال الخاصة بالمستخدم أو خاصية تحديد موقعه ومن ثم نقل البيانات إلى عنوان آخر عبر الإنترنت. وقال الخبير التقني محمد عمر: إنه يجب على المستخدمين الحرص على عدم إعطاء أي صلاحيات لأي تطبيقات إلا عند الحاجة فقط، مثل الوصول إلى الصور، جهات الاتصال، وتحديد المكان وغيرها، كذلك يجب على المستخدم الحرص على عدم إلغاء حماية جهازه إلا إذا كان يملك معرفة تامة في التعامل مع الهاتف بعد إلغاء حمايته، لكن في الفترة الأخيرة زاد حرص المستخدمين على حماية خصوصيتهم، وقامت الكثير من الحملات حول العالم للتأكيد على أهمية حماية الخصوصية ولمساعدة الناس على الحفاظ على خصوصيتهم وتوفير الأدوات اللازمة لعمل ذلك، كما زادت حوادث انتهاك الخصوصية من قبل الشركات المطورة لهذه التطبيقات، والتي تستهدف المنظمات والأفراد، لأسباب مختلفة مما أدى إلى زيادة وعي الناس وزيادة حرصهم على الحفاظ على خصوصيتهم والذي قد يساعد بدوره على تقليل عمليات انتهاك الخصوصية في المستقبل. وأشار إلى ان عمليات انتهاك الخصوصية والاختراقات تتم لعدة أسباب منها التسويق الانتهاكي، التجسس، سرقة المعلومات، بيع البيانات، وأن العامل المشترك بينها في هو الاستفادة المادية، وأن أهم نقاط حماية الخصوصية هي إدراك المستخدم للموقع أو التطبيق المستخدم وخصائصه، فكلما أصبح واضحا للمستخدم تصبح الصورة واضحة أمامه في المحافظة على الخصوصية وحمايته من الاختراقات على المستوى الشخصي أو مستوى العمل، وبعد ذلك غالبا ما يقع اللوم على المستخدم نفسه. وكشف التقرير أن السمات الأمنية للأجهزة النقالة المتاحة اليوم لن تكون كافية لتضييق الخناق على الاختراقات وحصرها ضمن أضيق الحدود، ويجب أن ينصبَّ اهتمام الشركات على حماية البيانات المخزنة على الأجهزة النقالة من خلال حلول سهلة وفعالة، مثل ما يُعرف باحتواء التطبيقات عبر تطويق التطبيقات أو أطقم تطوير البرمجيات أو تمتين الطبقة السطحية، كما أن قرابة 75 بالمائة من الاختراقات الأمنية النقالة ستكون بسبب التهيئة غير السليمة للتطبيقات النقالة وذلك حتى عام 2017، وليس بسبب هجمات تقنية احترافية أو عميقة تستهدف الأجهزة النقالة، فمن الأمثلة الأكثر انتشاراً للتهيئة غير السليمة سوء استخدام الخدمة السحابية الشخصية المتاحة عبر التطبيقات المخزنة على الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية. فعند استخدام مثل هذه التطبيقات لنقل البيانات المؤسسية ستقود إلى تسريبات معلومات ربما تظل الشركة أو المؤسسة المعنيَّة غافلة إلى أبعد الحدود عن حدوثها وخطورتها.