دخل تجار التمور والمزارعون والفرق التطوعية في نقاش مطول مع وفد المجلس البلدي بالأحساء، خلال زيارته مؤخرا لمدينة الملك عبدالله للتمور الواقعة على طريق العقير، حيث يقام هناك مهرجان "للتمور وطن"، شاكين له الهبوط الحاد - حسب وصفهم - في أسعار منتج التمور الأحسائية المعروفة والمشهورة محليا وعالميا، وتعمد بعض التجار إغراق السوق بالمستورد. وقال أحد التجار لوفد المجلس الذي ضم إلى جانب ناهض الجبر منسق لجان المجلس سلمان الحجي وعضو المجلس سامي الحويل: "لا يزال شبح هبوط أسعار التمور يسيطر علينا ومازال كثير من المزارعين في الأحساء يحلمون، بل ويعلقون آمالهم في تعاون الجهات والقطاعات المعنية المحلية منها والأهلية في تضافر الجهود وتلمس عثراتهم والعقبات التي تسببت في تدهور الأسعار". ووفقا لمزارع آخر فإن النسبة الكبرى من التمور يتم تسويقها داخل الأحساء، بسبب أن التسويق خارجيًا يواجه بعض المشكلات، مطالبا الدولة بشراء الكميات الفائضة بالسعر العادل لأعوام محددة حتى يتم معالجة هذه الظاهرة من المختصين. وأضاف أحد التجار: إن تمور الأحساء تشهد إغراقاً متعمداً من قبل بعض تجار التمور وبعض المتلاعبين الذين يستوردون كميات كبيرة من دول الخليج المجاورة، مبيناً أن ما يدخل من تمور الخارج تحت بند «مسمى أعلاف» وليس تموراً مصنفة، تفي بالاشتراطات التي من الواجب توافرها في أصناف التمور المستوردة مطالباً الجهات المختصة مثل «وزارة الزراعة والأمانة والتجارة والمنافذ في الأحساء» التعاون فيما بينها، ومنع بيع تلك الكميات التي يتم استيرادها بمسمى «أعلاف» بأنها تمور صالحة للاستهلاك الآدمي وهو ما يبين وجود غش تجاري محض، وأكد أن مثل هذه الأعمال غير المقبولة منطقيًا، وتتسبب في إغراق سوق في الأحساء، وبالتالي تدني الأسعار بشكل خاص، وتؤدي إلى حرمان المزارع من الاستفادة من الجهود التي بذلها خلال الحرث والزرع. من جهته، أكد رئيس المجلس البلدي أن الأحساء تشتهر بأنواع كثيرة من النخيل والتي يتجاوز عددها 3 ملايين نخلة، والذي جعلها من أكبر مدن المملكة في إنتاج التمور وتوزيعها على المناطق كافة، مما يجعل الاستثمار في هذا الأمر مربحاً كما كان تاريخياً، كما أن مدينة الملك عبدالله للتمور ستدعم توفير بيئة خصبة لتسويق التمور الأحسائية، وتسهم في زيادة الإيرادات المالية للمزارعين، وتوفير فرص العمل للشباب، منوها بأن جميع العاملين سيكونون من المواطنين وستكون الأولوية لهم بفرص العمل، كما أن نجاح مهرجان (للتمور وطن) والذي تحتضنه المدينة اقتصادياً وإعلامياً سيثمر في بلادنا في يوم ما مركزاً عالمياً مرموقاً لتجارة التمور، وسيجعل من هذه المهرجانات وسيلة ناجحة لتسويق تمورنا محلياً وعالمياً. وطالب المزارعون والتجار على حد سواء الجهات المختصة بدعم المزارعين بتوفير ثلاجات للحد من خسائرهم المتتالية، وإقامة مهرجانات بالخارج يكون الغرض منها التعرف على هذا المنتج والأهمية الغذائية الصحية لمتناوليه، وخصوا الدول الأوروبية منها والإسلامية، ليتم من خلالها عمليات تسويق المنتجات ويكون مردودها وفيرًا على المزارعين.