يبحث 15 خبيرا دوليا من المختصين في هندسة الوقاية من الحريق على مدى 40 ساعة علمية بالمؤتمر الدولي الخامس لمهندسي الوقاية من الحريق الذي ينطلق صباح الاثنين المقبل ولمدة 4 ايام في فندق ميريديان الخبر، اشتراطات وانظمة السلامة من الحرائق في المباني الشاهقة. وكشف نائب رئيس الجمعية السعودية لمهندسي الوقاية من الحريق المهندس محمد السبيعي عن افتقاد معظم المكاتب الهندسية بالمملكة لوجود مهندسي سلامة وإطفاء ضمن أطقمها، مما يتسبب أحيانا في إغفال تطبيق بعض اشتراطات السلامة المهمة بالمباني الشاهقة "ناطحات السحاب" وبالتالي تحولها الى هاجس لدى مختصي الوقاية من الحريق. وقال ان كود البناء يصنف المباني التي تزيد عن 23 مترا من مستوى مدخل البناية المستخدم من قبل رجال الإطفاء كمبان شاهقة، ويوجد في المملكة حسب هذا التعريف آلاف المباني الشاهقة في المدن الرئيسة مثل مكةالمكرمة الحاضنة للكثير منها ثم الرياضوجدةوالدماموالخبر والأحساء، وغيرها من المدن السعودية مما يجعل "المباني الشاهقة" واحدة من الموضوعات ذات الأهمية في النقاش العلمي. وأضاف السبيعي بأن أعلى عشرة مبانٍ بالمملكة تترواح ارتفاعاتها من 200 إلى 600 متر واكتمل بناء ستة منها في السنوات الأربع الأخيرة، ومنها برج المملكة الذي لايزال قيد الإنشاء في مدينة جدة ومن المقرر أن يكون أعلى بناء في العالم عند اكتماله، وكذلك برج ساعة مكةالمكرمة، الذي اكتمل بناؤه عام 2012م ويعتبر ثالث أطول مبنى في العالم. موضحا أن هذا النوع من المباني يحيط به الكثير من التحديات والمخاطر من أهمها "سلامة الأفراد داخل هذه المباني وإمكانية الإخلاء في حالات الطوارئ"، فيما يكمن التحدي الآخر في "التعامل مع الحرائق وإطفائها عند اندلاعها" مشيرا إلى أن تكلفة تزويد المنشآت بأنظمة السلامة في الغالب لا تتجاوز 2 إلى 5 % من قيمة المشروع لكنها تساهم في الحفاظ على الأرواح والممتلكات وتجنب ملاكها الكثير من الملاحقات القضائية. وشدد السبيعي على أهمية تعاون وزارة العمل في منح تأشيرات الاستقدام لمهن "فنيي الاطفاء والسلامة" لملاك المباني الشاهقة في المملكة نظرا لأن اشتراطات السلامة تتطلب وجود أنظمة وفرق ذاتية في مثل هذه النوعية من المباني للاعتماد على ذاتها عند وقوع حوادث حريق، واضاف بان 160 مختصا في الإطفاء والسلامة بقطاعات حكومية وصناعية في المملكة سجلوا في ورش العمل التي تقيمها الجمعية ضمن مؤتمرها. واضاف بأن المؤتمر يعد أكبر تجمع علمي لفروع جمعية مهندسي الوقاية من الحريق في الشرق الأوسط ويسعى لتوطين الخبرات العالمية في مجال مكافحة الحرائق على مستوى المملكة، مشيرا الى ان عدد المسجلين يعكس مدى إدراك المؤسسات ذات العلاقة لقيمة المحتوى العلمي في مجال مكافحة الحرائق، مشيدا بمشاركة مديرية الدفاع المدني في المؤتمر من خلال مجموعة من الضباط المختصين في هندسة السلامة من الرياض والمنطقة الشرقية ومشاركة أرامكو السعودية. وبين السبيعي أن المؤتمر لايزال يستقبل طلبات التسجيل عبر موقعه الالكتروني على الرابط "http://www.sfpe-sac.org/2014Conference/index.html"، وأنه سيفرد ساعات علمية لمناقشة أنظمة السلامة في المباني الشاهقة، إضافة إلى أهمية تحرك المكاتب الهندسية الاستشارية نحو استقطاب مهندسي سلامة ووقاية من الحريق لكي تكون مؤهلة لمراجعة ومصادقة خرائط المباني قبل مرحلة الإنشاء.