في السعي نحو التوازن المطلوب بين الخبرة والشباب الذي يستهدفه كل المدربين يميل روي هودجسون مدرب منتخب انجلترا نحو الشباب. وضمن التشكيلة التي فازت 2-صفر في سويسرا في افتتاح مشوار تصفيات بطولة اوروبا لكرة القدم 2016 الاثنين الماضي كان عمر نصف اللاعبين تقريبا يقل عن ثلث عمر المدرب الذي يبلغ 67 عاما. وفي ظل السلبية المحيطة بالمنتخب الانجليزي بعد الاخفاق في كأس العالم مرتين متتاليتين، فانها حيلة مفيدة طالما لا تسوء النتائج بشكل أكبر. وبوسع هودجسون وجهازه الفني تحميل الاخطاء على قلة خبرة الشباب، والتلميح إلى أن المستقبل سيكون أكثر إشراقا. وما يدل عليه الانتصار في مباراة الاثنين الماضي أنه بعد فترة سيئة لمنتخب انجلترا ربما تكون هناك أوقات جيدة في الطريق. وتوفر المجموعة الخامسة -التي من المفترض أن تتأهل منها انجلترا على حساب منافسين مثل استونيا وسلوفينيا وليتوانيا وسان مارينو بالإضافة لسويسرا- فرصا جيدة للمزيد من التحسن. وأكثر ما يبشر بمستقبل أفضل هو أن هناك المزيد سيأتي من مواهب مثل رحيم سترلينج (19 عاما) لاعب ليفربول، وجون ستونز (20 عاما) لاعب ايفرتون، وداني ويلبيك (23 عاما) مهاجم ارسنال الجديد. كما قدم فابيان ديلف لاعب استون فيلا اداء مشجعا في مباراته الدولية الأولى بمجرد أن هدأ عقب حصوله على بطاقة صفراء في البداية. وصنع سترلينج وويلبيك الهدف الأول بهجمة مرتدة تقليدية اشترك فيها أيضا القائد وين روني، وهو أحد اللاعبين أصحاب الخبرة في التشكيلة وعمره الان 28 عاما. وكان ويلبيك -الذي اتهم بعدم تسجيل الكثير من الأهداف مع مانشستر يونايتد قبل انتقاله لارسنال- هادئا للغاية وهو يسجل الهدف الثاني. وأظهر سترلينج أن بوسعه اللعب وراء المهاجمين بالإضافة للعب على الجناحين، وكانت سرعته سلاحا ثمينا في المركزين. وبعد انضمامه إلى ليفربول وعمره 15 عاما بدأ المدرب بريندان رودجرز اشراكه بحذر، وأشاد «بوعيه الخططي» بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب في اخر مباريات فريقه بالدوري الانجليزي الممتاز حين فاز 3-صفر على توتنهام هوتسبير. وقبل مباراة سويسرا قال روني عن اللاعب الشاب «إنه لاعب رائع. رأيتم ذلك الموسم الماضي وفي بداية هذا الموسم». وأضاف «إنه لاعب غير عادي. يستطيع اللعب في الأمام وأيضا على الجناحين. رغم أن جسده ضئيل إلا أنه يمتاز بالقوة أيضا. سيكون لاعبا مهما (لانجلترا) في السنوات العشر القادمة». ولا ينظر هودجسون ولا الجماهير الانجليزية لهذا المدى البعيد، لكن الشعور كان ايجابيا في كل مكان الاثنين الماضي. وقال هودجسون عن جيله الشاب بعد المباراة: «اعتقدت دائما أنه اذا كنت جيدا بما يكفي فان العمر لن يشكل فارقا». وأضاف: هؤلاء اللاعبون رغم عمرهم الصغير لكنهم يلعبون في بطولة دوري قوية للغاية. نمتلك جيلا رائعا من اللاعبين لكننا لا نستطيع الاعتماد عليهم للأبد».