انتشرت عبر قنوات التواصل الاجتماعي ما يسمى (تحدي دلو الثلج) والغرض منه جمع تبرعات لمرضى التصلب الجانبي وأطلق هذه المسابقة شاب أمريكي تضامنا مع صديقه الذي أصيب بهذا المرض وهو عبارة عن سكب دلو الثلج على رأسه ولو نجح في المهمة يختار شخص آخر ليكرر التجربة خلال 24 ساعة أو يتبرع ب « 100» دولار والقصد من هذا التحدي هو الشعور بألم شد الأعصاب أثناء سكب الماء البارد على الرأس والجسم ليعيش صاحب التجربة الألم الذي يعيشه المريض طوال السنة. مرض ( التصلب الجانبي الضموري ) الذي يعرف اختصارا باسم ALS وحيث اختير لاعب الرجبي الأمريكي بيتر فريس الذي يعاني المرض نفسه ليمثل أيقونة الدعاية للمرض وهذا الخلل هو شكل من أشكال أمراض الأعصاب الحركية ويسبب ضمور الجهاز العصبي والخلايا العصبية. وما زاد هذه الحملة زخماً كبيراً مشاركة مؤسس شركة مايكروسفت بيل جيتس والمدير التنفيذي والمؤسس لموقع فيسبوك مارك زوكربرج، وبعدها بدأ هوس المشاهير حول العالم بهذا التحدي. إلا أن الكثيرين منهم خاصة العرب لجاؤوا إلى التقليد وممارسة هذا التحدي دون وعي كاف بالغرض منه إلى أن حادت عن هدفها النبيل وهو المساعدة في جمع التبرعات لتطوير البحوث العلمية لإيجاد علاج لهذا المرض. وأصبحت عدوى انتقلت إلى الكبير والصغير، إلا أن البعض لا يعي سبب إنشاء هذا التحدي. كما حذر بعض الأطباء من أن هذا العمل هو جهد للقلب لا يحتمله كل شخص، وقد يسبب الجلطة القلبية لمن لديه ضيق في الشرايين. ربما كان لهذه الظاهرة سبب وجيه وتسليط الضوء على هذا المرض والتضامن مع من أصيبوا به، لكن التحدي نفسه يحمل بين طياته طبيعة سيئة، فالكل يحاول الحصول على الشهرة والتقليد فقط. وكما حدثني أحد الزملاء أن ابنته البالغة من العمر سبع سنوات طلبت من أخيها تصويرها وشقيقتها الأخرى تسكب عليها الماء البارد وهي لا تعلم ما الهدف من هذا الفعل، فقط رأت المشاهير في بلادنا يفعلون هذا وهم في غمرة من الضحك فأرادت أن تقلد هذا الفنان أو اللاعب أو المغني وكل هؤلاء لم يتبرعوا لهذا المرض بدولار واحد ، كما قال رسول الله (صلى الله علية وسلم): «لتتبعون سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم قالوا: يا رسول الله من اليهود والنصارى ؟ قال فمن إذا؟! فهل سنرى من هوس المشاهير في سكب الثلج والماء البارد حملة للجفاف الذي يضرب الصومال وبعض الدول الأفريقية؟ الجواب ننتظره من الذين أساؤوا استخدام الماء وأضاعوا الهدف النبيل من هذه الحملة وهو التبرع لإيجاد علاج لهذا المرض القاتل.