توجه وزارة الشؤون البلدية والقروية إلى تسمية الشوارع في أحيائها السكنية بأسماء شهداء الواجب (خطوة وطنية) يشكر عليها كل من بادر إليها.. وشهداء الواجب سواء منهم من ذهب ضحية لمحاربة الارهاب أو استشهد على جبهة محاربة المخدرات والتهريب ومكافحة الجريمة بكل انواعها، كل هؤلاء تكريمهم واجب علينا جميعاً، بأي صورة تحفظ لهم ولذويهم وأبنائهم حقهم الوطني والانساني.. وأيضاً هو تكريم لزملائهم العاملين في الميدان. في شوارعنا أسماء غريبة، وبعضها لا يحمل ذكرى أو معنى أو تاريخاً، بالذات في الشوارع الفرعية او شبه الرئيسية الناقلة للحركة داخل الحي.. وقد كانت هناك مطالبات سابقة للقائمين على اللجان المشكلة لتسميات الشوارع لمراجعة آليات عملها وطرق اختياراتها للأسماء. أحياؤنا السكنية تمتد وتتوسع كل يوم، وطفرة الاعمار تنشر مقومات الحياة في كل مدينة وقرية، وهذا التوسع يتيح لنا تكريم كل العاملين على ثغور الوطن، الأحياء والأموات، وهذا يعني ضرورة التوسع في المسميات حتى في المنشآت الحكومية، وليس في الشوارع فقط. المهم في هذا التوجه الحكومي لتكريم شهداء الوطن، أنه يأتي في ظل توجهنا الجاد والمستمر لمحاربة الإرهاب.. وبدون شك، إخواننا وأبناؤنا في القطاعات الأمنية والمؤسسات العسكرية -على اختلاف قطاعاتها ووحداتها- هم الذين يتلقون الحمل الاكبر لحماية بلادنا وامننا ووحدتنا الوطنية، وسوف يبقون أوفياء لواجبهم الديني والوطني حتى تنتهي شرور الإرهاب وجماعاته. التوجه لتسمية الشوارع بأسماء الشهداء نرجو ألا يحصر في قراهم ومدنهم ومناطقهم، بل تكون الأسماء متكررة في مناطق المملكة جميعا، وفي هذا توجه لتكريس الوحدة الوطنية، والحمد لله أننا بدأنا نتحرر من عقدة المكان، فالوطن أصبح للجميع في كل بقاعه.. والأجيال الجديدة في ذهنيتها وتصوراتها فضاؤها الوطن الكبير.. ورحم الله المؤسس الملك عبد العزيز الذي أوصلنا حلمه الكبير الى هذه المرحلة المتقدمة من المواطنة التي اخرجتنا من ضيق العيون والنفوس والأماكن، وأصبحنا نسبح في فضاء الوطن الكبير. إننا بحاجة ماسة ودائمة إلى أن نتذكر التضحيات الكبرى التي يقدمها رجال الأمن.. ووزارة الداخلية تقوم بواجبها الكبير تجاه شهدائنا، ولكن مهما قدمت الوزارة فإنه لن يفيهم حقهم، وواجبنا مواصلة ما يقومون به من جهد، وما تبادر له وزارة الشؤون البلدية والقروية لتسمية الشوارع هو مكمل ومتمم لهذا الدور. ثمة دعوة لإخواننا في (وزارة الشؤون الإسلامية) بقيادة الأخ الكبير المبادر فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ الى تبني (تسمية المساجد) بأسماء شهدائنا، ودعوة المحسنين لبناء المساجد والمؤسسات الدينية الخيرية ليكون أجرها جاريا لهم، وهذا وغيره قليل في حقهم.. ورحم الله جميع شهدائنا، وندعو الله مخلصين أن يرزقنا البر والإحسان لهم، والحمد لله على كل حال.