منذ فترة كانت المصافي الأوروبية تعاني من أسوأ ركود منذ عقود، كما أن فائض زيت التدفئة على وشك أن يجعل الأمور أسوأ. وأرباح هذا العام ستكون الأقل منذ عام 2011؛ بسبب المنافسة من واردات زيت التدفئة، وفقاً لوود ماكنزي، وهي شركة استشارية. والمخزونات في أمستردام - روتردام - أنتويرب، مركز التداول الأوروبي، هي الأعلى لهذا الوقت من العام منذ عام 2009، وفقا لبيانات من PJK الدولية، الشركة الباحثة في هولندا. وقال جوناثان ليتش، أحد كبار المحللين في شركة وود ماكينزي في لندن، عبر الهاتف أمس: «ما نراه أمامنا هو هوامش ضعيفة جداً». وأضاف: «لقد كان الصيف مخيباً للآمال. إذا كنت تعتقد أن ما حدث لم يكن أمراً رائعاً، فانتظر حتى يدخل فصلا الخريف والشتاء». والمصافي الأوروبية توقف التشغيل أو تتحول إلى مستودعات تخزين في أسرع وتيرة منذ الثمانينيات، حيث انخفض الطلب على المنتجات النفطية منذ سبع سنوات واشتدت المنافسة من الإمدادات الأمريكية والشرق أوسطية والروسية. وقد تم إغلاق 17 محطة في السنوات الست الماضية، وذلك وفقاً لما تقوله وكالة الطاقة الدولية، المؤسسة الاستشارية ل 29 دولة ومقرها باريس. وبلغ متوسط ربح المصفاة في منطقة قادرة على تعظيم إنتاج وقود أعلى قيمة 1.27 دولار للبرميل من مايو إلى يوليو مقارنة مع 2.83 دولار في نفس الفترة من العام الماضي، على أساس سعر خام برنت، وذلك وفقا لوود ماكنزي. وبحلول ديسمبر، سوف يتحول ذلك إلى خسارة 80 سنتاً للبرميل، كما تبين التوقعات. هوامش التكرير أرباح الصيف الأقل، جنباً إلى جنب مع خسائر الشتاء، تعني أن هامش التكرير في المنطقة سوف يبلغ متوسط 40 سنتاً لعام 2014، أقل من نصف أرباح العام الماضي وفقط 10% من مستوى عام 2012، وفقاً لوود ماكنزي. وقال إحسان الحق، وهو مستشار أول في KBC اقتصاديات الطاقة في والتون أون ثيمز، انجلترا، عبر الهاتف أمس: «من الصعب للغاية بالنسبة لكثير من شركات التكرير الأوروبية أن تتنافس». وأضاف: «لا بد من إغلاق جزء من طاقة التكرير». ايني، أكبر شركة نفط في إيطاليا، تتفاوض مع النقابات لإغلاق أكثر من نصف قدرتها التكريرية اليومية، والبالغة 774 ألف برميل يوميا، وهو ما يجعل أكثر من 3500 وظيفة في خطر. ويوظف القطاع نحو 100 ألف شخص، وفقاً لفيوول يوروب، وهي مجموعة صناعية. وقال باتريك دي لا شيفارديير، المدير المالي لتوتال، أكبر شركة تكرير في أوروبا، الشهر الماضي: إن نحو 1.5 مليون برميل يومياً من القدرة الإنتاجية بحاجة إلى أن تكون مغلقة للقضاء على التخمة في القارة. ومن شأن هذا أن يجعل الانخفاض التراكمي في الاقتصادات المتقدمة في أوروبا يصل إلى 2.8 مليون برميل في اليوم -أكثر من استهلاك الوقود في ألمانيا- من إجمالي 15.9 مليون برميل في بداية عام 2008، وفقاً لحسابات بلومبيرج، استناداً إلى بيانات وكالة الطاقة الدولية. فائض الوقود مخزونات زيت الغاز في منطقة أمستردام -روتردام- أنتويرب تضاعفت تقريبا في الأشهر الأربعة حتى أمس إلى 2.74 مليون طن متري، وفقاً لبيانات PJK. وتراجعت عقود الأشهر الأولى لزيت الغاز الآجلة التداول الى أدنى مستوى لها منذ 14 شهراً لتصل إلى 852.50 دولار للطن المتري (2.278 دولار للجالون الواحد) يوم 18 اغسطس في بورصة أوروبا للعقود الآجلة والمتداولة فيها عند 861.25 دولار في الساعة 9:52 صباحاً في لندن. ويستخدم العقد في أوروبا للتوصل إلى أسعار المنتجات النفطية تسمى نواتج التقطير التي تشتمل على زيت التدفئة والديزل ووقود الطائرات. والعلاوة على زيت الغاز من خام برنت القياسي الأوروبي، تراجعت بنسبة 14% هذا العام إلى حوالي 13.50 دولار للبرميل. ويمكن للهوامش أن تتحسن في سبتمبر وأكتوبر في الوقت الذي يتم فيه إيقاف المحطات في أوروبا وروسيا للصيانة، وهو ما يؤدي إلى إغلاق نحو 1.1 مليون برميل من القدرة الإنتاجية في المتوسط، حسب تقديرات KBC. وفي حين أن درجات الحرارة الباردة قد تؤدي إلى تحفيز الاستهلاك العالي وتآكل فائض زيت التدفئة، قال إحسان الحق: «لا أعتقد أننا سوف نرى تحسناً كبيراً في الطلب». تراجع السوق تراجع استهلاك الوقود اليومي في أكثر الاقتصادات المتقدمة في المنطقة إلى 13.22 مليون برميل في مايو، وهو ما يشكل هبوطاً بنسبة 3.2% عن متوسط الاستهلاك اليومي في السنة الماضية ومقداره 13.7 مليون برميل، وفقاً لبيانات من وكالة الطاقة الدولية نشرت في 12 أغسطس الحالي. ويعتبر التراجع لهذا العام أصغر من حالات التراجع الكبيرة على مدى السنوات الثلاث السابقة، كما قالت الوكالة. ويغلب على أرباح المصافي أن تبلغ الذروة في الصيف، في الوقت الذي يسافر فيه الناس في إجازات وتكثر حركة الشاحنات. وهذا العام كانت الهوامش من بيع البنزين أدنى من قبل، في الوقت الذي ارتفع فيه الإنتاج من الولاياتالمتحدة، التي هي سوق التصدير الرئيسية إلى شمال غرب أوروبا. وقفز إنتاج البنزين في الولاياتالمتحدة إلى رقم قياسي مقداره 9.84 مليون برميل في اليوم في الأسبوع المنتهي في 13 يونيو، وفقاً لبيانات من إدارة معلومات الطاقة. واستوردت الولاياتالمتحدة 550 ألف برميل في اليوم من البنزين في المتوسط هذا العام، مقارنة برقم 1.1 مليون برميل يومياً في عام 2006، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. وتتمتع المصافي الأمريكية بميزة الإمدادات الوافرة من النفط الرخيص من مصادر النقط الصخري. ويجري تداول خام غرب تكساس المتوسط، وهو الخام المرجعي الأمريكي، بخصم مقدارها 9 دولارات تقريباً عن خام برنت. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها في يونيو: إن «الارتفاع المذهل» في التكرير في الولاياتالمتحدة، اقترن مع اندفاع الصادرات من روسيا. وتقوم الشركات بتكرير المزيد من الخام بعد أن ضغط عليها الرئيس فلاديمير بوتين لإنفاق مليارات الدولار في تحديث المعامل. وكان إنتاج الديزل وزيت الوقود هو الأعلى في يونيو، منذ عام 2009 على الأقل، حسب بيانات وزارة الطاقة. وسترتفع قدرة التكرير في الشرق الأوسط بمعدل 2.2 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2019، في الوقت الذي تدخل فيه الخدمة المشاريع الجديدة الضخمة، كما قالت الوكالة. وقال إحسان الحق: «إن تكاليف القيم هي أدنى بكثير في الشرق الأوسط، كما أن معظم معامل التكرير الجديدة هي متطورة للغاية»، ما يجعل من الصعب على المعامل الأوروبية أن تبقى متمتعة بالقدرة التنافسية.