محافظو البنوك المركزية، وهم مجموعة من التكنوقراط المستقلين إلى حد كبير، يبسطون المزيد من السلطة على مصائر السياسيين والمستثمرين والشعب العاديين أكثر من أي وقت مضى. في غياب العمل الحكومي، فإنهم يتحملون معظم أعباء دعم التعافي الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وأوروبا. مع سياسة شرائهم للسندات والسياسات غير التقليدية الأخرى، أصبحوا قوة رئيسية تساعد في صمود الأسواق المالية حول العالم. وبالتالي، عندما يلتقون من أجل اجتماعهم السنوي في جاكسون هول، وايومنغ، فإن الأمر يستحق الاهتمام. أرى أن هناك ثلاث قضايا على الأقل تحتاج إلى معالجة، والقرارات حولها تعتبر حاسمة لرفاهية الأجيال الحالية والمستقبلية على حد سواء: 1. ما هو الشيء الذي يمكن القيام به لإرجاع المزيد من الناس إلى العمل؟ تبقى البطالة على المدى الطويل وبطالة الشباب مشاكل كبيرة في جميع أنحاء العالم المتقدم، وهو ما يهدد بتفاقم عدم المساواة في (الدخل والثروة والفرصة) وبشكل دائم يضعف قدرة الاقتصادات على النمو ورفع مستويات المعيشة. البعض يتساءل حول ما إذا كان بمقدور الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن يستمر في جهوده؛ للحد من البطالة دون تأجيج التضخم وعدم الاستقرار المالي. وسيكون هذا موضوع الخطاب الرئيسي لرئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين. 2. كم مقدار القوة التي تمتلكها البنوك المركزية بشكل حقيقي؟ لا يزال لدى معظم الناس الثقة في قدرة البنوك المركزية على هندسة التحول من النمو المدفوع بفعل قرارات السياسة النقدية والمالية إلى النمو الحقيقي، على الرغم من حقيقة أن النواتج قد تراجعت مراراً وتكراراً دون التوقعات. ومع ذلك، هناك مدرسة متزايدة من الفكر - بما فيها تلك المتعلقة بفرضية الركود طويل الأمد – على نحو يشير الى أن البنوك المركزية قد لا تكون قادرة على الحصول على نمو الاقتصاد بالوتيرة المرجوة بدون التسبب في إثارة أزمات مالية في المستقبل. وبالنظر إلى المدى الذي عنده يقوض ضعف السياسات استجابة سياسة شاملة، فإن هذا ربما يكون واحداً من أهم الأسئلة حول السياسات الاقتصادية التي تواجه مجتمعاتنا اليوم. 1. ما هو التأثير العالمي لسياسات البنوك المركزية؟ بعد فترة طويلة كانت تدفع فيها جميع البنوك المركزية الكبيرة في العالم في نفس الاتجاه، إلا أنها آخذة الآن في الوصول إلى النقطة التي سوف تتباعد عندها سياساتهم. بنك إنجلترا وبنك الاحتياطي الفيدرالي بصدد إبعاد أقدامهما من عن دواسة التحفيز. أما البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان فسوف يذهبان في الاتجاه الآخر. هذا العالم المتعدد السرعات في السياسات المتناقضة على نحو متزايد قد يكون له آثار كبيرة على الأسواق والناس إلى ما هو أبعد من الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان. يقدم جاكسون هول فرصة نادرة لمحافظي البنوك المركزية للنظر في العواقب الدولية بطريقة مباشرة وصريحة.