يلتقى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى اليوم مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس بالقاهرة، التى وصلها مساء أمس فى زيارة تستغرق ثلاثة أيام فى قمة مهمة فى هذا التوقيت فى ضوء استئناف العدوان الاسرائيلى على غزة وتوقف مفاوضات القاهرة غير المباشرة التى ترعاها مصر. وأعلن جمال الشوبكى سفير فلسطين ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية ل«اليوم» أن الرئيس عباس سيضع الرئيس السيسى فى صورة آخر التطورات المتعلقة بالعدوان على غزة، والمساعى المستمرة لوقفه وتثبيت الهدنة وفك الحصار المفروض على القطاع منذ سبع سنوات على أرضية المبادرة المصرية، وضرورة إنجاحها. بالإضافة الى إطلاعه على الجهود السياسية المطلوبة خلال المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطينى، وتفعيل اتفاقية جنيف الرابعة فى ضوء نتائج زيارة الوفد الوزاري العربي لسويسرا والتي اختتمت أمس بمشاركة وزيرى خارجية الكويتوفلسطين، والدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية، فضلا عن بحث موضوع إعادة إعمار قطاع غزة بعد وقف العدوان الاسرائيلى. ولفت الشوبكى الى أن دفع العلاقات المصرية الفلسطينية فى مختلف المجالات سيكون من بين جدول أعمال القمة، موضحا أنها بلغت مرحلة متقدمة وتمضى بخطى حثيثة للأمام. وفى معرض إجابته عن سؤال، أكد السفير الشوبكى أن اسرائيل هى التى تتحمل مسئولية تعطيل المفاوضات غير المباشرة فى القاهرة، لافتا الى أن ممارساتها خلال الساعات الثمانية والأربعين التى سبقت وقفها هى الى قادت الى فشلها فى هذه المرحلة، مشيرا الى أن الطابع المتشدد الذى اتسم به أداء الوفد الاسرائيلى استجابة لتعليمات رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو مما جعله يبدى تصلبا إزاء الاستجابة للمطالب التى تضمنتها الورقة التى قدمها الوفد الفلسطينى الموحد والتى على إثرها تقرر سحبه من المفاوضات. مبينا فى هذا السياق أن الوفد الاسرائيلى على مدى أيام التفاوض غير المباشر يطرح ذرائع أمنية للاستمرار فى العدوان على قطاع غزة، وطالب بضمانات بعدم إعادة تسليح الفصائل الفلسطينية ورفض رفع الحصار عن القطاع حتى لا تتاح الفرصة لاستيراد مواد مزدوجة الاستخدام مما يمكن توظيفها فى التسلح وبناء الأنفاق. مشيرا الى أن هناك مطلبا اسرائيليا دائما يركز على نزع أسلحة فصائل المقاومة فى غزة، ولكن الجانب المصرى رفض إدراج هذا المطلب على جدول أعمال مفاوضات القاهرة. وأكد السفير الشوبكى استعداد الوفد الفلسطينى الموحد للعودة لمفاوضات القاهرة فى أى وقت، فهو لم ينسحب منها مثلما الوفد الاسرائيلى مبينا أن هناك جهودا مصرية ودولية فى هذا الشأن. وفيما يتعلق بجهود مصر لرعاية المصابين الفلسطينين القادمين من غزة فى مستشفياتها منذ بدء العدوان جدد السفير الشوبكى إعرابه عن تقديره لجهود وزارة الصحة المصرية ومختلف المستشفيات التى تستقبل هؤلاء المصابين، والذين بلغ عددهم أكثر من 215 شخصا تعافى عدد كبير منهم، ولم يتبق سوى حوالى 150 شخصا فى حين توفي البعض الآخر. في سياق ذي صلة أكدت الجامعة العربية ضرورة العمل على تثبيت هدنة دائمة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من أجل وقف إطلاق النار على غزة، موضحة أهمية اللقاء المقرر اليوم بين الرئيسين: عبدالفتاح السيسي ومحمود عباس، معتبرة أن لقاء القيادتين يأتي لاستكمال مشاورات وقف إطلاق النار على قطاع غزة، وبحث التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية، خاصة بعد تعثر جولة المفاوضات الاخيرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وشدد محمد صبيح الامين العام المساعد لدى الجامعة لشئون فلسطين والاراضي العربية المحتلة في تصريحات على وجود إجماع فلسطيني على أهمية الجهود التي تبذلها مصر لوقف اطلاق النار على غزة ودعمهم الكامل للمبادرة المصرية، مشيرا الى أن هناك تكليفا من جامعة الدول العربية ومن الدول العربية جميعا بأن تتولى مصر هذا الملف، وبالتالي جاء الجميع الى القاهرة للتفاوض والتنسيق معها وسوف يستمرون في التفاوض.