يتخوف أهالي مدينة العيون أن يتحول مصرف المدينة الصناعية المكشوف، والذي يمتد بطول ثلاثة كيلومترات، باتجاه طريق العقير، إلى مشكلة بيئية تهدد المدينة وأهاليها. حيث ما زال ومنذ سنوات طويلة، يشكل مكانا لتجمع المياه الملونة ما بين حمراء وغيرها، إلى أن تحولت أخيرا إلى مياه سوداء، تنتشر منها روائح تزكم الأنوف وتهدد صحة المواطنين ومزارعهم. ويرى مواطنون أن انبعاث الروائح الكريهة من المصرف، أصبحت تشكل إزعاجا مستمرا للمجاورين بل وأحيانا -حسب بعضهم- تجبرهم على مغادرة منازلهم، خصوصا في هذه الفترة من الصيف، مع اشتداد درجة الحرارة، وتأثيرها على المياه الراكدة. وطالب المواطن محمد السبيعي أن تكمل المدينة الصناعية ما قامت به مؤخرا، من تدشين محطة المعالجة للصرف الصحي والصناعي، وأن تعمل على تنظيف المصرف المكشوف الممتد عبر الصناعية، والذي يشكل خطرا على الجميع، مهيبا بالجهات ذات العلاقة خصوصا الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، بحل المشكلة، وتنظيف المصرف وتغطيته؛ حفاظا على سلامة الجميع. وقال المواطن سعد حمد: نسكن قرب المصرف الذي تتلون مياهه بشكل متكرر، متسائلا كيف يبقى المصرف على حاله مكشوفا منذ سنوات؟ مطالبا بتدخل الرئاسة العامة لمصلحة الأرصاد وحماية البيئة، وأن يكون لها دور في حل المشكلة باعتبارها تهدد البئية. وأبدى عدد من أصحاب المزارع تذمرهم لما ينتج من المدينة الصناعية من روائح كريهة، وانسياب مياه ملوثة ناتجة من المصرف، وتؤثر على المزارع وتفسد المحاصيل الزراعية التي يجدون منها مصدر رزقهم ومعيشتهم، مؤكدين أن المصرف يمر بجانب عدد من المزارع. وكان وفد المجلس البلدي الذي زار الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) مؤخرا، قد ناقش موضوع المصارف المكشوفة داخل المدينة وخارجها، وعمل مصرف خاص لنقل المياه الملونة، وعدم تصريفها على مصرف الري والصرف؛ لأن ذلك يضر بالمحاصيل الزراعية، وأهمية ردم المستنقعات داخل المدينة وخارجها. يذكر أن (اليوم) نشرت عن تدشين محطة المعالجة للصرف الصحي والصناعي، التي تم انشاؤها بالمدينة الصناعية الواقعة بمدينة العيون، والتي تعد أول محطة معالجة تعمل بنظام (أغشية التفاعل البيولوجية MBR)، والتي تم إنشاؤها بما يقارب ال 15 مليون ريال، وتصل سعتها إلى 1800 متر مكعب. وتعمل المحطة على تجميع مياه الصرف الصحي من شبكات الصرف الصناعية بالمدينة إلى خزان التوزان، ثم يتم نقلها لوحدات فصل المواد العالقة بنظام التهوية والحقن بالمواد الكيماوية، ومن ثم الانتقال إلى أحواض التهوية من خلال مصائد ومضخات رفع، ثم يتم نقلها إلى أحواض المعالجة البيولوجية، ثم إلى خزانات الأغشية البيولوجية، والتي يتم فيها فصل الملوثات عن المياه، وبعدها يتم ضخ المياه المعالجة إلى خزان المنتج النهائي، ويتم التعقيم عن طريق إضافة الكلور فيما يتم ارجاع جزء من المواد الصلبة لعملية المعالجة، والجزء الزائد المسمى ( الحمأه) يتم التخلص منه بالمرادم المعتمدة من قبل الأمانة، ووفق شروط الرئاسة العامة لمصلحة الأرصاد وحماية البيئة.