استقبل أهالي مدينة العيون قرار تغطية الصرف الزراعي بفرحة غامرة حيث احتوت على مياه لونها أحمر وصفها الاهالي بأنها ينابيع من الدم وتمتد من المدينة الصناعية مرورا بداخل مدينة العيون ووصولا إلى المزارع على امتداد ما يقارب 8 كيلو مترات إلا أنهم تفاجئوا بعد مرور عدة ايام بتوقف المشروع بعد أن تم انجاز جزء بسيط منه فقط وترك ما تبقى ولم يشعر أحد بجديد تجاه مياه الصرف التي تحيط بمزارعهم ومنازلهم واكدوا ان المسئولين لم يراعوا وجود منازلهم ومزارعهم بجوار مجرى الصرف وهو ما جعل الكثير من أهالي مدينة العيون يستغربون الأمر ويطالبون باستكمال المشروع المعطل. مراجعات دون استفادة ويقول حمد الفارس صاحب احدى الاستراحات: لقد استبشرنا بالمشروع إلا أننا وبعد فترة وجدنا أن المشروع توقف عند حد معين ولم يتم إكمال التغطية رغم أننا وبعض أصحاب المزارع تقدمنا بخطابات رسمية إلى هيئة الري والصرف نطالبهم فيها بالعمل على تغطية الصرف الموجود بالقرب من مزارعنا إلا أننا لم نجد أي تحرك يذكر منذ سنوات على طريق المزارع سوى الوعود الوهمية التي لا تفيد رغم ان هذا الطريق يعتبر الشريان الرئيسي وهام يخدم الكثير من المارة سواء أهالي مدينة العيون أو المارين على طريق العقير او قاصدي القرى ومع ذلك هذا الطريق ترابي تعبر عليه الكثير من الشاحنات والسيارات وهو ما يتسبب في تصاعد الأتربة والغبار المؤثر كثيرا على المحاصيل الزراعية وخصوصا التمور ونحن نطالب بان يتم تغطية الصرف بالكامل وان يتم الاستفادة من الطريق بعملية السفلتة والاستفادة منه كطريق يساهم في فك الازدحام على الطرق الأخرى . الاهالي اكدوا ان منازلهم تطل على مياه حمراء غير معروف مدى ضررها على الاراضي ومدير عام هيئة الري والصرف بمحافظة الاحساء ان مشكلة المصرف تكمن في نوعية المياه وانشاء محطة معالجة خلال 6 اشهر المنزل يطل على الصرف ويقول المواطن فهد الدويني: تقدمت بخطاب إلى هيئة الري والصرف من اجل استكمال مشروع تغطية الصرف الممتد من المدينة الصناعية والمار بالقرب من بيوتنا حديثة البناء وهذا الصرف يعتبر خطيرا جدا علينا وعلى أهالينا وأيضا الأطفال نظرا لوجود المياه الخطيرة متقلبة الألوان والتي تحمل روائح كريهة خصوصا ذات اللون الأحمر وأيضا يشكل الصرف خطرا ومصيدة للمارة سواء الأطفال الصغار أو غيرهم أو حتى المارة بالسيارات خوفا من السقوط فيه ومازلنا نناشد الإدارة بالتحرك السريع لتغطية الصرف الذي يعتبر مشوها للطريق . توقف البناء وقال سامي الحميط: إن احد أقاربي اضطر إلى عدم البناء لأرضه التي تقع بالقرب من الصرف الممتد من المدينة الصناعية وقال: الحالة التي تعيشها مدينة العيون وخصوصا حالة هذا الصرف له آثاره ومخاطره الكبيرة وكل ذلك بسبب الصرف وانكشافه والروائح المنبعثة منه وهناك الكثير ممن لا يرغب في البناء إلا عندما يتم الانتهاء من عملية التغطية للمصرف مؤكدا ان الصرف يحتوي على مخلفات كثيرة ترمى فيه ويساهم في عملية التلوث. مصير مجهول ويقول المواطن حمد الهزاع من اهالي المنطقة: أننا لا نعلم ما هو مصيرنا وحالنا جراء هذا الصرف الخطير فبالرغم من الجزء البسيط المتبقي والذي بحاجة إلى تغطية لم نر أي تحرك يخدمنا في هذه المنطقة التي ونحن أيضا لا نعلم ما هي حقيقة هذه المياه الحمراء ومصدرها وهل لها تأثير سلبي على مزارعنا ومحاصيلنا الزراعية والغريب اننا لم نسمع أو نر عن قيام لجنة بعمل اختبارات على هذه المياه الحمراء التي تشبه الى حد كبير لون الدم التي تخرج من المدينة الصناعية وتتجه صوبنا في المزارع بعد أن تمر وسط مدينة العيون ونحن نطالب بتكوين لجنة للنظر في حال هذه المياه. معاناة التطهير ونوه صالح المفرج عن معاناته مع هذا الصرف وقال للأسف الشديد أن هذا الصرف مكشوف منذ أن تواجدنا في هذه المزارع وحالنا يزداد إلى الاسوأ بسبب هذه المصارف والمشكلة التي تواجهنا هي عملية التطهير للصرف التي تتم بين فترات حيث يتم ترك البقايا على الطريق واغلاقه دون ان نستطيع التحرك حتى أن هذه البقايا من عمليات التطهير تبقى لأشهر ليتم إزالتها فلمن نشكي الحال من ضرر هذه المصارف . النمو العمراني وأوضح المهندس أحمد الجغيمان مدير عام هيئة الري والصرف بمحافظة الاحساء ان عملية التغطية للمصارف تتم على حسب الأولوية للنمو العمراني مشيرا إلى ان صرف الصناعية متمثل في نوعية المياه الموجودة في الصرف والتي تمثل المشكلة . وفي المدينة الصناعية تم البدء في تنفيذ محطة معالجة مياه الصرف الصحي بأحدث تقنية لذلك بنظام الأغشية البيلوجية وتنفيذ محطة تحلية مياه مع شبكات المياه بنظام حق الانتفاع (BOT) ومن المتوقع أن تبلغ تكلفتها 80 مليون ريال. وأوضح ابراهيم البراك مدير المدينة الصناعية ان محطة معالجة المياه سيتم الانتهاء منها خلال الست الأشهر القادمة.
قنوات المياه الحمراء تثير قلق الاهالي المياه الحمراء تمثل خطرا غير معروف المدى بالنسبة للاراضي والماشية (تصوير - محمد العويس)