وصل نمو الطلب على النفط العالمي إلى أضعف مستوياته منذ آخر ربع سنوي يشهده هذا النمو في عام 2012، الأمر الذي هدأ من الأسواق العالمية وسط تهديدات تتعرض لها هذه الواردات من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك حسب تقارير نشرتها وكالة الطاقة الدولية. يأتي هذا التخفيض في تقديرات وكالة الطاقة الدولية على نمو الطلب على النفط بعد أن انخفض التوسع في استهلاك الوقود بمقدار700,000 برميل في اليوم في الربع الثاني من هذه السنة، وهو أدنى مستوى له منذ أوائل عام 2012. وقالت هذه الوكالة في آخر تقرير شهري لها: إن الفائض الناتج في الإمدادات يعني أن ليبيا المختنقة بالخلافات السياسية التي تسعى لاستعادة صادراتها من الخام أصبحت تكافح لإيجاد مشترين لنفطها. وقالت: إن القيود اللوجستية في جنوبالعراق ربما تشكل عائقاً في زيادة الإنتاج أكبر مما يسببه العنف في شماله. وقالت الوكالة التي يقع مركزها في باريس: إنه على الرغم من الصراعات المسلحة في ليبيا والعراقوأوكرانيا، فإن أسواق النفط العالمية تبدو ممونة بشكل أفضل مما كان متوقعاً، إضافة لتقارير تفيد حتى بوجود فائض نفطي في حوض الباسيفيك. ويبدو أن الأسواق واثقة من أن أوبك تستطيع توريد الزيادة في الانتاج واللازمة للوفاء بزيادة الطلب المتوقع في النصف الثاني من هذه السنة. وقد انخفضت أسعار خام برنت الآجلة بنسبة 6.2 في المائة في هذه السنة، حتى بالرغم من اشتداد هجمات الإسلاميين في العراق والتوتر المتزايد بين الغرب والشرق حول أوكرانيا، وبقاء الصادرات الليبية محدودة في الوقت الذي تتصارع فيه الأطراف السياسية فيها للسيطرة على البلاد. وكان سعر برميل نفط برنت عند104.20 دولار للبرميل الواحد حسب الأسعار الآجلة في البورصة الأوروبية لأسواق المال والسلع في أوروبا ( آي سي إي فيوتشرز يوروب). وقللت الوكالة من تقديراتها لنمو الطلب على النفط العالمي في عام 2014 بمقدار 180,000 برميل في اليوم، بعد تقييم ضعيف للاقتصاد العالمي أجراه صندوق النقد الدولي، وسيزيد الاستهلاك في هذه السنة بمقدار مليون برميل في اليوم، أو بنسبة 1.1 في المائة، ليصل إلى 92.7 مليون برميل في اليوم. وبالرغم من استعادة النمو على الطلب في العام القادم إلا أن خطوات هذا النمو ستكون أبطأ بمقدار 90,000 برميل في اليوم مقارنة بما كان متوقعاً من قبل، بسبب التقديرات المنخفضة للصين وروسيا. وسيتوسع الاستهلاك العالمي في عام 2015 بمقدار 1.3 مليون برميل، أو بنسبة 1.4 في المائة، ليصل إلى 94 مليون برميل في اليوم، وقد تغيرت مستويات الطلب الإجمالية لهذه السنة قليلاً جداً مقارنة بتوقعات الشهر الماضي، بينما بقي النمو أقل بسبب المراجعات التصاعدية لبيانات الاستهلاك للسنوات السابقة. ونظرة الوكالة إلى الطلب في النصف الثاني من هذه السنة هو أنه سيكون أقوى من التقديرات السابقة، الأمر الذي يعني أن مقدار النفط اللازم من منظمة الدول المصدرة للنفط سيكون 30.8 مليون برميل في اليوم، أي أعلى من تقديرات الشهر الماضي. وهذا يعني أكثر بمقدار360,000 برميل في اليوم مما تم ضخه في شهر يوليو. وزاد إنتاج الدول الأعضاء في أوبك ال 12 بمقدار برميل في اليوم في شهر يوليو ليصل إلى أعلى مستوى يبلغه منذ خمسة أشهر وهو 30.44 مليون برميل في اليوم، لأن السعودية رفعت من إنتاجها وعوضت الواردات التي كانت تأتي من ليبيا. وقالت وكالة الطاقة الدولية: إن السعودية، وهي العضو الأكبر في منظمة أوبك والقائد لهذه المنظمة بحكم الواقع، رفعت إنتاجها ليصل إلى 10 ملايين برميل في اليوم، وهو الأعلى منذ شهر سبتمبر. وقالت: إن الناتج الليبي تضاعف تقريباً ليصل إلى 430,000 برميل في اليوم. وقالت الوكالة: «سوق الأطلسي ممونة حالياً بصورة جيدة لدرجة يُقال معها إن براميل النفط الليبية تواجه أوقاتاً صعبة في إيجاد مشترين لها. ويبدو أن الكثير من الأسواق تركز أنظارها اليوم على احتمال حدوث ضغوط من السعر المتجه للانخفاض في المدى القصير الناتج من الزيادة في إنتاج النفط الليبي». وقالت: إن مخزون صناعة النفط في الدول المتطورة ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ شهر سبتمبر، وان مخزونات الاحتياطي من الزيت الخام والمنتجات المكررة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية زادت للشهر السادس على التوالي في شهر يونيو بمقدار 13.8 مليون برميل، لتصل إلى 2.67 مليار برميل، الأمر الذي قلل من العجز في المخزون مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الماضية.