في بداية الموسم الرياضي الجديد كنا نمني النفس بأن يكون موسماً استثنائياً في مجمله، قياساً على استعدادات الجميع الاتحاد والأندية واللجان وعلى رأسها لجنة التحكيم وما أدراك ما لجنة التحكيم. هذه اللجنة التي أقامت معسكراً في تركيا؛ أملا في تطوير حكامها لقيادة منافسات الموسم الجديد صرفت عليه المبالغ الطائلة، ولكنها فشلت في أول اختبار لهذا المعسكر وفي مباراة السوبر التي شهدت أحداثا تحكيمية اقل ما يقال عنها كوارث تحكيمية اتفق عليها الجميع إلا المرداسي لم يشاهدها!!. نتائج هذا المعسكر لم تقف على ذلك فقط، بل واستمرت الكوارث الواحدة تلو الأخرى، فما شهدته مباراة الهلال والعروبة والاتحاد والفيصلي والتعاون القادسية تؤكد بأننا على موعد لمشاهدة العجب العجاب من الكوارث التحكيمية. اللجنة لم تقدم ما يشفع لها الموسم الماضي للاستمرار موسماً آخر، وما شاهدناه من أحداث في المباريات الأولى ليؤكد بأنها لا تزال تدار بنفس الفكر السابق وأنه لم تعالج الأخطاء السابقة، ولم يستفد منها، مما يحتم استمرار كوارثها التحكيمية. سمعة الحكم السعودي على المحك فلم يعد الأمر يحتمل مجاملة حكم أو عضو على حساب صورة التحكيم السعودي، فآخر الحصون التي كانت تدافع عن دعم الحكم السعودي وتطالب بإعطائه الفرصة لإثبات نفسه قد انهارت مع استمرار هذه الأسماء في قيادة المباريات المهمة والحساسة. هذه اللجنة مطالبة بتقديم نفسها بصورة تسهم في تعزيز الثقة في الحكم السعودي عبر تطويره وتطوير آلية اختيارها لحكامها، لا أن تتصلب في رأيها في اختيار أسماء عليها من الملاحظات ما عليها، ولا تتناسب مع حساسية المباريات مما يجعل الحكام تحت الضغط دائماً. إن رأت اللجنة استمرارها في تعنتها وتصلبها بالرأي بالاستمرار بالآلية الماضية في تكليف الحكام والتي اجمع الكل على عدم مناسبتها لظروف الدوري -إلا مسئول اللجنة- فإن المسئولية تقع على رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم لممارسة صلاحياته بحل اللجنة وتشكيل من هم قادرون على تطوير وتحسين صورة الحكم والسعودية والمحافظة على سمعته. رؤساء الأندية وأعضاء شرفها يدفعون الملايين لتهدر بصافرة حكم يخفق في إدارة اللقاءات المهمة والحساسة لافتقاده للأدوات التحكيمية التي تؤهله لذلك، استمرارا هذا الهدر يبشر بعزوف هؤلاء الرؤساء والأعضاء عن دعم الأندية -التي تعاني الآن من ضائقة مالية كبيرة ماديا- مما سينعكس على مستقبل الرياضية السعودية بشكل عام. اختم بتقديم الاعتذار لكل من حاولت إقناعه بتطور الحكم السعودي أو ناقشته في ذلك، وأعتذر عن كل كلمة قلتها لدعم الحكم السعودي، فما أشاهده هذه الأيام من كوارث أشكالا وألوانا تؤكد صحة نظريتهم وخطئي في ما كنت أظن والرجوع للحق فضيلة.. أعتذر لكم جميعاً عن دعمي للحكم السعودي، بل وأنادي بتكليف حكام أجانب لجميع مباريات الموسم حفاظاً على الاستثمار الرياضي في الأندية فمن يدفع الملايين لجلب المحترفين الأجانب لن يعجز عن دفع تكاليف الحكام الأجانب.