أكد سياسيون ل"اليوم" أن زيارة رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي للمملكة تأكيد للمصير المشترك بين المملكة ومصر، مؤكدين انها ستساهم بشكل كبير في مكافحة الارهاب من خلال جوانب امنية واجتماعية واقتصادية وضربة موجعة للمتطرفين والجماعات الارهابية والدول التي تدعم اطرافاً إقليمية لبث الفوضى في الوطن العربي. وقال رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور أنور ماجد عشقي: إن زيارة رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي لتعزيز التحالف الاستراتيجي بين المملكة ومصر الذي بدأ بعد حرب الخليج وكان بين المملكة ومصر وسوريا، والذي شذت عنه سوريا وخرجت وغردت خارج السرب وبقي في التحالف مصر والمملكة، مشيراً الى ان المملكة دعمت التوجه الجديد في المنطقة الذي يقف امام الارهاب ويحقق الامن في جمهورية مصر العربية ومتفقان على الامن القومي، منوها ان الزيارة كانت للتفاهم الاستراتيجي بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، على تحقيق الامن القومي للبلدين والمنطقة ومكافحة الارهاب وحل المشاكل العالقة في العالم العربي سواء كانت في سوريا أو العراق وفلسطين وغيرها، وهي نقطة تحول كبير في المنطقة لمواجهة كل هذه التحديات. وأضاف "عشقي": إن الزيارة تناولت العلاقة البينية بين البلدين خصوصاً ان مصر تتوجه الى نهضة صناعية كبيرة، ولا بد لها من دعم، والمملكة تقدم الدعم وتجند الدول المانحة وتساعدها من خلال الاستثمارات السعودية والخليجية، مشيراً الى ان التحالف بين المملكة ومصر مفتوح لمن يريد ان يكون على هذه المبادئ مثل المغرب والاردن ودول مجلس التعاون وغيرها. وعن إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب، قال "عشقي": إن المركز سيغير من طريقة مكافحة الارهاب التي لا يمكن ان تقوم على الجانب الأمني وحده، وإنما تتطلب ان يكون هناك جوانب استراتيجية تتناول التحليل الفكري لمواجهة الارهاب ومكافحة الارهاب فكريا واجتماعيا واقتصاديا. وقال استاذ مساعد بقسم العلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم النحاس: إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لها آثار ورسائل إيجابية على عدة مستويات، منها عودة اللقاءات العربية على اعلى مستوى بين اكبر دولتين عربيتين في المنطقة ولقاء قيادتين كبيرتين بحجم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بحكم انهما أصحاب سمعة وشعبية كبيرة سواء في العالم العربي والاسلامي، علاوة على التأثير الايجابي في الرأي العام العربي وإشعار الدول العربية ان مصر عادت لتلعب دورها على كافة المستويات، مما يعزز بعد ذلك الامن والاستقرار بشكل مباشر في المنطقة العربية، والقرار العربي امام المنظمات الدولية والمجتمع الدولي. وأضاف "النحاس": إن الزيارة تعتبر هامة بين القيادتين لمحاربة الارهاب والتطرف، خاصة ان المملكة عانت كثيرا من الارهاب وجماعات التطرف والجماعات التي تستغل الظروف السياسية التي كانت في مصر سابقا، وبالتالي عودة مصر للعالم العربي ودورها السابق يعزز مكانة المملكة في مكافحة الارهاب لوجود حليف استراتيجي يتمتع بخبرات كبيرة جدا في مكافحة الارهاب والتطرف، إضافة إلى أن آثار الزيارة ستكون سلبية على جماعات التطرف والارهابيين وتحد من قدرتها على توظيف الشباب، إضافة إلى تعزيز الأمن القومي العربي في المنطقة بشكل مباشر، ورسالة إيجابية للشعوب العربية وخاصة في منطقة الخليج، وأوضح "النحاس" أن دور المملكة سيكون كبيراً في مواجهة التحديات التركية المتصاعدة، والتي كانت تلعب على الفوضى في مصر لصالح طرف ضد اخر، وبالتالي عودة الدور المصري السعودي يرسل رسالة أن المملكة ومصر سيواجهان التحديات لتعزيز الامن القومي بما فيه مصلحة الشعوب الخليجية والعربية والاسلامية، إضافة إلى أن القرار العربي بعودة مصر سيكون أكثر قوة في المراحل القادمة، حينما تلعب دورها الإيجابي بجانب المملكة في المنظمات الدولية، مما يعيق التدخلات الخارجية في دول المنطقة بشكل مباشر، وأشار "النحاس" إلى أن الزيارة رسالة قوية للدول التي تدعم الاطراف الاقليمية، مثل ما يحدث من حكومة المالكي في العراق وحكومة بشار الاسد في سوريا من اللعب للمصالح الإيرانية، وبالتالي هذه الرسالة قوية لهذين النظامين انه لن يكون بمقدورهما اختراق الصف العربي في مراحل قادمة.