وافق الوفد الفلسطيني في القاهرة الأحد، على هدنة جديدة لمدة 72 ساعة وعلى البقاء في القاهرة لحين استكمال المساعي المصرية مع الجانب الإسرائيلي للوصول إلى تهدئة كاملة، في وقت قتل فيه فلسطينيان جراء قصف إسرائيلي على غزة. وكان رئيس الوفد الفلسطيني الموجود بالقاهرة، عزام الأحمد، قد دعا الوفد الإسرائيلي للحضور إلى القاهرة لطرح الرؤية الإسرائيلية حيال المطالب الفلسطينية المتوافق عليها من الفصائل، مهددا بالمغادرة إذا لم يحضر الجانب الإسرائيلي. وشدد الأحمد على أن دعوة الإسرائيليين للحضور لا تعني قبول الجانب الفلسطيني أية شروط مسبقة للتفاوض. على الأرض ارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلية في يومه الخامس والثلاثين إلى أربعة شهداء، باستشهاد طفل وإصابة 3 آخرين، صباح الأحد، في غارة استهدفتهم في منطقة المشاعلة جنوب غرب مدينة دير البلح من طائرة إسرائيلية بدون طيار. وأكد الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة، استشهاد أحمد محمد عطية المصري، 14 عاماً، وبهذا ترتفع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 1917 شهيداً، و9878 جريحاً. وكانت إسرائيل قد قالت، الأحد: إنها مستعدة لعمل عسكري طويل الأجل في غزة، وإنها لن تعود إلى محادثات تهدئة تتوسط فيها مصر طالما استمر إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر من غزة. وكان رئيس الوفد الفلسطيني في المحادثات، قال في وقت سابق: إن الوفد سينسحب ما لم يرجع المفاوضون الإسرائيليون إلى المفاوضات. وغادر الوفد الإسرائيلي العاصمة المصرية يوم الجمعة، قبل ساعات من انتهاء هدنة استمرت ثلاثة أيام. لكن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، قالت: إن الوفد الفلسطيني المفاوض سيبقى في القاهرة لحضور اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية. وأضافت، أن الجامعة العربية ستعقد اجتماعها على مستوى المندوبين الدائمين، وأن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات سينضم إلى الوفد الفلسطيني الذي أجرى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل خلال الأيام الماضية برعاية مصر للوصول إلى هدنة دائمة في غزة. وقال مسعفون: إن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في غزة، الأحد، بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاماً، وامرأة في غارات جوية وقصف إسرائيلي لليوم الثالث، بعد تجدد القتال الذي يعرض للخطر الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار. ومنذ انتهاء الهدنة استمر النشطاء الفلسطينيون في إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر التي ركزت على المزارع الجماعية الإسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود لإضعاف معنويات إسرائيل، فيما يبدو دون دفعها إلى غزو بري جديد لقطاع غزة. وتراجعت وتيرة العنف مقارنة ببدء الصراع، عندما كان يطلق أكثر من مائة صاروخ يومياً على مدن إسرائيلية، من بينها تل أبيب التي لم تتعرض للهجوم منذ أن سحبت إسرائيل قواتها البرية من غزة، يوم الثلاثاء. وقبل انتهاء الهدنة، يوم الجمعة، قالت إسرائيل: إنها مستعدة لقبول تمديدها لكن حماس لم توافق وطالبت برفع الحصار عن قطاع غزة. وتقاوم إسرائيل تخفيف الحصار على غزة، وتعتقد أن حماس قد تعيد تزويد نفسها بأسلحة من الخارج. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس: إن إسرائيل ستنأى بنفسها عن محادثات الهدنة طالما استمر إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر من غزة. وأضاف نتنياهو في تصريحات أذيعت خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية في تل أبيب: "إسرائيل لن تتفاوض في ظل إطلاق النار." وتابع: "لم نعلن في أي مرحلة انتهاء (العملية العسكرية الإسرائيلية) .. ستتواصل العملية حتى تحقق أهدافها أي استعادة الهدوء لفترة طويلة. قلت في البداية وخلال مراحل العملية، إنها ستستغرق وقتاً، وإن الجلد مطلوب." وقال مسؤولون طبيون في غزة: إن 1893 فلسطينياً، معظمهم مدنيون، قتلوا منذ أن بدأت إسرائيل عمليتها في القطاع في الثامن من يوليو /تموز. وقالت إسرائيل: إن 64 من جنودها وثلاثة مدنيين قتلوا في الحرب. تجدد القتال وانسحبت الدبابات وقوات المشاة الإسرائيلية من قطاع غزة، يوم الثلاثاء، بعدما قال الجيش: إنه استكمل مهمته الرئيسية ودمر أكثر من 30 نفقاً حفرها نشطاء لشن هجمات عبر الحدود. وقتلت إسرائيل 16 فلسطينياً في غارات جوية منذ تجدد القتال بعد انتهاء الهدنة. وأطلق النشطاء أكثر من 100 قذيفة على إسرائيل معظمها صواريخ قصيرة المدى وقذائف مورتر. ورغم أن منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية لا تعترض تلك الصواريخ قصيرة المدى فالإصابات ضئيلة لأسباب من أهمها، أن ما يصل إلى 80 % من سكان المزارع الجماعية الحدودية وعددهم 5000 فروا قبل هدنة الأسبوع الماضي. وقال بعض السكان، اليوم: إنهم لن يعودوا. وشكك يوسي فاجنر وهو من كيبوتز ناحال عوز في وعود نتنياهو باستعادة الهدوء. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "سمعت الخطابات العديدة لرئيس الوزراء لكننا نرى حقيقة الوضع هنا.. قررنا أنه في هذه المرحلة لن نوصي بعودة الأفراد إلى الكيبوتز." وجلس فلسطيني يدعى، بشير عبيد، في مدرسة تديرها الأممالمتحدة في قطاع غزة، ولجأ إليها 2500 فلسطيني، بينما تابع ابنه الصغير وهو يلعب. وقال: "أقول للوفد (في القاهرة): إذا لم تلبوا مطالب الشعب فيجب عليكم الرحيل. إسرائيل لا تريد السلام بل تريد أن تعطينا واحدا في المائة فقط من حقوقنا. إسرائيل تماطل." وفي الضفة الغربيةالمحتلة، حيث تصاعد التوتر منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، قتل جنود إسرائيليون طفلاً فلسطينياً يبلغ من العمر 11 عاماً في اشتباك مع محتجين يرشقونهم بالحجارة. وقال عم القتيل: إنه أصيب بالرصاص الحي رغم عدم مشاركته في المواجهات. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي: إنها تتحقق من التقرير.