احتشد عدة آلاف من الأشخاص في طرابلسوبنغازي ومصراتة، الجمعة، للتظاهر ضد البرلمان المنتخب في ليبيا، والذي تأمل الدول الغربية في أن يسهل المصالحة في البلاد. وجرى استدعاء الشرطة في طرابلس لتفريق الحشود في العاصمة عندما شرع متظاهرون مؤيدون للبرلمان في الهجوم على منافسيهم. وأغلقت شاحنات مصفحة شوارع في وسط طرابلس عندما اطلق المتظاهرون النار ورشقوا بعضهم البعض بالحجارة. وقال أحد سكان طرابلس، يدعى عرفة رشيد -خلال تجمع في ساحة الشهداء لإبداء التأييد للبرلمان المنتخب حديثا- إنهم خرجوا لإبداء التأييد لمجلس النواب ودعم شرعيته، مضيفا، أنهم يطالبون بوقف القتال في طرابلس. وسحبت الأممالمتحدة، ومعظم الدول الغربية جميع دبلوماسييها من ليبيا، هربا من أسوأ قتال منذ سقوط معمر القذافي قبل ثلاث سنوات. كان هناك قصف متقطع في العاصمة الجمعة الذي كان واحداً من أهدأ الأيام، منذ اندلاع الاشتباكات بين كتائب مصراتة المتحالفة مع الإسلاميين ومقاتلين من بلدة الزنتان في الغرب الذين يسيطرون على المطار الدولي. وبدت بنغازي أكثر هدوءاً، أيضاً بعد أسبوع من استيلاء تحالف من المقاتلين الإسلاميين والمتمردين السابقين على قاعدة للقوات الخاصة للجيش ومقار للشرطة. ومع ذلك تجمعت حشود كبيرة ورفعت لافتات للتنديد بالبرلمان الجديد، ولوّحوا بالأعلام الليبية ورايات تنظيم دولة البغدادي، الذي اجتاح شمال العراق منذ يونيو. وبعد ثلاثة أعوام من سقوط القذافي لا تزال حكومة ليبيا الهشة عاجزة عن بسط سلطانها على جماعات من المقاتلين السابقين الذين يرفضون حل تنظيماتهم ويتحالفون مع فصائل سياسية متنافسة تتصارع على الهيمنة على البلاد منذ انتهاء الحرب. وتنفق الحكومة الليبية على الكثير من جماعات الميليشيات بوصفها قوات أمن شبه رسمية، فيما تزعم كل من هذه الجماعات، أنها مشروعة، ويمتلك كل منها ترسانات ضخمة من الدبابات والمدافع والصواريخ التي تم الاستيلاء عليها من مستودعات أسلحة القذافي بعد الحرب. إلا أن هذه الجماعات تدين بدرجة أكبر من الولاء للجهات السياسية التي ترعاها والقادة والمناطق أو المدن بدلاً من إبداء الولاء لحكومة طرابلس. ويتضمن القتال الدائر منذ الشهر الماضي للسيطرة على مطار طرابلس فصيلين فضفاضين من المقاتلين السابقين ممن تفجر التناحر بينهما منذ اندفاعهما للسيطرة على مناطق بالعاصمة في أعقاب سقوط القذافي. فعلى جانب تقف كتائب الزنتان مع مقاتلي الصواعق والقعقاع المعادين للإسلاميين ومن بينهم بعض الجنود السابقين في عهد القذافي ممن يقدمون انفسهم باعتبارهم حصناً منيعاً ضد الإسلاميين المتطرفين والإخوان المسلمين. وعلى الجانب الآخر يقف مقاتلون موالون لمدينة مصراتة الساحلية في غرب البلاد الذين يتحالفون مع قوى سياسية إسلامية وميليشيات أخرى ويقولون: إنهم يقاتلون لتطهير البلاد من فلول القذافي السابقين. وأبدت قوات الزنتان، التي تسيطر على المطار، استعدادها لوقف إطلاق النار إلا أن قوات مصراتة -ومنها كتائب درع ليبيا التي تهاجم المطار- تقول: إنها لن تقبل بأي اتفاق حتى تنسحب قوات الزنتان من طرابلس.