سيطر جهاديو تنظيم «دولة البغدادي» ليل الخميس الجمعة على قاعدة مهمة للجيش السوري في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد في بيان تلقته وكالة فرانس برس: إن "تنظيم الدولة بسط سيطرته الكاملة ليل الخميس على اللواء 93 في منطقة عين عيسى بالريف الشمالي لمحافظة الرقة، عقب اشتباكات عنيفة بدأت بتفجير ثلاثة مقاتلين من الدولة انفسهم بعربات مفخخة في بوابة اللواء 93 ومحيطه". وتابع: إن عملية السيطرة على القاعدة اسفرت عن "مقتل ما لا يقل عن 36 عنصرا من قوات النظام، و15 عنصرا من تنظيم الدولة غالبيتهم من جنسيات غير سورية". وأشار الى ان النظام في دمشق لم يعد يسيطر سوى على موقع واحد في محافظة الرقة هو مطار الطبقة العسكري، مؤكدا ان "دولة البغدادي" تقوم "بحشد عناصرها وعتادها العسكري تمهيدا لاقتحامه". وقال رامي عبد الرحمن: إن رئيس النظام السوري بشار الأسد "وعد عند تنصيبه باستعادة الرقة، ولكنه لم يفعل ذلك بل وفقد قواعده هناك ايضا". وكان الاسد أكد في خطاب خلال تنصيبه "لن ننسى الرقة سنخلصها من الارهابيين بإذن الله". وقد جرى سحب بعض القوات من قاعدة اللواء 93 في يوليو بعد ان سيطر تنظيم الدولة على قاعدة الفرقة 17 في الرقة في معارك قتل فيها -سواء في المعارك او ذبحا بعد اسرهم- 85 عنصرا من قوات النظام. ومنذ بدء مشاركته في القتال في سوريا في ربيع 2013 سيطر تنظيم داعش على اغلبية محافظتي الرقة ودير الزور المتاخمتين للعراق، حيث يشن هجوما كاسحا منذ يونيو. في اواخر يونيو اعلن التنظيم عن إنشاء "خلافة" في الاراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق. وقتل اكثر من 170 الف شخص بحسب ارقام المرصد في سوريا منذ مارس 2011، بعد انطلاق احتجاجات سلمية ضد بشار الاسد تحولت الى نزاع مسلح لاحقا. وعلى الجبهات الاخرى، قضى مقاتل للجيش الحر وجرح أكثر من عشرة مدنيين الجمعة، جراء قصف جوي استهدف مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، حسب مراسل "سمارت". وشن الطيران الحربي غارتين على مدينة تلبيسة، تزامنا مع خروج المصلين من صلاة الجمعة، ما أوقع قتيلاً من الجيش الحر وأكثر من عشرة جرحى مدنيين، إصابة اثنين منهم خطيرة. إلى ذلك، قصفت قوات النظام مدينة الحولة، بالمدفعية الثقيلة المتمركزة عند حاجز مؤسسة المياه، دون تسجيل إصابات. وفي حلب شمال غرب سوريا، أفادت شبكة سوريا «مباش» أن الطيران الحربي شن غارات بالبراميل المتفجرة على أحياء مساكن هنانو وتراب الغربا والحيدرية وكرم حومد بحلب المدينة، وعلى مدينة دارة عزة وبلدة أخترين بالريف، بينما ذكر ناشطون أن قتيلاً وعدداً من الجرحى سقطوا في قصف بالبراميل المتفجرة على حي الميسر بحلب. وفي تقريره اليومي عن تطورات الأحداث بسوريا، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية: إن عشرات الجرحى سقطوا في غارة جوية استهدفت أحد مساجد مدينة الباب بريف حلب. وفي سياق التصعيد الميداني، أفاد مركز حماة الإعلامي أن النظام أرسل تعزيزات كبيرة إلى مدينة مورك في ريف حماة مؤلفة من شاحنات وآليات، بينما شهدت قرى وبلدات ريف حماة قصفاً جويّاً عنيفاً جراء تقدم مقاتلي المعارضة الأخير. وفي شرق سوريا قتل طفل وجرح عدد من المدنيين امس جراء قصف مدفعي لقوات النظام على قرية الحسينية في ريف دير الزور الغربي، كذلك شن الطيران الحربي صباح امس غارتين على قرية الدوير في الريف الشرقي، دون ورود أنباء عن إصابات. وفي السياق، ألقى الطيران المروحي منشورات فوق قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي، تدعو العشائر بالوقوف مع قوات النظام في التصدي ل"دولة البغدادي". ونشر تنظيم دولة البغدادي على الإنترنت صورا من دير الزور، وقال: إنها لعملية إعدام 23 شخصاً من مسلحي عشيرة الشعيطات. وقال التنظيم: إنه أسر هؤلاء الأشخاص خلال المعارك الأخيرة الدائرة بينه وبين مسلحي العشيرة في قرى أبو حمام وغرانيج والكشكية بريف دير الزور الشرقي. وكانت لجان التنسيق المحلية في دير الزور أفادت في وقت سابق الجمعة أن عناصر من تنظيم الدولة لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع رجال عشائر في محيط بلدة الشعيطات بريف دير الزور شرقي سوريا؛ من أجل استعادة السيطرة عليها، بعد أن طُردوا منها قبل نحو أسبوع.