جاء دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للجيش اللبناني، في وقته الصحيح والمناسب. فهذا الجيش، في دفاعه عن الوحدة اللبنانية، يواجه حرباً مزدوجة، إذ كان يواجه تحدياً خطيراً ومبرمجاً، هو خطة إيران وحزب الله لتهميش الجيش اللبناني وإضعافه؛ بهدف تسييد ميلشيات الحزب ووضع اللبنانيين والسيادة اللبنانية تحت رحمتها، ومن ثم مد السيادة الإيرانية إلى لبنان؛ ليكون تابعاً لإمارة الولي الفقيه في طهران. وذلك ما أعلنه، في سنوات ماضية، أمين الحزب حسن نصرالله نفسه وبلسانه، إذ يفاخر، في فيديو يجري تداوله على الإنترنت، أن هدف الحزب النهائي هو تأسيس جمهورية إسلامية (إيرانية) في لبنان، تابعة للولي الفقيه في إيران. وفي مناسبات كثيرة، أعلن نصرالله أنه أحد جنود الولي الفقيه، وملتزم بأوامره، في تحد سافر لمبادئ استقلال لبنان وسيادته وعروبته ومواطنيه، على الرغم من أن اللبنانيين ينتمون لأعراق ومذاهب وأديان متنوعة، ولا يشكل أتباع نصرالله ومؤيدو إيران إلا نسبة ضئيلة -لا تذكر- في أوساط اللبنانيين. وخطة إيران تقتضي إرغام اللبنانيين بالتهديد المسلح بالخضوع والولاء لإيران. ولتحقيق الهدف النهائي للحزب، جرى اتفاق في التسعينيات بين إيران ونظام الأسد، الذي كان يهيمن على لبنان، على نزع الأسلحة من كافة المنظمات والطوائف اللبنانية، وحصر حمل السلاح في تنظيم حزب الله وحده، وتعزيزه باستمرار ليكون قوة مهيمنة في لبنان؛ لإخضاع هذا البلد العربي للسيادة الإيرانية ومشيئة طهران. وفي مقابل تعزيزات إيران لحزب الله ورفده بتسليح نوعي، وتدريب متقن، كان يجري، بصورة متعمدة تهميش وإضعاف للجيش اللبناني. وتعزيز الجيش اللبناني هو الضمانة الوحيدة؛ لمنع طهران من السطو على لبنان وسلب عروبته، وترسيمه تابعاً لها، إضافة إلى أن تعزيز الجيش اللبناني يجعله قوة حامية للبنان من التحديات الجديدة، المتمثلة بالمنظمات الإرهابية التي يغريها حزب الله ونظام الأسد بالتسلل إلى الحدود اللبنانية والعدوان على الجيش اللبناني؛ لجر لبنان إلى المحرقة السورية، تنفيذا لتهديدات طهران بأنه إذا انهار نظام الأسد فإن الدول المجاورة سوف تشتعل. ولا يمكن تفسير المشاغبات والتحرشات والمضايقات المستمرة، التي يرتكبها حزب الله ضد القرى اللبنانية الحدودية، إلا محاولة لجر المنظمات الإرهابية للتمركز في هذه القرى؛ لإدخال لبنان في اتون الحرب السورية. ويهدف حزب الله إلى توريط لبنان والمجتمع اللبناني في حربه المساندة لنظام الأسد؛ ليبرر الحزب تدخله في سوريا، ويبرهن على صدق حجته أنه تدخل في سوريا؛ لمواجه ما أسماه الإرهاب في سوريا قبل أن يصل إلى لبنان، خاصة أن خطوة انخراط الحزب في الحرب الأهلية السورية خطوة انفرادية وتواجه برفض واسع في الأوساط اللبنانية، وإغراء المنظمات الإرهابية العدوان على قرى لبنانية جزء من استراتيجية الحزب لتشريع حربه في سوريا، حتى وإن كان الثمن استقرار لبنان وضرب سيادته، والمقامرة بمستقبل هذا البلد العربي، الذي عانى طويلاً من الهيمنة السورية وراهناً من هيمنة إيران المتمثلة بحزب الله وسلاحه.