تبرهن المملكة العربية السعودية، يوماً بعد يوم، وقوفها إلى جانب لبنان ودعمها لاستقراره وسيادته، ومكافحتها لكل أوجه الإرهاب، حيث تكرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديم هبة تبلغ مليار دولار أميركي للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب، وعلمت «اليوم» أن اتصال خادم الحرمين الشريفين بالرئيس ميشال سليمان جاء بمبادرة خاصة منه يوم الاثنين، لتعزيته بشهداء الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب، حيث أكد الملك السعودي أن المسلحين هم "خارج الإسلام والإنسانية"، وعندها تحدث الرئيس سليمان عن الوضع اللبناني، فابلغه خادم الحرمين أنه سوف يسرّع الدعم (المكرمة السعودية السابقة 3 مليارات دولار) وسيخصص مبلغاً اضافياً، وسيتم التسيق مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. دعم دولي وفي هذا الإطار، أوضح وزير الشباب والرياضة والعميد الركن عبدالمطلب حناوي في حديث خاص ل"اليوم" أن الهبة السعودية هي استكمال للموقف الأخير لخادم الحرمين الشريفين، والذي تحدث فيه عن الإرهاب وأكد دعم لبنان ضد الإرهاب، معتبراً أن ما يحدث في عرسال هو مسألة دولية وكل الدول معنية بالأمر، وما قام به خادم الحرمين الشريفين بعد الاتصال الهاتفي بينه وبين الرئيس سليمان يبرهن نية المملكة الحسنة تجاه لبنان، وهو بمثابة دعم مالي ومعنوي وسياسي له، ونحن بأمس الحاجة له في هذه الظروف العصيبة. وقال حناوي: "كلام الملك عبدالله الأخير ترجم على الأرض ونتمى على باقي الدول العربية والغربية أن تحذو حذو المملكة، لأن الإرهاب يهدد الدول العربية والغربية والأميركية، فهو منتشر، والجميع يتذكر هجوم 11 ايلول وتفجيرات لندن وفرنسا وغيرهم"، مشدداً على أن "محاربة الإرهاب تحتاج إلى دعم دولي كامل، فليس للإرهاب دين أو مذهب وما يهمه هو القتل فقط". زيادة عدد الجيش وأكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج في حديث خاص ل"اليوم" ان "الهبة السعودية ستساعد الجيش"، مثنياً على "دعم خادم الحرمين المطلق للبنان، وسط الوعود الدولية والعربية الأخرى التي تبقى كلاماً"، ولفت إلى أن "المكرمة السعودية الأولى (3 مليارت) في طريقها للإنجاز"، مشدداً على أن "الدعم السعودي سيساهم في زيادة عدد الجيش وتدريبه وتسليحه بأجهزة متطورة ولازمة، وهذا أمر ضروري لمكافحة هذا النوع من الإرهاب ان كان داخل المدن أو في الجرود". وأشار دو فريج إلى أن "الهبة السعودية إثبات على أن المملكة هي بجانب لبنان دائماً وأبداً، بالرغم من كل التناقضات والتهجمات من فريق 8 آذار على المملكة، إلا أنها باقية الأم الحنونة لهذا البلد الصغير ولا تزال تدعم الشرعية فيه ولم تدعم جماعات قريبة منها، بل دعمها الأول والأخير هو للدولة اللبنانية أي دولة الاعتدال والتعايش الإسلامي - المسيحي". الإرهاب سرطان وتحدث الرئيس سعد الحريري، في مؤتمر صحافي في مقر إقامته بجدة أمس الأربعاء، عن المساعدة التي أمر بتوجيهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمبلغ مليار دولار لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية الشرعية، لرفد الدولة اللبنانية بالإمكانات التي تتيح لها دحر الإرهاب ورده على أعقابه، مشدداً على أن "لبنان اليوم يعيش هذا الخطر، ويواجه هجمة إرهابية غير مسبوقة، عملت على خطف بلدة عرسال وأسر أهلها ومهاجمة المراكز العسكرية والأمنية المتواجدة فيها". وأكد أن "الإرهاب سرطان يهدد وجود لبنان، بل هو يهدد المنطقة كلها بانتشار الفوضى والفتن، واستئصاله مسؤولية الدولة ومؤسساتها، التي لم تبخل في تقديم الأرواح والتضحيات، فداء لكرامة اللبنانيين وسلامتهم"، لافتاً الى ان "الوظيفة المباشرة للمساعدة التي قررها خادم الحرمين الشريفين واضحة ومحددة وهي تعني تخصيصا الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية التي يقع على عاتقها مواجهة الحملة الإرهابية، وملاحقة المسلحين وبؤر التطرف في كل مكان". وشدد الحريري على أن وحدتنا الوطنية هي السياج الذي يحمي بلدنا، ولا يجوز لأي سبب كان، التضحية بها لمصلحة مشاريع خارجية هدفها استدراج الفتن والحرائق إلى لبنان، أو توريطنا في الحروب القريبة والبعيدة، والتطوع في معارك إنقاذ الأنظمة الطاغية". وأكد ان "وحدتنا هي السلاح الأمضى بيد الشرعية والجيش للانتصار على الإرهاب. وسينتصر لبنان على الإرهاب بإذن الله، ولن يسمح لقوى التطرف أن تتخذ من أرضه، ساحة لنشر الشر والفتن، والإساءة لقيم الاعتدال والتسامح والحوار والتلاقي والعيش المشترك". الحل وأكد وزير العدل أشرف ريفي في بيان، أن "المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا، تؤكد مرة أخرى صداقتها للبنان، وحرصها على سيادته وسلامته، وما المساعدة الاستثنائية للجيش اللبناني بقيمة مليار دولار الا لتأكيد حماية استقرار لبنان والوقوف في وجه محاولات التخريب التي يتعرض لها في هذه المرحلة الصعبة"، وقال: "إن الاحداث في عرسال وما انتجته من موقف لبناني جامع وحاضن للجيش اللبناني والقوى الأمنية، يؤسس للقيام بخطوات ناجحة يفترض أن تطبق لحل هذه الازمة بشكل يحفظ سيادة لبنان وأمنه، من خلال تطبيق سياسة النأي بالنفس، ما يعني انسحاب حزب الله من سوريا، وضبط الحدود بشكل صارم بحيث يحظر مرور أي مسلح عبرها بالاتجاهين". ترجمة الالتزام وقدر النائب مروان حماده، في بيان أمس، "عاليا الهبة التي أمر خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديمها إلى الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي بقيمة مليار دولار"، وقال: "مرة جديدة تهب الأيادي السعودية البيضاء لنصرة لبنان من خلال مد قواته المسلحة بما يلزمها وينقصها لمواجهة الإرهاب الذي يحاول التمدد صوبه"، لافتا إلى أن "المكرمة السعودية الجديدة التي قدمها جلالة الملك عبدالله تترجم بالأفعال لا بالأقوال التزام العاهل السعودي ما أعلنه من تصميم على الدفاع عن العروبة الحقيقية والاسلام الحنيف، وكذلك تصديه للإرهاب من جهة واستبداد بعض الانظمة من جهة أخرى، وما هي إلا في سياق الحرب السعودية المعلنة على الإرهاب الذي يتهدد المنطقة ويسعى إلى تغيير جغرافياتها وتحويل طبائع شعوبها، وصبغها بما يأباه أهلها ويرفضونه".