تبرهن المملكة العربية السعودية، يوماً بعد يوم، وقوفها الى لبنان ودعمها لاستقراره وسيادته، ومكافحتها لكل أوجه الإرهاب، حيث تكرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديم هبة تبلغ مليار دولار أميركي للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب. وعلمت "اليوم" ان "اتصال خادم الحرمين الشريفين بالرئيس ميشال سليمان جاء بمبادرة خاصة منه يوم الإثنين، لتعزيته بشهداء الجيش اللبناني في مواجهة الارهاب، حيث أكد الملك السعودي أن المسلحين هم "خارج الاسلام والانسانية"، وعندها تحدث الرئيس سليمان عن الوضع اللبناني، فابلغه خادم الحرمين أنه سوف يسرّع الدعم (المكرمة السعودية السابقة 3 مليارات دولار) وسيخصص مبلغاً اضافياً، وسيتم التنسيق مع رئيس الحكومة الأقدم سعد الحريري". وفي هذا الشأن نوه رئيس وزراء لبنان الأقدم سعد الحريري بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للجيش اللبناني والمؤسسات اللبنانية التي تحارب الإرهاب وتحمي صمود لبنان ووحدته. وقال الحريري في مؤتمر صحفي عقده أمس في جدة: إن خادم الحرمين الشريفين وجه بتقديم "دعم فوري للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وسائر القوى الامنية والشرعية، قوامه مليار دولار يخصص لرفد الدولة اللبنانية بالامكانات التي تتيح لها دحر الارهاب ورده على اعقابه". وكانت مجموعات إرهابية قد هاجمت قبل ثلاثة ايام مراكز للجيش اللبناني في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا. وتستقبل البلدة التي يقطنها سنة اللاجئين السوريين منذ اندلاع الثورة السورية، وعانت من تحرشات حزب الله اللبناني الذي تقاتل ميلشياته الطائفية إلى جانب نظام الأسد، وحصاره مواطينها. وقال الحريري: "شرفني (خادم الحرمين الشريفين) - حفظه الله - بالإعلان عن هذا الدعم والاشراف على العمل الاخوي النبيل، وهي مسئولية تحملني على التوجه من خادم الحرمين الشريفين، باسمي واسم جميع اللبنانيين جميعا بالشكر والتقدير والعرفات لهذا الدعم السخي، الذي يضيف الى السجل الحافل للمملكة بدعم لبنان ونصرته في المحن، صفة جديدة ستبقى امانة غالية في ذاكرة الاجيال". واضاف الحريري: إنه سوف يجري فوراً اتصالات برئيس الحكومة اللبنانية والوزارات والادارات العسكرية والامنية اللبنانية، والبدء في البرامج والخطط والمشاريع التي تلبي الاحتياجات الملحة للجيش والاجهزة وتسهم مباشرة في توفير المستلزمات الممكنة والمطلوبة لمكافحة ظاهرة الارهاب. وقال: "إن الوظيفة المباشرة للمساعدة التي قررها خادم الحرمين الشريفين واضحة ومحددة"، مشيراً إلى أنها مخصصة لمساعدة "الجيش اللبناني والمؤسسات اللبنانية التي يقع على عاتقها مواجهة الحملة الارهابية". ونوه الحريري بالخطاب التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الذي دعا "القادة والعلماء الى الوقوف في وجه الارهابيين الذين شوهوا صورة الاسلام ونقاءه وصفاءه وانسانيته، وألصقوا به كل الصفات السيئة بافعالهم وطغيانهم، ويحاولون اختطاف الاسلام وتقديمة للعالم بانه دين التطرف والكراهية والارهاب إلى مواجهة الإرهاب". وقال: إن دعم الملك عبدالله للبنان هو وضع هذا الخطاب موضع التنفيذ. وقال الحريري ل"اليوم": إن ما تعرضت له بلدة عرسال كان ردة فعل على تدخل حزب الله في سوريا السورية، مشيراً الى ان التدخلين من الطرفين خاطئان ولا يقبل بهما اللبنانيون، سواء تدخل حزب الله في ساحة القتال السورية وردة الفعل من الثوار على قرية عرسال، لافتاً الى ان الجيش اللبناني منذ 3 سنوات وهو يحمي اللاجئين. وقال: إن ما حدث في عرسال يؤثر على وحدة اهل السنة ويفضي إلى انقسام اللبنانيين. ودعا اللبنانيين إلى الوحدة الوطنية "ولا يجوز لاى سبب كان التضحية بها لمصلحة مشاريع خارجية هدفها استدراج الفتن والحرائق الى لبنان". وقال: إن تخاذل المجتمع عن نصرة السوريين ضد نظام الأسد انتجت الإرهاب. مشيراً إلى التدخلات الإيرانية في سورياولبنان والعراق ومشروعات طهران لضرب البلدان العربية. حناوي: محاربة الارهاب تحتاج الى دعم دولي كامل وفي هذا الإطار، اوضح وزير الشباب والرياضة اللبناني العميد الركن عبدالمطلب حناوي في حديث ل"اليوم" ان الهبة السعودية هي استكمال للموقف الأخير لخادم الحرمين الشريفين، والذي تحدث فيه عن الارهاب وأكد دعم لبنان ضد الارهاب"، معتبراً ان "ما يحدث في عرسال هو مسألة دولية وكل الدول معنية بالأمر، وما قام به خادم الحرمين الشريفين بعد الاتصال الهاتفي بينه وبين الرئيس سليمان يبرهن نية المملكة الحسنة تجاه لبنان، وهو بمثابة دعم مالي ومعنوي وسياسي له، ونحن بأمس الحاجة له في هذه الظروف العصيبة". وقال حناوي: "كلام الملك عبدالله الأخير ترجم على الارض ونتمنى على باقي الدول العربية والغربية أن تحذو حذو المملكة، لأن الارهاب يهدد الدول العربية والغربية والامريكية، فهو منتشر، والجميع يتذكر هجوم 11 ايلول وتفجيرات لندن وفرنسا وغيرهم"، مشدداً على ان "محاربة الارهاب تحتاج الى دعم دولي كامل، فليس للارهاب دين أو مذهب وما يهمه هو القتل فقط". دو فريج: الدعم السعودي سيساهم في زيادة عدد الجيش وتدريبه وأكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج في حديث ل"اليوم" ان "الهبة السعودية ستساعد الجيش"، مثنياً على "دعم خادم الحرمين المطلق للبنان، وسط الوعود الدولية والعربية الأخرى التي تبقى كلاماً". ولفت الى ان "المكرمة السعودية الاولى (3 مليارت) في طريقها للانجاز"، مشدداً على ان "الدعم السعودي سيساهم في زيادة عدد الجيش وتدريبه وتسليحه بأجهزة متطورة ولازمة، وهذا أمر ضروري لمكافحة هذا النوع من الارهاب ان كان داخل المدن او في الجرود". واشار دو فريج الى ان "الهبة السعودية اثبات على ان المملكة هي بجانب لبنان دائماً وأبداً، بالرغم من كل التناقضات والتهجمات من فريق 8 آذار على المملكة، الا انها باقية الأم الحنونة لهذا البلد الصغير ولا تزال تدعم الشرعية فيه ولم تدعم جماعات قريبة منها، بل دعمها الأول والأخير هو للدولة اللبنانية أي دولة الاعتدال والتعايش الاسلامي المسيحي". ريفي ينوه بالمساعدة السعودية: الحل بانسحاب حزب الله من سوريا وأكد وزير العدل أشرف ريفي في بيان، أن "المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا، تؤكد مرة أخرى صداقتها للبنان، وحرصها على سيادته وسلامته، وما المساعدة الاستثنائية للجيش اللبناني بقيمة مليار دولار الا لتأكيد حماية استقرار لبنان والوقوف في وجه محاولات التخريب التي يتعرض لها في هذه المرحلة الصعبة". وقال: "إن الاحداث في عرسال وما أنتجته من موقف لبناني جامع وحاضن للجيش اللبناني والقوى الأمنية، يؤسس للقيام بخطوات ناجحة يفترض أن تطبق لحل هذه الازمة بشكل يحفظ سيادة لبنان وامنه، من خلال تطبيق سياسة النأي بالنفس، ما يعني انسحاب حزب الله من سوريا، وضبط الحدود بشكل صارم بحيث يحظر مرور اي مسلح عبرها بالاتجاهين". حماده: المكرمة السعودية الجديدة تترجم الالتزام بالدفاع عن العروبة والاسلام الحنيف وقدر النائب مروان حمادة، في بيان أمس، "عاليا الهبة التي امر خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديمها الى الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي بقيمة مليار دولار". وقال: "مرة جديدة تهب الايادي السعودية البيضاء لنصرة لبنان من خلال مد قواته المسلحة بما يلزمها وينقصها لمواجهة الارهاب الذي يحاول التمدد صوبه"، لافتا الى ان "المكرمة السعودية الجديدة التي قدمها جلالة الملك عبدالله تترجم بالافعال لا بالاقوال التزام العاهل السعودي ما اعلنه من تصميم على الدفاع عن العروبة الحقيقية والاسلام الحنيف، وكذلك تصديه للارهاب من جهة واستبداد بعض الانظمة من جهة أخرى، وما هي الا في سياق الحرب السعودية المعلنة على الارهاب الذي يتهدد المنطقة، ويسعى الى تغيير جغرافياتها وتحويل طبائع شعوبها، وصبغها بما يأباه اهلها ويرفضونه". الحريري أثناء مؤتمره الصحفي في جدة أمس