بما نملكه من موارد، ورغبة جادة لإبعاد بلادنا عن شرور الأحداث بعد انكشاف توجهات الربيع العربي وهو الأقرب إلى: دعوة الحق التي يراد بها باطل، وتكشف ومن يقف وراءه من دول في المنطقة وخارجها، ومن كان وسيلته، من جماعات مثل القاعدة وداعش وجماعة الإخوان المسلمين، وغيرها مما نعلم ومما لا نعلم، بعد كل هذا.. ربما نحتاج إلى إطلاق مبادرات وطنية لتعزيز الجبهة الداخلية في السنوات العشر القادمة من عام 2015- 2025. إطلاق مشروع المبادرات، يبدأ بالطلب من كل الهيئات والمؤسسات الاعتبارية العامة والخاصة إعداد (مبادرتها الخاصة وآلية تنفيذها لتعزيز الجبهة الداخلية في السنوات العشر القادمة). مثل هذا المشروع سوف يوجد حراكا وطنيا فكريا اجتماعيا لبحث كل ما يؤدي إلى تنمية وتعزيز الوحدة الوطنية لبلادنا في العقود القادمة. وأيضاً سوف يجعلنا نحدد بدقة وتعريف واضح معنى تعزيز الجبهة الداخلية، فقد يكون بيننا من لا يعرف ماذا نعني ونقصد عندما نقول تعزيز الجبهة الداخلية، وكيف يكون دوره. نريد (تحويل المواطنة إلى برنامج عمل يومي) نتشارك فيه جميعا. هذا المشروع سوف يحول مؤسساتنا وهيئاتنا إلى مركز للتفكير المبدع، وسوف يتيح استثمار الكفاءات الوطنية الموجودة في كل القطاعات، ومثل هذا المشروع أيضا سوف ينتج العديد من الأفكار والتصورات لاقتراح الحلول للمشاكل والتحديات القائمة التي نواجهها بعيدا عن اعتبارات الأجهزة الحكومية الخاصة والتي قد لا تراعي ضرورات الأمن الوطني، وبعيدا عن تنازع الصلاحيات وتداخل العمل بينها، بالإضافة إلى تطوير المشاريع الناجحة وتعظيم نجاحها في مواقع أخرى، وغير ذلكم مما يولده عصف الأفكار. بالطبع، هذا المشروع يحتاج نظاما يحدد آلية عمله وتمويله وإدارته ونطاق عمله الزمني وصلاحياته، وقد يكون تحت مظلة مجلس الوزراء. التكييف القانوني ليس مشكلة، ولدينا نموذج عمل سابق تبنته الدولة ويحقق نجاحا كبيرا في تحقيق أهدافه، وهو المشروع الوطني الذي أطلقه مجلس الوزراء قبل سنوات لترشيد استهلاك الطاقة ورفع كفاءة استخدامها. المشروع الوطني لمبادرات الجبهة الداخلية سوف يعطي الحكومة الفرصة لاكتشاف قدرة الأجهزة الحكومية ومدى سرعتها في التعامل مع تطورات الأحداث الساخنة في الداخل والخارج، ومدى جاهزيتها للمبادرة والحراك الذي يستجيب للمشاكل والتحديات التي تواجهها بلادنا، وقد نجد أن بعض القطاعات ليس لديها القدرة على التفكير بالمستقبل والاستعداد له، فربما نكتشف أن لديها فقط خططا وقتية، بينما الخطط ذات الأهداف الوطنية بعيدة المدى القابلة للقياس والتحقق غير موجودة أو غير معترف بها! ثمة ميزات عديدة لمثل هذا المشروع الذي لا نرى عوائق أساسية تحول دونه، وكما ذكرت لدينا الإرادة السياسية الصادقة لتبقى بلادنا موحدة آمنة، ولدينا الإمكانات الكبيرة ماديا وبشريا، وما هو مهم.. لدينا الحاجة الماسة لمشروع يجمع كل القوى الوطنية لتقف على مستقبل أبنائها، ومستقبل بلادها، إننا في سباق مع الزمن ومشروع تخريب المنطقة لأجل أمن إسرائيل لن يترك الدول الآمنة المستقرة تنعم باستقرارها، ولن نكون الاستثناء!