وصلت أرباح سابك للربع الثاني والتي اعلنت في 20 يوليو حوالي 6.5 مليار ريال، وهي من اعلى الارباح التي اعلنتها في تاريخها لربع العام. ومن المصادفات ان يأسف عملاق البتروكيماويات الالماني، واكبر شركة كيماوية في العالم اعلنت ارباح نفس الفترة بحوالي 1.75 مليار دولار او ما يساوي 6.5 مليار ريال. واما ارباح شركة داو كميكال الامريكية فكانت 3.3 مليار ريال لنفس الفترة، وهذا يعني ان ارباح سابك تبلغ حوالي ضعف ارباح شركة داو كميكال العملاقة. ولقد اصبحت سابك من عمالقة شركات البتروكيماويات العالمية وبلا منازع، ويحق لنا ان نفخر ان لدينا شركة عالمية تربح المليارات مثل سابك. ولا شك ان القائمين على سابك حققوا جزءاً بسيطاً من احلامهم وهم في منتصف الطريق وبكل تأكيد ان القادم أفضل وأحسن. والجدير بالذكر ان مبيعات سابك وصلت في العام الماضي الى 189 مليار ريال، وهذا يدل على ان سابك اصبحت بلا شك من اكبر خمس شركات بتروكيماوية في العالم، وان اسمها قد اصبح علماً يعرفه الجميع. وتبلغ ارباح سابك حوالي 25.3 مليار ريال سنوياً، ويجب الا ننسى ان الحكومة تملك 70 % من أسهم سابك والباقي يملكه المواطنون. وتعمل سابك حالياً بجد على التوسع محلياً وعالمياً. فلقد استحوذت على عدة شركات في اوروبا، وعلى جنرال اليكتريك للبلاستيك في صفقة لم تعلن سابك عن الارباح التي تجنى منها سنوياً، رغم الانتقاد من بعض المختصين لهذا الاستحواذ الذي كان باهظ الثمن في وقته. واما داخلياً فتشيد سابك مجمعاً لتصنيع المطاط الصناعي، مع شركة اكسون موبيل وهو منتج جديد للشركة. يجب ان تنظر سابك الى المستقبل ولكي تحدد المكان الذي يناسبها. ولا شك ان سابك تهتم كثيرا بالبحث والتطوير، وترى ان هذا هو الطريق الكفيل بابقائها بين الكبار. وهي تملك حالياً اكثر من عشرة آلاف براءة اخترع حول العالم في مختلف المجالات التي تخصها. بالاضافة الى انتاج حوالي 150 منتجا تصدر معظمها الى كل انحاء العالم. الأكيد ان هنالك مجالات مهمة لسابك، مثل دخول منتجاتها في صناعة السيارات، حيث منتج البولي بروبلين والبولي كربونيت وغيره، وسوف يرتفع انتاج العالم للسيارات من حوالي مليار سيارة حالياً الى 2.5 مليار سيارة في عام 2050م. وكذلك يبقى مجال الطاقة من الابواب المفتوحة لسابك لكي تتوسع وتنهض. لقد دعمت الدولة سابك وبذلت الغالي والنفيس لجعلها من كبرى شركات العالم. والحقيقة ان سابك شركة مملوكة للدولة وللشعب، وبذلك فان الدعم بكل تأكيد في مكانه، ولا سيما ان سابك حققت اهداف تأسيسها، وهو تأسيس صناعة محلية وعالمية تخدم المجتمع وتكون رافداً من روافد الدخل الوطنى. ما زالت الدولة تبيع سابك الغاز الطبيعي وغاز الايثان باسعار تعد الاقل عالمياً. ويبدو ان مرحلة البناء والتأسيس لسابك قد انتهت، وقد جاء دور الاعتماد على النفس والوقوف عاليا حتى لو قل دعم الدولة قليلاً. ولقد نالت سابك خلال مسيرتها الكثير من الاعتناء والرعاية من قبل الدولة، ولقد كثر الكلام مؤخراً على اعتماد سابك على دعم الدولة، وبكل تأكيد ان سابك قادرة على اثبات قدرتها للجميع رغم التحديات الكثيرة التي تلوح بالأفق. فعلى سبيل المثال ستنتج الولاياتالمتحدة في السنوات الخمس القادمة حوالي 10 ملايين طن من الايثيلين المنخفض التكلفة، بسبب الغاز الصخري الذي ادى الى انتاج كبير للايثان وبالتالي الى انخفاض اسعاره. وهذا سوف يوقد نار التنافس ما بين الايثيلين المنتج من الايثان الصخري من امريكا الشمالية، والايثيلين المنتج من الغازات المصاحبة لانتاج النفط في منطقة الخليج. وسيشهد ايضاً انتاج الميثانول طفرة بامريكا بسبب انخفاض اسعار الغاز الطبيعي الى حوالي 4 دولارات للمليون وحدة حرارية. ومن المحتمل ان ترفع امريكا من انتاجها للميثانول بحوالي 8 ملايين طن سنوياً، مدفوعة بارتفاع الطلب الصيني والامريكي على هذه المادة الاستراتيجية. وبسبب الغاز الصخري سيخرج بعض اللاعبين الاوربيين واليابانيين من ملعب البتروكيماويات، وسيبقى التنافس ما بين امريكا الشمالية ودول الخليج العربي والصين. وسوف يظفر بالاسواق وبالارباح العالية من يستطيع ان يخفض تكاليف انتاجه، ومن يستطيع تحسين مواصفات منتجاته بالبحث والتطوير. اذاً باختصار المرحلة القادمة يشوبها بعض الضباب بسبب قدوم عامل جديد على الساحة، وهو الغاز والسوائل الصخرية ودخولها القوي لساحة صناعة البتروكيماويات.