تأسست شركة صدارة للكيميائيات في عام 2011م في مدينة الجبيل الصناعية الثانية كمشروع مشترك بين أرامكو السعودية، أكبر شركة طاقة فى العالم، وشركة داو كميكل، احدى اهم الشركات الرائدة في مجال المواد المتخصصة في العالم. وسوف يكون هذا المجمع البتروكيماوى عند الانتهاء من تشييده، اكبر منشأة للبتروكيماويات على الاطلاق يتم بناؤها في مرحلة واحدة. وسينتج المشروع المواد الامينية والايثر غلايكول التى تستخدم فى صناعة الطلاء والمنظفات ومركبات البولى يوريثين المستخدمة فى صناعة المفروشات ومواد البناء وعدد اخر من المنتجات الكيميائية والتى يتم تصنيعها لاول مرة فى المملكة. ولا شك ان هذا المشروع المشترك بالاضافة الى مجمع الصناعات البلاستيكية والكيماوية التحويلية المجاورة سوف يحدث نقلة صناعية فى المملكة. الجدير بالذكر ان اجمالى الاستثمارات فى مشروع صدارة وصل الى حوالي عشرين مليار دولار، وقد أسهم المشروع بتوفير ألف وظيفة للمواطنين، فضلاً عن أكثر من 20 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، ستوفرها المنطقة المجاورة لشركة صدارة، ولن يتوقف دورها على توفير مثل هذه الوظائف فحسب، بل تسعى الشركة إلى أن يكون لها دور فاعل في مجالات التنوع الاقتصادي والبحوث والتطوير المهني للموارد البشرية. وقد قال وزير البترول المهندس علي النعيمي فى زيارته الاخيرة لمدينة الجبيل «لا شك أن مشروع صدارة يُساهم بشكل واضح في الاهتمام بالمواطن السعودي من حيث التوظيف والتدريب وفي تنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة، والدخول في العمليات اللاحقة والتصنيع بكافة مراحله، مما يعجل في عملية نقل المملكة إلى دولة صناعية لا تعتمد على تصدير المواد الخام فقط، سواءً من البترول أو المواد البتروكيميائية، بل على المنتجات الوسيطة والنهائية». وسيتم مستقبلاً طرح جزء منها على المواطنين للاكتتاب بسعر التكلفة، حتى يستفيد اكبر قدر من المواطنين من هذه الشركة العملاقة بمشاريعها المنتظرة. وهنا نتوجه بالشكر والعرفان لوزارة البترول والثروة المعدنية على طرحها لهذه المشاريع العالمية المشتركة للمواطنين للاكتتاب وبسعر التكلفة. ومن المتوقع ان ينتج المشروع نطاقا كاملا من القيمة المضافة، منتجات ذات مواصفات رائعة موجهة للاسواق المحلية والنامية في اسيا، الشرق الأوسط وأفريقيا. حيث سيقوم بانتاج حوالى 3.2 مليون طن سنوياً من المواد البتروكيماوية، وهى بلا شك قيمة مضافة لموارد المملكة النفطية. وتنتج شركة داو كميكل عددا كبيرا من هذه المواد المنتجة، لذلك كانت هذه الشراكة مع ارامكو من الشراكات التى طال انتظارها، ولاسيما ان داو كميكل ترددت كثيراً فى انشاء شراكات بالمملكة، خاصة عندما انسحبت من شركة بتروكيميا فى الثمانينات من القرن الماضى. والجدير بالذكر ان طبيعة المنتجات التى تنتجها صدارة تختلف عن منتجات سابك الاساسية ولذلك لا يوجد منافسة بينهما. وبسبب الوفرة بانتاج الايثان المستخرج مع الغاز الصخري فى الولاياتالمتحدة انخفض سعر لقيم الايثان الاستراتيجى لمستويات تاريخية اغرت كثيراً من الشركات العالمية للاستفادة من هذه الاسعار. ونتيجة لذلك تم الاعلان عن النية لانتاج حوالى عشرة ملايين طن ايثيلين فى عام 2020م بالولاياتالمتحدة. ستنتج من عدة مصانع تكسير ومن عدة توسعات فى مصانع تكسير قائمة. وسوف تقوم شركة داو كميكل بالاستفادة القصوى من هذه الطفرة بانشاء مجمع بتروكيماوى فى الولاياتالمتحدة يقوم بتكسير الايثان الى ايثيلين ومن ثم تصنيعه الى بلاستيك، وايضاً باحداث توسعات فى بعض مصانعها القائمة. ولاشك ان انخفاض سعر لقيم الايثان فى الولاياتالمتحدة الى حدود 4 دولار للمليون وحدة حرارية يساهم فى دعم صناعة البلاستيك فى امريكا ويعد بأرباح عالية ولا سيما وهى تتنافس مع لقيم النافثا الغالى فى اسيا. لقد اغرى هذا المشهد الجديد فى امريكا كثيراً من الشركات البتروكيماوية فى الاستثمار بها، ولذلك نرى شركات مثل شل وساسول وغيرها من الشركات العالمية غير الامريكية تستثمر بهذا المجال. وكلنا امل ان نرى مشاريع قادمة بين شركات سعودية وامريكية للاستفادة من الغاز الصخرى الامريكى. الأحساء وملتقى السياحة بمناسبة اليوم العالمي للمرشدين السياحيين تستضيف محافظة الأحساء في العشرين من الشهر الحالي الملتقى الثاني للمرشدين السياحيين في المملكة، والذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. وقد وجه محافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي رئيس مجلس التنمية السياحية بالمحافظة بتسخير كافة الإمكانيات لإنجاح هذا الحدث، لما يمثله للمحافظة وللمملكة من أهمية بالغة في مجال الإرشاد السياحي، وذلك بالتعاون بين فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالأحساء وأمانة المحافظة، التي استضافت أعمال الملتقى الذي يتوقع أن يحضره أكثر من 200 مرشد سياحي من حاملي الترخيص في جميع أنحاء المملكة، وطلاب قسم الإرشاد السياحي بجامعة الملك سعود، ومنظمي الرحلات السياحية والمهتمين وذلك في قاعة هجر للمناسبات بمقر أمانة الأحساء. ويتفاءل الكثيرون بمستقبل السياحة في المملكة بعد التنظيمات الأخيرة، لا سيما في منطقة مثل الأحساء الزاخرة بالآثار، والمتوغلة في عمق التاريخ، ألا إنهم يجدونها فرصة مواتية للخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ من مثقفي المنطقة أنفسهم والذين ظلوا ردحا من الزمان يتحسرون على عدم استثمار المنطقة سياحيا، ويطالبون بمطالب عدة تعود بالنفع على أهالي الأحساء، فتوفر لهم فرص عمل، وتوفر مجالا خصبا لتسويق منتجاتهم الشعبية وغيرها، لا سيما أن لديهم الكثير من المنتجات التي يختصون بها دون سواهم. نطمح كثيرا أن يتم استثمار هذا التواجد الكثيف في المنطقة بما يخدم الجميع ليس خلال مدة الملتقى فحسب بل لسنوات مقبلة.