قتل 14 عنصرًا من قوات البشمركة الكردية في معارك مع عناصر الدولة الإسلامية الذين هاجموا ناحية زمار ومنفذ ربيعة الخاضعين لسيطرة الأكراد شمال غرب مدينة الموصل، بحسب مصادر حزبية وأخرى في قوات البشمركة. وأوضحت المصادر «أن مسلحي داعش هاجموا مواقع لقوات البشمركة قرب حقل للنفط وسد الموصل الواقعين في ناحية زمار شمال مدينة الموصل، ما أسفر عن مقتل 14 من عناصر البشمركة». وقالت المصادر: «إن قوات البشمركة تمكنت من قتل نحو مائة من مسلحي داعش الذين فرضوا سيطرتهم على مدينة الموصل، وأسروا 38 منهم، وبسطت سيطرتها على جميع المواقع التي احتلها عناصر داعش في بداية الهجوم». يشار إلى أن ناحية زمار من المناطق التي قامت قوات البشمركة بفرض سيطرتها عليها بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة الاتحادية في أعقاب سقوط مدينة الموصل ومدن أخرى شمال البلاد بيد تنظيم «داعش». وزمار يسكنها غالبية من الأكراد إلى جانب أقلية الأزيدية، ويطالب أقليم كردستان ضمها إليه إلى جانب مناطق شاسعة، وأبرزها مدينة كركوك التي فرض الأكراد سيطرتهم عليها بعد انسحاب الجيش منها. من جهة أخرى أعلنت قوات البشمركة مقتل اثنين من عناصرها إثر هجوم عند منطقة الكسك الواقعة عند منفذ ربيعة الحدودي الذي تفرض سيطرتها عليه منذ سيطرة «داعش» على مدينة الموصل. وقال مسؤول في البشمركة رفض الكشف عن اسمه: «إن الاشتباكات مستمرة منذ فجر السبت حيث حاول عناصر داعش التقدم نحو المنفذ الحدودي، لكننا أجبرناهم على الانسحاب». وأكد المسؤول الكردي أن قوات البشمركة انسحبت من خطوط القتال الأمامية إلى الخلف لتسمح للطيران الحربي العراقي بقصف مواقع المسلحين في زمار وربيعة. الطاقم التركي وفي سياق متصل أعلن وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ السبت أنه سيتم الإفراج قريبا عن الطاقم الدبلوماسي لقنصلية تركيا في الموصل الذي يضم 29 شخصًا والمحتجز لدى جهاديي الدولة الإسلامية. وقال الوزير التركي لوكالة الأنباء دوغان: «نواصل الاتصالات مع كل الأطراف في العراق. من الممكن أن يعودوا غدًا أو بعد غد». وهذه أول مرة منذ أسابيع يدلي فيها مسؤول تركي بتصريح حول مصير الأتراك المحتجزين منذ 11 يونيو في العراق. واقتحم مقاتلو الدولة الاسلامية خلال هجوم كاسح في يونيو مقر البعثة الدبلوماسية التركية واحتجزوا دبلوماسيين من بينهم القنصل العام وعائلاتهم رهائن. وأفرج الاسلاميون في الثالث من يوليو عن 32 سائقًا تركيًا خطفوهم خلال الهجوم لكنهم ما زالوا يحتجزون الدبلوماسيين. وأدرجت أنقرة تنظيم «داعش» في يونيو قبل قليل من خطف الرهائن على لائحة المنظمات الإرهابية ما أدى إلى رد التنظيم حسب المعلقين. ونصحت أنقرة مواطنيها خلال الأسابيع الأخيرة بمغادرة العراق لأسباب أمنية باستثناء كردستان العراق. مواجهات من جهة أخرى قتل 23 من قوات الأمن 11 جنديًا و12 من عصائب أهل الحق خلال اشتباكات وهجمات متفرقة وقعت أمس قتل خلالها كذلك 37 مسلحًا جنوببغداد، حسبما أفادت مصادر عسكرية السبت. وقالت المصادر لوكالة فرانس برس: «قتل أحد عشر جنديًا و12 من عناصر عصائب أهل الحق خلال اشتباكات وهجمات متبادلة وقعت خلال الساعات الماضية قتل خلالها كذلك 37 مسلحًا في مناطق اللطيفية وجرف الصخر جنوببغداد». في حين أفادت مصادر أمنية أمس أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 23 آخرين في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة قرب سوق للخضار في إحدي المناطق جنوبي محافظة صلاح الدين شمال بغداد. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: إن انتحاريًا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه في سوق لبيع الفواكه والخضر في منطقة الدجيل ما أوقع أربعة قتلى و23 جريحًا. كما أفاد شهود عيان أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 10 آخرين أمس في قصف لمروحية للجيش العراقي استهدف مبنى يحتمي به مسلحو الدولة الإسلامية في إحدى المناطق جنوبي محافظة صلاح الدين. وأوضح الشهود أن مروحية للجيش العراقي قصفت فجر السبت مبنى للشرطة يحتمي به عناصر داعش في ناحية العلم جنوبي صلاح الدين مما تسبب في مقتل أربعة مدنيين وإصابة 10 آخرين يسكنون في منازل قريبة من المبنى المستهدف. حماية المدنيين ووسط تصاعد الغنف في العراق دعا كبير مسؤولي الأممالمتحدة في العراق إلى بذل أقصى الجهود لحماية المدنيين في ظل القتال الدائر حاليًا في العراق حيث تظهر أحدث البيانات أن ما يقرب من 1600 مدني قتلوا، فضلًا عن إصابة 1500 آخرين في شهر يوليو الماضي، وقال رئيس بعثة المساندة التابعة للأمم المتحدة في العراق نيكولاي مالدينوف في بيان له: «إنني أشعر بالقلق إزاء ارتفاع عدد الضحايا في العراق، لا سيما في صفوف السكان المدنيين». وأضاف: «يتعين على كل الأطراف في العراق ضمان حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي». تعليق الرحلات على صعيد آخر أفاد مصدر مسؤول في شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية لوكالة فرانس برس أن الشركة علقت رحلاتها إلى العاصمة العراقيةبغداد السبت بسبب الأوضاع الأمنية هناك. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: «إن الملكية الأردنية علقت رحلاتها إلى بغداد السبت وليوم واحد بسبب الأوضاع الأمنية هناك». وأضاف «إن الشركة تراقب الوضع عن كثب وقد تضطر الى تمديد تعليق رحلاتها إلى بغداد بحسب مقتضى الأوضاع هناك». ولم يعط المصدر مزيدًا من التفاصيل. وهناك نحو 30 رحلة أسبوعيًا لطائرات الملكية الأردنية إلى العراق بينها 9 على الأقل إلى بغداد و9 أخرى إلى أربيل. وأعلنت الخطوط الألمانية لوفتهانزا أكبر ناقل جوي أوروبي الجمعة أنها ستوقف التحليق فوق العراق، وستعلق رحلاتها إلى أربيل حتى مساء يوم الأحد. وكانت كل من شركة الطيران الفرنسية «إير فرانس» والخطوط الجوية الملكية الهولندية «كي إل أم» وشركة طيران الأمارات و«فيرجن أتلانتيك» قررت وقف التحليق فوق الأراضي العراقية بالكامل لأسباب أمنية. وتتعرض مناطق متفرقة من العراق إلى أعمال عنف وهجمات شبه يومية زادت معدلاتها مع تصاعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية الذي بات يسيطر على مدن مهمة بينها الموصل وتكريت ومناطق واسعة في محافظات متفرقة شمال وغرب ووسط البلاد. وتسير الملكية الأردنية التي يتألف أسطولها من أكثر من ثلاثين طائرة رحلات إلى 60 وجهة حول العالم.