ما ان يقترب شهر رمضان من الرحيل ويحل وقت خروج زكاة الفطر إلا ويبدأ تسارع الناس الى دفع الزكاة، سواء كان ذلك للجهات الخيرية او لمستحقي الزكاة وغيرهم، ويبدأ تسارع فئة اخرى من الناس ضعاف النفوس في استغلال ذلك والقيام بالتسول في الاسواق والنصب على مخرجي زكاة الفطر. في البداية يقول مشعل العمار والذي يعمل بالقطاع الخاص: «الجهات الخيرية لم تقصر ابدا في هذا الموضوع ولكن على المزكي ان يتحرى الجهات الموثوق بها فقط عندما يذهب اليها لدفع زكاته، ويؤكد ان الجمعيات الخيرية دورها فعال وجهودهم ملموسة ولكنهم ليسوا كامام مسجد الحي، فالامام يكون على دراية كاملة بفقراء الحي»، ويذكر العمار انه من الناس الذين يدفعون الزكاة لامام مسجدهم لوجود الثقة فيه ويتحدث العمار عن المتسولين قائلا: «على هؤلاء المتسولين تقوى الله والذهاب الى الجهات المختصة او الى امام مسجد حيهم، ويذكر ناصحا: يجب على أي شخص يريد اخراج زكاته ان يجتهد لأن الزكاة تطهير للجسد والنفس، والتحري في مثل هذه الامور مطلوب كما انه في كل حي يوجد مساكين يستحقون الزكاة فلا حرج من سؤال امام حيهم عنهم، وان يسلمها المزكي بنفسه اليهم او ان الامام يخرجها عنه. ويؤيد عبدالعزيز ناصر السويدان طالب جامعي الفكرة، وعن مدى تحقق وصول الزكاة الى مستحقيها يؤكد بانها «تصل إليهم في مجمل الأحوال»، ولكن هذا لا يمنع من التحري والاستقصاء بغية إيصالها للمستحق الحقيقي. ويؤكد السويدان ان أغلب الجمعيات الخيرية الموجودة محل ثقة، لذلك هم أدرى بالمحتاج الحقيقي، لاسيما في ظل انشغال الإنسان بالعبادة في العشر الأواخر والاستعداد للعيد، وتكلف البحث عن المحتاج قد يعيق على المسلم عبادته. ويقول السويدان: المتسولون في الشوارع ظاهرة سلبية، خاصة مع تعذر التأكد من هويتهم، والأولى دفع الزكاة للمتعففين وليس للمتسولين. وفي نفس الصدد يدلي يحيى بيومي طالب جامعي رأيه: «انا لا أؤيد ان اخرج زكاتي لامام مسجد الحي او للجهات الخيرية بل ابحث عن الفقير حتى لو استعنت في ذلك بالجمعيات الخيرية، فالجمعيات لديها كشوفات باسماء الفقراء والمساكين، واعرف اقرب فقير الي واذهب واعطيه الزكاة بنفسي»، ويذكر يحيى ان بعض الجمعيات الخيرية تشق على الناس في تسليم الزكاة اليهم، الجمعية ممتازة في استلام الزكاة ومتعبة في تسليمها حسب ما يعرفه من فقراء، ويذكر يحيى عن المتسولين انه يزداد عدد المتسولين والمتسولات أمام المساجد والمجمعات التجارية وأبواب بيوت الموسرين، الذين يفترشون الأرض لجمع أكبر قدر ممكن من أكياس الأرز التي يقدمها آلاف المواطنين من الزكاة، والذين بدورهم يقومون بإعادة بيعها بثمن بخس على المحلات التجارية، وبهذا تخرج الزكاة عن مفهومها الديني والتي يجب أن تعطى للمستحقين من خلال البحث والسؤال عنهم، أو إعطاؤها للهيئات التي تتبع للجهات الحكومية. وعلى الفرد ان يزكي من اطيب ما لديه وان يبحث ويتحرى في إخراج زكاة الفطر ويحتسب الاجر لا ان يدفعها لاجل التخلص منها. ناصر السليطي موظف قطاع خاص يقول: ولله الحمد في بلاد الحرمين الزكاة موجودة، والجميع يدفعونها، وهي تصل لمستحقيها، فالجهات الخيرية لدينا تعمل على قدم وساق من اجل ايصالها للمستحقين وفي موعدها، ودورها كبير وفعال في ذلك. ناصر يقول: انه يقوم بالذهاب الى المزرعة بنفسه لشراء الارز من اصحاب المزرعة ثم بعد ذلك يقوم بارساله الى دار الخير لاخراج الزكاة نيابة عنه، ويؤكد ناصر: هناك القليل جدا من الجمعيات الخيرية والتي قد سمعنا عنها يحدث عندها تلاعب في اخراج الزكاة اما عن طريق تأخيرها لبعد عيد الفطر او غيره، فعلى الشخص الذهاب للجمعيات الموثوق بها، والشخص الذي يدفع زكاته لاي جمعية دون التثبت من موثوقيتها لا تبرأ ذمته، ويقول ناصر: التسول ظاهرة سيئة جدا، ودائما قبل العيد يظهر الكثير من النساء والاطفال الذين يدعون فقرهم ويطلبون منك زكاة، والمزكي يدفع لهم على حسن نية، وهم بعد ذلك يقومون ببيعها للمحال التجارية والسوبر ماركت بنصف سعرها، ويطالب ناصر الجهات الامنية بالقضاء على هؤلاء المتسولين والتثبت منهم ان كانوا في حاجة ام لا؟ عبدالله النذير فني حاسب آلي يقول: انا ادفع زكاتي للمستحقين في بلدي من السودان، فهناك الفقر اكثر بكثير من هنا، وإن لم يتسنَ لي ارسال زكاتي الى السودان فاقوم بدفعها للجمعيات الخيرية هنا، فالجمعيات الخيرية تقوم بدورها بشكل فعال وممتاز جدا، ونحسب فيهم خيرا في ايصال الزكاة الى مستحقيها، ويذكر عبدالله ان التسول ظاهرة غير حضارية نهائيا، وغير ذلك، ويتساءل: ماذا يضمن لي ان هؤلاء المتسولين مستحقون للزكاة، وعلى الجهات المعنية ان تقوم بالقاء القبض عليهم ثم الاستفسار عن اسباب وجودهم في هذا المكان؟ ولمَ يقومون بذلك؟ فان كانوا من الطامعين فيجب ايقاع العقوبة عليهم، اما ان كانوا من اصحاب الحاجة فعلا فيجب تسليمهم للجهات الخيرية لتقييدهم لديها، واعطائهم ما يحتاجونه. واخيرا يقول عبدالله: الزكاة تزكية للمال والنفس، فعلى من يدفعها ان يدفعها خالصة لله تعالى وان تكون تلك الزكاة من اجود ما لديه، فسيدتنا عائشة- رضوان الله عليها- كانت تعطر الدرهم قبل دفعه للفقير وكانت تقول (انه يقع في يد الله قبل يد الفقير)، وعلى المزكي ان يتحرى ويبحث عن الفقير والا يستسهل في ذلك الامر ويدفع الزكاة لاي احد.