كثر مؤخراً الحديث عن تنظيم «داعش»، والذي ظهر على الساحة بين العراق والشام الجريح، تحت دعوى إقامة دولة إسلامية في العراق والشام، ومن ثم الإعلان عن دولة الخلافة الإسلامية، ومن بين من يرى أن هذا التنظيم لعبة سياسية تديرها إيران أو أمريكا، وآخر يرى أن هذا التنظيم من بقايا حزب البعث، أو خرج من رحم تنظيم القاعدة؛ من هذا المنطلق وجهنا سؤالاً للباحث في الفكر الإسلامي سمير بن عمر ثابت حول ما هي حقيقة «داعش» ؟، وما الهدف من إعلان قيام دولة الخلافة الإسلامية؟ فأجاب: بدأت عندما أعلن أبو مصعب الزرقاوي -الفلسطيني المنشق عن القاعدة- من الفلوجة بالعراق قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام، المزعومة «داعش» إبان الغزو الأمريكي للعراق، وانضم تحت لوائه جموع من أرباب الفكر المتطرف من الخوارج، وساهم في إذكاء نارها الإعلام العربي والغربي. وأضاف ثابت: قُتِل الزرقاوي منتصف 2006م وتفرق أنصاره وتلاشت منظمته «داعش»، غير أن إيران تلقفت الاسم وأنشأت تحت رايته قيادات جديدة مجهولة تمولهم وتوجههم لتحقيق أهدافها، وباشرت بشكل محموم بجمع أعداد كبيرة من الأغبياء المدفوعين من قبل مشايخ السوء تحت عنوانها، فزودتهم إيران بالسلاح حتى وصل الأمر أن تتقدم فرقتان من جيش المالكي بكامل عتادها وذخيرتها للموصل ثم ينسحب أفرادها مترجلين تاركين كل ذلك ل«داعش» طوعاً واختيارا. وأردف: «داعش» ومن في سربها لا ينتمون للإسلام الصحيح لا فكراً ولا تطبيقاً، حيث وجدت إيران أن اسم «داعش» محصور في العراق والشام، في حين أن أطماع الفرس الحقيقية منصبّة على الخليج، فكان الحل المناسب للتوسع جنوباً، فقررت تتويج المنظمة بمسمى «الخلافة الإسلامية»، الذي لا حدود ولا حصر لمساحته الجغرافية. وحول الهدف من اختيار مسمى «الخلافة الاسلامية»، قال: هي اسم جميل وهمي يركض خلفه الموتورون المتأثرون بمحاضرات الأدعياء والمولوعون ببعض الكتب والمسلسلات التلفزيونية. وختم ثابت تصريحه ل «آفاق الشريعة» بقوله: نحن برأيي بحاجة للقيام بحملة إعلامية قوية مدعومة بدعاة معتدلين في وسائل التواصل الاجتماعي والمساجد؛ لتوضيح حقيقة هذه الفئة الضالة ومن يقف وراءها بالدليل الحسّي.