وسط غضب شعبي عارم شيعت مصر أمس جثامين 28 ضابطًا ومجندًا من عناصر حرس الحدود قتلوا ساعة الإفطار أول أمس على أيدي عناصر إرهابية هاجمت نقطة كمين الكيلو 100 الذين كانوا يتمركزون فيه بواحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، وفجرته باستخدام عبوات ناسفة شديدة التفجير زرعت في سيارات مفخخة. وبينما أدانت غالبية القوى السياسية والدينية الحادث الذي أعاد للأذهان ذكريات الجريمة البشعة، والمعروفة إعلاميًا ب«مجزرة رفح» التي وقعت قبل عامين، وقتل فيها 16 جنديًا أيضًا، بينما كانوا يستعدون لتناول الإفطار أعلنت القاهرة الحداد ثلاثة أيام، ونعت الرئاسة المصرية الضحايا في بيان رسمي حصلت (اليوم) على نسخة منه مؤكدة «أن أرواح أولئك الشهداء ودماءهم الذكية التي سالت على تراب هذا الوطن سيكون لها قصاصها، وأنه سيتم اجتثاث الإرهاب من كافة أراضيها وربوعها، كما سيلقى القائمون عليه والخارجون عن القانون جزاءهم المُستحق». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوله لمجلس الدفاع الوطني الذي انعقد على عجل: «إن القصاص سيكون سريعًا ورادعًا»، فيما كثفت القوات المسلحة عملياتها لضبط الجناة، وشكلت غرفة عمليات كبرى لمتابعة الحادث. كما نُقل عن وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي اتصاله بقائد حرس الحدود وقال له حرفيًّا: «لن ينام أحد قبل القبض على الجناة المتورطين في هذه العملية الإرهابية». فتح طريق الفرافرة من جهة أخرى كشف الجيش المصري أن العناصر الإرهابية التي هاجمت كمين حرس الحدود بالوادي الجديد، قدمت من مدينة دلجا بمحافظة المنيا، وأنهم سبق وأن قاموا بعملية مماثلة قبل شهر استهدفت عددًا من الجنود. بالسياق قامت قوات حرس الحدود بفتح طريق القاهرة الفرافرة، والذي أغلق عقب حادث تفجير الكمين بعد الانتهاء من تفكيك العبوات المتفجرة والقنابل التي زرعت في سيارات مفخخة، حيث نجح خبراء المفرقعات بصعوبة في تفكيك تلك العبوات، في الوقت الذي تواصل فيه، عناصر من القوات المسلحة انتشارها بمحيط المنطقة بحثًا عن الإرهابيين، كما تقوم مروحيات عسكرية، بتمشيط كافة المناطق الصحراوية لاستكشاف نقاط تحرك الجناة وتحديد مواقعهم تمهيدًا لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على هذه العناصر الإرهابية. وعلمت (اليوم) من مصدر عسكري رفيع أن العملية العسكرية المزمعة ستكون قريبة وشاملة، وأنه تم الوصول لخيوط مهمة عن حركة الإرهابيين رفض الإفصاح عنها لدواعٍ أمنية، وإن أشار بغضب إلى «أنهم لن يفلتوا»، وأن التعليمات والأوامر واضحة. إدانة من جانبه أدان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بشدة الحادث الإرهابي الجبان. واعتبر الأمين العام أن مثل هذا العمل الإرهابي ليس إلا محاولة يائسة لزعزعة أمن واستقرار البلاد، مؤكدًا في الوقت ذاته دعم الجامعة العربية الكامل للدولة المصرية في التصدي لكافة أشكال الإرهاب وتجفيف منابعه. وقدم الدكتور نبيل العربي خالص تعازيه ومواساته لأُسر الضحايا وللدولة المصرية حكومة وشعبًا، معربًا عن أمله في سرعة الكشف عن مرتكبي الحادث وتقديمهم للعدالة. تفكيك وتفجير وفي إطار الإرهاب أيضًا تمكنت الحماية المدنية والمفرقعات بمديرية أمن أسيوط في الساعات الأولى من صباح الأحد من إبطال مفعول عبوة معدة للتفجير بجوار كشك للغاز الطبيعي بالقرب من مديرية الأمن بأسيوط. وذكرات معلومات أمنية أن بعض الأهالي اكتشفوا وجود عبوة ناسفة معدة للتفجير وضعت في كرتونة لتتحرك قوات الحماية المدنية وقامت بإبطال مفعولها. وأعلن أيضًا قيام مجهولين بتفجير أنبوب لنقل الغاز إلى الأردن، بمنطقة القريعة الصحراوية جنوبالعريش في حادث هو ال24 من سلسلة التفجيرات التي طالت خطوط الغاز في سيناء. لجنة الانتخابات في سياق آخر تجتمع اليوم الإثنين اللجنة العليا لانتخابات مجلس النواب؛ لوضع اللائحة التنفيذية لقانون انتخابات المجلس، واختيار الأمين العام للجنة. وأوضح المتحدث باسم اللجنة المستشار مدحت إدريس أن اللائحة التنفيذية المفترضة، ستتضمن الضوابط الخاصة بالدعاية الانتخابية وشروط الترشح للمجلس وكيفية الاقتراع وفترة الصمت الانتخابي وكافة المواد الأخرى. وأضاف إن اللجنة ستناقش أيضًا تطبيق قانون مباشرة الحقوق السياسية فيما يخص المحرومين من الترشح، والذين نص عليهم القانون وحددهم في فئات مختلفة، منها الحاصلون على أحكام مخلة بالشرف أو الحاصلون على أحكام جنائية، أو الذين يخضعون للوصاية نتيجة الحجر عليهم وفقًا لأحكام قضائية.