توقعت اوبك في تقريرها الاخير لشهر يوليو الحالي ان يرتفع الطلب العالمي على النفط في العام الحالي بحوالي 1.13 مليون برميل عن مستويات عام 2013م ليصل اجمالي الطلب العالمي في عام 2014م الى حوالي 91.13 مليون برميل باليوم، ولقد اختلفت انماط استهلاك النفط ونموه وانخفاضه بحسب المناطق والدول. فعلى سبيل المثال، ارتفع معدل استهلاك امريكا وكندا في عام 2014م بحوالي 190 الف برميل في اليوم خاصة مع الطفرة التي تشهدها هذه الدول في انتاج النفط غير التقليدي، الذي أتاح لها فسحة في الاستهلاك، أما استهلاك الدول الصناعية الاوروبية فهو في انخفاض مستمر، اذ انخفض في عام 2013م بحوالي 180 الف برميل باليوم، وسوف ينخفض في العام الحالي بحوالي 170 الف برميل في اليوم. وعلى نفس المنوال، انخفض استهلاك اليابان وكوريا الجنوبية في عام 2013م بحوالي 230 الف برميل باليوم، ويتوقع ان ينخفض هذا العام بحوالي 120 الف برميل باليوم، وهذا يدل على ان دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCED) سوف تخفض استهلاكها الاجمالي للنفط في العام الحالي ب 100 الف برميل باليوم؛ بسبب اعتماد بدائل الطاقة والتركيز على الكفاءة في الاستخدام، وهذا يعني ان النمو العالمي في الطلب على النفط يقدر بحوالي 1.23 مليون برميل باليوم اذا استثنينا دول (OCED). وكما هو متوقع، فإن الصين ستكون من اهم اللاعبين في نمو الطلب العالمي على النفط، حيث سيقدر نمو طلبها على النفط في العام الحالي بحوالي 330 الف برميل باليوم ودول امريكا اللاتينية بحوالي 230 الف برميل باليوم. أما الدول الآسيوية الأخرى، فسيرتفع استهلاكها بحوالي 230 الف برميل باليوم، وستكون الهند من ضمن هذا الدول اذ تتوقع اوبك ان ينمو استهلاكها للنفط بحوالي 90 الف برميل فقط. وسينمو استهلاك كل قارة افريقيا بحوالي 90 الف برميل باليوم فقط. ويبدو واضحاً تحكم معظم دول العالم بنمو طلبها على النفط خاصة في ظل اسعاره المرتفعة حالياً. أما الشرق الأوسط فسيظل محوراً لنمو الطلب العالمي على النفط، فلقد ارتفع طلبه في عام 2013م بحوالي 220 الف برميل باليوم، وتقدر اوبك ارتفاع طلب الشرق الاوسط في هذا العام بحوالي 310 الاف برميل باليوم كالتالي: سينمو طلب المملكة لوحدها بحوالي 100 الف برميل باليوم وطلب ايران والامارات والكويت سينمو ب 100 الف برميل اخرى وسينمو طلب باقي دول الشرق الاوسط بحوالي 100 الف برميل باليوم، وبذلك سيشكل نمو الشرق الاوسط والصين على النفط اكثر من نصف نمو الطلب العالمي. ولكن سيظل نمو الطلب المحلي على الطاقة في المملكة كبيراً مقارنة بباقي دول العالم، ولقد ارتفع الاستهلاك المحلي للنفط 274 الف برميل باليوم في شهر مايو 2014م مقارنة مع الشهر نفسه في 2013م بحسب تقرير اوبك لشهر يوليو الحالي؛ وذلك بسبب الارتفاع الكبير في الطلب على الكهرباء وارتفاع طلب الطاقة للتحلية ولمشاريع التعدين، حيث كان اغلب النمو في وقود توليد الطاقة، اذ ارتفع استهلاك زيت الوقود لشهر مايو 2014م بحوالي 85 الف برميل باليوم، وارتفع حرق النفط المباشر بحوالي 130 الف برميل باليوم عن معدل شهر مايو من العام الماضي. باختصار، ستكون الصين والولايات المتحدة والمملكة اكبر دول العالم في نمو الطلب على النفط في عام 2014م، لذلك فإن دعم مبادرات الطاقة المتجددة وبرامج ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة في المملكة من شأنها الحفاظ على ثرواتنا وهي لمصلحة المواطن اولاً وأخيراً.