احتلت السعودية المرتبة الثانية عالميًا في نمو الطلب على النفط بعد الصين التي تصدرت دول العالم في النمو، وزاد الطلب المحلي بنسبة 13% خلال شهر أغسطس الماضي قياسًا في نفس الشهر من العام الماضي. ومن المتوقع وفقًا لتقرير أصدرته «أوبك» الشهر الجاري نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بحوالي مليون برميل في اليوم. وعلى الرغم من أن كثير من الدول الأوروبية المتقدمة صناعيًا لن ينمو فيها الطلب على النفط إلا أن هذا النمو جاء بقياد الصين والمملكة والبرازيل والتى تشهد ارتفاعات متتالية في نموها على الطلب من شأنه أن يلغي تأثير انخفاض الطلب في بعض الدول الصناعية. وبحسب التقرير فإن شهر أغسطس الماضي شهد نموًا ملحوظًا في المملكة والصين، حيث وصل النمو في الطلب السعودي على النفط إلى 310 آلاف برميل في اليوم بزيادة تقدر بحوالي 13% عن شهر اغسطس من عام 2013م، ووصل اجمالي الطلب المحلي على النفط الى حوالي 2.73 مليون برميل في اليوم وهو ما يشكل حوالي 30% من إجمالي الإنتاج الكلي للمملكة من النفط، حيث نما الطلب على المشتقات النفطية من بنزين وديزل ووقود الطائرات وزيت الوقود بنسب عالية، فيما قدر نمو الصين لنفس الفترة بحوالي 360 ألف برميل في اليوم، ليصل قيمة نمو الطلب في الصين والمملكة في شهر أغسطس الماضي إلى حوالي 0.67 مليون برميل في اليوم وهو أكثر من نصف نمو الطلب العالمي. وصدر تقرير «أوبك» الأخير لشهر أكتوبر متضمنًا أهم الأحداث النفطية لشهر سبتمبر الماضي والتي كان من أهمها هبوط أسعار النفط بحوالي خمسة دولارات للبرميل مع الارتفاع بالمعروض وتقلص الطلب في بعض الدول المتقدمة. وتوقع التقرير أن يبلغ نمو الطلب العالمي على النفط في العام الحالي حوالي مليون برميل، وأن ينمو إنتاج الدول من خارج الأوبك في هذا العام بحوالي 1.7 مليون برميل في اليوم، حيث يأتي معظم هذا النمو من الولاياتالمتحدة وكندا والبرازيل، كما توقع التقرير أن ينمو إنتاج هذه الدول في العام 2015م بحوالي 1.24مليون برميل في اليوم، ما يعني أن النمو بإنتاج دول خارج أوبك أعلى من نمو الطلب العالمي أو يساويه، وهذا ما قد يرسل إشارات إلى دول «أوبك» مفادها أن زيادة إنتاج دولها قد لا يساعد على استقرار الأسعار. ولاحظ التقرير أن اليابان قد قلصت استهلاكها للنفط ما بين شهر أغسطس من العام 2013م وشهر أغسطس من العام الحالي بحوالي 450 ألف برميل ليصل استهلاكها للنفط إلى نحو 3.5 مليون برميل في اليوم خلال شهر أغسطس من العام الحالي، واذا ما استمر السلوك الياباني في تقليص الاعتماد على النفط فإن السعودية ستتفوق على اليابان قريبًغ باستهلاك النفط على الرغم من أن اليابان تعتبر هي ثالث أكبر اقتصاد في العالم وعدد سكانها يفوق 100 مليون نسمة. وأبدت أوساط اقتصادية محلية مخاوفها من استمرار استهلاك النفط في المملكة ونموه المتكرر، داعية إلى وقف هذا النمو الكبير وغير المعهود والذي أصبح يقارن بنمو الطلب مع الصين التى يفوق عدد سكانها 1.4 مليار نسمة (يشكل عدد سكان الصين 20% من سكان العالم) والتي اجتاحت العالم الأول والثالث بصناعاتها الثقيلة والخفيفة حتى أصبح معدل نموها مؤشرًا لنمو الاقتصاد العالمي. وقالت هذه الأوساط: «حتى إذا ما قارنا تغير استهلاك أكبر أربع دول في أوروبا، وهي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة بعدد سكانها الذي يقارب 270 مليون نسمة، فنجد أن طلبها على النفط قد تقلص ما بين شهر أغسطس من عام 2013م وشهر أغسطس من العام الحالي بحوالي 190 ألف برميل في اليوم ليصبح إجمالي استهلاكها للنفط مجتمعة يقدر بحوالي 6.5 مليون برميل في اليوم فقط». وحذرت الأوساط الاقتصادية من خطورة نمو الطلب على النفط في المملكة اقتصاديًا وعلى مستقبل الأجيال، داعية المواطنين إلى اتباع أساليب ترشيد صارمة في الاستهلاك لخفض قيمة الفواتير وحفظ الطاقة في البلاد.