اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر امس باحات المسجد الأقصى لتفريق تظاهرة منددة بالعدوان على غزة، بالتزامن مع شنها حملة أمنية لمنع فلسطينيين من الصلاة داخله، وأطلقت القنابل الغازية المسيلة للدموع والرصاص المعدني المُغلّف بالمطاط على المصلين، بزعم مهاجمتهم بحجارة المُصلين. وأكد حرس الاقصى أن الاقتحام جاء لتفريغ الأقصى من الشبان المعتكفين، وقد ردّ الشبان بالحجارة خلال محاولات الملاحقة التي نفذتها قوات الاحتلال في باحات الاقصى، قبل أن تنسحب قوات الاحتلال من باحات المسجد. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية الخميس اعتقال 23 شابا على خلفية مواجهات جرت في القدس، ليصل عدد المعتقلين منذ حوالي أسبوعين إلى 201، وقدمت بحق 45 منهم لائحة اتهام. وفرضت شرطة الاحتلال قيودا على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك، بزعم "ورود معلومات عن نية جهات معادية القيام بأعمال تضامن مع غزة والاحتجاج على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى"، على حد قولها، وكثفت الشرطة تواجدها في البلدة القديمة من القدس وعلى الحواجز العسكرية ال17 في محيط المدينة وعلى حدودها مع الضفة الغربية. ووضعت قوات الاحتلال متاريس حديدية على بوابات القدس القديمة وبوابات المسجد الاقصى للتدقيق ببطاقات المُصلين، ونشر وتسيير الدوريات العسكرية والشرطية: الراجلة والمحمولة والخيّالة في شوارع المدينة، وإغلاق محيط البلدة القديمة أمام حركة السيارات والمركبات. وفي تطور لاحق، منعت قوات الاحتلال حراس المسجد الاقصى من الدخول إليه للالتحاق بمركز أعمالهم، في الوقت الذي أدى فيه مئات المواطنين صلاة الفجر في الشوارع القريبة من بوابات البلدة القديمة والأقصى المبارك. وأفاد شهود عيان بوقوع مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال عند بابي الأسباط وحطة خلال محاولتهم الدخول الى الأقصى. وبدت ساحات ومرافق ومُصليات المسجد الاقصى شبه فارغة من المصلين؛ بفعل اجراءات الاحتلال، في حين كانت في العادة تمتلئ ويصل عدد المصلين الى ما يزيد عن 300 الف مصل. ومنذ اختطاف الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير من حي شعفاط وقتله حرقا تشهد أحياء القدس مواجهات مع قوات الاحتلال، فيما تتواصل القيود المفروضة على دخول المسجد الأقصى. وبدأت إسرائيل منذ بداية الشهر الجاري عدوانا على غزة خلّف حتى الآن استشهاد 261 شخصا وجرح نحو ألفين.