الحياة مع كتاب الله لها روحانيتها وأجواؤها الإيمانية الخاصة، لا سيما إذا كانت هذه الأجواء في شهرٍ اقترن بنزول القرآن الكريم وتتضاعف فيه الحسنات، هذا الشعور يعيشه مشرف حلقات مسجد ابن باز بالدمام محمد آل مصلح، والذي يحدثنا عن العلاقة التي تربطه منذ صغره بحلقات التحفيظ التابعة لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية. يقول آل مصلح: منذ الصغر وأنا ملازم لحلقات التحفيظ، وأذكر كيف كان الشيخ عبدالحكيم الأفغاني يقسّم لنا السور، ويعلمنا نطق مخارج الحروف بالشكل الصحيح، وبيان تفسير بعض الآيات، تلك الفترة كانت البذرة الأولى في تعلقي بكتاب الله، والحرص على ملازمة حلقات الذكر، والفضل لله سبحانه وتعالى ثم لوالدي ووالدتي اللذين سخّرا جلّ أوقاتهما في متابعتهما حفظي، حتى أصبحت الآن ولله الحمد مشرفًا على حلقات مسجد ابن باز، وجلست كما كان يجلس الشيخ الأفغاني الذي استفدت منه الكثير في علم القراءات والتجويد، وهدفي أن أسير على نهج الرجل في الاهتمام بعلم التجويد والقراءات. ويصف لنا محمد شعوره في شهر الخير، حيث قال: أعيش في شهر رمضان الأجواء الإيمانية، حيث تجتمع فيها تلاوة وتعليم كتاب الله، ثم إن النفوس تتوق وتشتاق إلى هذا الشهر الفضيل، حتى تزداد من الحرص على كتاب الله. لا سيما أن رمضان شهر القرآن، والجميع كباراً وصغارا يجتهدون في تلاوته وتدبره، حتى تجد أن المساجد تمتلئ بالقراء، فيتسابق الناس إلى حفظ أوقات أبنائهم وإشغالهم بما ينفعهم، ألا وإن من أهم شغل الأوقات هو تلاوة وحفظ وتدبر كتاب الله، فلقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضانَ حين يَلْقاه جبريل فيُدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان، فيدارِسه القرآن.