تقدمت الخطوط الجوية الإماراتية «الإمارات» بأكبر طلب شراء طائرات في تاريخ الطيران، وهو الحصول على 150 طائرة من طراز 777X بمبلغ 56 مليار دولار لتوسيع أسطولها الجوي من الطائرات عريضة البدن الذي يعتبر بالفعل الأكبر في العالم. وقالت الخطوط الإماراتية، التي يقع مركزها في دبي في إعلان مشترك مع شركة بوينج : إن «الإمارات» بذلك تؤكد التزامها بإعلانها في العام الماضي بصفقة شراء 115 طائرة من طراز 777X من سعة 400 مقعد و35 طائرة من 777X الأصغر. كما أن لها الخيار بشراء 50 طائرة أخرى، الأمر الذي سيرفع القيمة إلى 75 مليار دولار. قال تيم كلارك رئيس خطوط طيران «الإمارات» في إعلانه اليوم: إن « الطائرة 777X ستوفر لنا مرونة تشغيلية بدلالة المدى والسعة الأكبر في استيعاب الركاب والفاعلية في الوقود»، وقال: إنه من المتوقع أن تُسلم أولى هذه الطائرات في عام 2020. ورغم أنه لم يتم الإعلان عن خيارات تمويل الصفقة، إلا أن بعض الناقلين الجويين الأمريكيين بزعامة خطوط دلتا شجبت دعم الحكومة منافسيها، ومن ذلك تلقي الإماراتية ضمانات قروض من بنك الصادرات والواردات في الولاياتالمتحدة الذي يساعد الشركات الأجنبية على شراء البضائع الأمريكية. وقد قالت دلتا التي يقع مركزها في أطلانطا: إن الاتفاق مع البنك يجب أن تنتهي صلاحيته في نهاية شهر سبتمبر ما لم توقف مؤسسة الإقراض هذه التي يبلغ عمرها الآن 80 عاماً دعمها لمثل هذه المشتريات من الطائرات النفاثة عريضة البدن. أخبر المدير التنفيذي الرئيس لخطوط دلتا، ريتشارد أندرسون، مجلس مؤسسة الخدمات المالية يوم 25 يونيو أن «الإماراتية ليست مدعومة فقط من حكومتها، ولكنها مدعومة أيضاً من حكومتنا، لذلك تستطيع الإماراتية تخصيص جزء كبير من توفيرها الناتج من دعم بنك الصادرات والواردات لتحسين وضعها التنافسي القائم على الند بالند في مواجهة الناقلين الجويين الأمريكيين». وحسب مكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي فقد خاطر هذا البنك حتى نهاية شهر مارس بمبلغ 32 مليار دولار في دعم الطائرات النفاثة عريضة البدن، أو ما يشكل 28 في المائة من مجموع القروض والضمانات والعمليات المالية الأخرى المستحقة السداد، وحسب هذا التقرير زادت قيمة مثل هذه الصفقات بصفة عامة اعتباراً من السنة المالية 2004 وحتى عام 2012. «تُظهر الدراسة الأخيرة - التي نشرها مكتب المحاسبة الأمريكي - مدى حاجة بنك الصادرات والواردات الأمريكي للإصلاح». كما نُشر بيان على موقع دلتا على الإنترنت، لم يُنسب لأحد، ذُكر فيه أن «البنك يخصص الكثير من أمواله لتمويل الطائرات النفاثة عريضة البدن التي يشتريها المنافسون الأجانب للخطوط الجوية الأمريكية ويدعم الكثير من الخطوط الجوية الأجنبية التي ببساطة لا تحتاج لمساعدة». وقال متحدث باسم خطوط دلتا، تريبور بانستيتار في بربد إلكتروني كتبه اليوم: إنه ليس لدى الشركة تعليق على شراء الإماراتية طائرات من طراز 777X، كما لم يستجب المسؤولون في بنك دعم الصادرات والواردات لطلبات بالتعليق على الموضوع. ليس معروفاً ما إذا كان البنك سيلعب دوراً في عملية الشراء، وعادة لا تقوم خطوط الطيران بالتفكير في عواقب خياراتها المالية حتى تصبح الطائرات جاهزة للتسليم، وهو غير المخطط له أن يتم بالنسبة للإماراتية حتى وقت متأخر من العقد الحالي. يقول المتحدث باسم شركة بوينج في شيكاغو، تيم نيل في مقابلة أجريت معه على الهاتف : «إنهم عادة لا يقومون بإجراء ترتيبات مالية مقدماً قبل هذه الفترة الطويلة من التسليم». وقال: إنه عادة يقوم زبائن بوينج بتمويل أغلب مشترياتهم من الشركة عن طريق استغلال الأسواق المالية الخاصة أو باستخدام مواردهم النقدية الخاصة بهم. وكان في الأصل قد أُعلن عن طلب شراء طائرات 777X في معرض الطيران في دبي في شهر نوفمبر الماضي، وقد جرى تأكيده قبل أيام من افتتاح معرض فارنبورو في الأسبوع القادم في المملكة المتحدة. ويأتي الانتهاء من ترتيبات طلب شراء طائرات 777X من بوينج بعد أقل من شهر على إلغاء صفقة مع مجموعة إيرباص الأوروبية المنافسة لبوينج لشراء 70 طائرة من طراز A350 عريضة البدن بقيمة 16 مليار دولار. يشار إلى أن هذه الصفقة ستضع «الإمارات» التي هي أكبر شركة طيران في العالم من حيث السفر الدولي، لتصبح المشغل الأبرز لأول طائرة نفاثة مزدوجة قادرة على نقل حمل طائرة الجامبو، نتيجة لعملية تجديد وتحديث لمحركات شركة جنرال إلكتريك وأكبر جناح على الإطلاق في طائرات بوينج. كما أن هذه الشركة الخليجية - وهي المشغل الأول في العالم للجيل الحالي من طائرات 777 وطائرة الجامبو العملاقة A380 من شركة إيرباص - تتوسع بقوة في الطاقة العملية في النقل، في الوقت الذي تُبنى فيه دبي لتكون أكبر مركز لحركة نقل الطيران للمسافات الطويلة.