العدوان الذي تعرض له المركز الحدودي في شرورة جنوبي المملكة، بما يحمله من إفصاح لقوى الشر التي تتربص بالمملكة عن نواياها تجاه هذا الوطن واستهدافها وكيدها لأمن وسلامة المواطنين واستمرارها في تدبير المؤامرات والتخطيط للأعمال التخريبية، التي تلحق الأذى بالمواطن والمقيم في محاولة منها لزعزعة الاستقرار، وبث الخوف والهلع في نفوسهم، بل ومحاولة التأثير سلباً إن استطاعت في الاقتصاد الوطني الذي يغيظها نموه يوما بعد يوم في أجواء الاستقرار والاطمئنان التي نعيشها -والحمد لله-؛ وتشكل سبباً رئيساً لحقد الحاقدين، وطمع الطامعين وفي مقدمتهم هؤلاء الذين يقفون وراء هذه الاعتداءات والأعمال التخريبية والذين ينفذونها. لقد قابل المواطنون جميعاً دون استثناء هذه الأعمال بالشجب والاستنكار، ولكن الشجب والاستنكار والغضب لا تكفي وحدها لمواجهة ما يراد بالوطن من سوء، وما يدبر له من مكائد وأعمال التخريب التي يسعى مدبروها لئلا تقتصر آثارها المدمرة على رقعة واحدة من أرض الوطن، بل أن تطال الأيدي الآثمة كل المواقع وخاصة الحدودية منها، وكذلك الأماكن التي تتركز فيها مقومات الاقتصاد الوطني الرئيسة والمراكز الصناعية والحضارية والعمرانية، لاعتقادهم أنهم بذلك ينتقمون من مواقف المملكة إلى جانب أشقائها، ووقوفها في وجه كل من يريد إلحاق الأذى بسلامة أراضيها ومواطنيها ومقوماتها، بل ووقوفها إلى جانب الدول الشقيقة، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي التي يتعرض أمنها واستقرارها إلى أخطار خارجية واضحة للعيان، واعتبارها أن أمن هذه الدول واستقرارها هو امتداد لأمن المملكة واستقرارها، وأن أي إساءة إليها هي إساءة للمملكة لا يمكن قبولها أو السكوت عليها، مما يجعلهم يدركون أن مؤامراتهم ودسائسهم لن يكتب لها النجاح، وأنها لن تحصد إلا الخيبة والفشل. وقد آن الأوان أن يدركوا أن ما بعد شرورة لن يكون كما قبلها، لأن العدوان هذه المرة أسفر عن وجهه القبيح وأساليبه الغادرة، وأعطى نموذجاً لمخططاته المستقبلية التي لا يمكن مواجهتها إلا بأساليب مناسبة لطبيعتها وخطورتها، وما يقتضيه ذلك من تعبئة الجهود والطاقات والعدة والاستعداد وتسخير كل الإمكانيات، لاسيما وأن الأحداث أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن المواطنين جميعاً يقفون وراء قيادتهم وقفة رجل واحد، ويشاركونها تصميمها على حماية الوطن وحدوده والمحافظة على مكتسباته، ولن تزيدهم هذه الأحداث إلا تصميماً وتماسكاً والتفافاً حول القيادة المخلصة لردع كل متآمر غادر أو معتد أثيم وسيرى المعتدون أن ما بعد شرورة لن يكون حقا كما قبلها «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».