كان مارتن ديميكيليس خارج حسابات الارجنتين في مونديال البرازيل 2014 حتى قرر المدرب اليخاندرو سابيلا الاحتكام الى خبرة في مباراة الدور ربع النهائي ضد بلجيكا (1-صفر)، وها هو الآن يستعد لتعكير خطط "معلمه" السابق في بايرن ميونيخ الالماني لويس فان جال. غاب مدافع مانشستر سيتي (33 عاما) عن جميع المباريات الاولى لمنتخب بلاده في النهائيات البرازيلية بعدما فضل عليه سابيلا مدافع نابولي الايطالي فيديريكو فرنانديز في قلب دفاع "لا البيسيليستي" الى جانب ايزيكييل جاراي، لكن المدرب المحنك علم انه بحاجة الى خبرته ضد شباب بلجيكا الرائعين ولم يخب ظنه بتاتا لان مدافع بايرن السابق عرف كيف يتعامل مع المباراة ومنع "الشياطين الحمر" من الوصول الى الشباك. وفي الوقت الذي يتساءل فيه الجميع عن قدرة ليونيل ميسي على حمل عبء المنتخب الارجنتيني بأكمله وقيادته للفوز باللقب للمرة الاولى منذ 1986 وعلى أقله الوصول الى النهائي للمرة الاولى منذ 1990، فسيكون ديميكيليس ورفاقه في خط الدفاع امام مهمة شاقة جدا في مواجهة الهجوم الهولندي "الكاسح" بقيادة الثلاثي اريين روبن وروبن فان بيرسي وويسلي سنايدر. ويعلم ديميكيليس تماما الخطر الذي يشكله اريين روبن، فهو الذي لعب الى جانبه في بايرن ميونيخ عامي 2009 و2010 قبل انتقال المدافع الارجنتيني الى ملقة الاسباني، كما انه يعرف تماما مدرب هولندا فان غال اذ وصل معه الى نهائي دوري ابطال اوروبا عام 2010 حين كان الاخير مدربا للنادي البافاري. "انه مدرب رائع"، هذا ما قاله ديميكيليس عن فان جال، مضيفا "انه شخص مقتنع تماما بأساليبه"، وبالتالي يعلم المدافع الارجنتيني ما هو بصدد مواجهته في مباراة ساو باولو، اليوم الأربعاء. ومن المؤكد ان ديميكيليس الذي تألق في موسمه الاول في الدوري الانجليزي وساهم بقيادة مانشستر سيتي الى لقب الدوري، سيحاول الاستفادة من الفرصة المتاحة امامه بافضل طريقة ممكنة، خصوصا انه كان في "العتمة" الدولية لحوالي ثلاثة اعوام. "الامر يعني لي الكثير في كل نواحيه"، هذا ما قاله المدافع الارجنتيني بخصوص عودته الى الاضواء مجددا، مضيفا بعد المباراة امام بلجيكا التي كانت الاولى له مع المنتخب منذ نوفمبر 2011: "انها مكافأة لكل من ساعدني". وبعد ان كان من اللاعبين الاساسيين في تشكيلة المدرب السابق دييغو مارادونا التي تلقت هزيمة نكراء على يد الالمان (صفر-4) في الدور ربع النهائي من مونديال 2010، اعتقد ديميكيليس ان مسيرته الدولية قد انتهت خصوصا بعد خطأ فادح ارتبكه امام بوليفيا (1-1) في نوفمبر 2011 وأجبر بلاده على الاكتفاء بنقطة في مشوار التصفيات المؤهلة للبرازيل 2014. وكانت الارجنتين استهلت هذه التصفيات بشكل ضعيف نسبيا بوجود ديميكيليس في التشكيلة، فبعد فوزها الكبير على تشيلي (4-1) سقطت امام فنزويلا (صفر-1) ثم ارتكب ديميكيليس خطأه امام بوليفيا ما سمح لمارسيلو مارتينز في وضع الضيوف بالمقدمة، ما أثار سخط الجمهور حتى بعد عادل ايزيكييل لافيتزي النتيجة. "كانت ضربة قاسية جدا"، هذا ما قاله ديميكيليس عما حصل في بوينس ايريس في 11 نوفمبر 2011، مضيفا: "لم يحصل لي أي شيء مماثل طيلة مسيرتي الكروية". وواصل في حديث لمجلة "ال جرافيكو" الارجنتينية بعد اشهر من الحادثة: "ان اختبر ردة الفعل هذه من الجمهور، من اللحظة التي ارتكبت فيها الخطأ (الدقيقة 55) حتى نهاية المباراة، فتلك كانت الدقائق الاطول، الاكثر حزنا والاكثر صعوبة التي اختبرتها على ارضية الملعب". لكنه اعترف في المقابلة ذاتها انه ما زال يأمل بالعودة في يوم من الايام، مضيفا: "ليس هناك أي شيء يجعل اللاعب الارجنتيني يشعر بالفخر اكثر من ارتداء قميص المنتخب الوطني". وحصلت المفاجأة التي لم يكن أحد يتوقعها ولا حتى ديميكيليس نفسه عندما قرر سابيلا استدعاءه الى التشكيلة الاولية لمونديال البرازيل 2014 بعد ان قدم اداء مميزا مع مانشستر سيتي بقيادة مدربه السابق في ريفر بلايت وملقة التشيلي مانويل بيليجريني. وبقي اسم ديميكيليس في تشكيلة "لا البيسيليستي" بعدما قلصها سابيلا الى 23 لاعبا، وها هو امام فرصة قيادة بلاده الى انجاز طال انتظاره بعدما ساهم ايضا في وصولها الى دور الاربعة للمرة الاولى منذ 1990.