نحن نعيش فعلا اليوم عصر التكنولوجيا وتبادل المعلومات والتواصل الاجتماعي الذي يعتمد على استثمار إنتاج المعلومات الوفيرة لاستخدامها في تقديم الخدمات على نحو سريع وفعال. ومن يملك المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب فانه يملك عناصر القوة والسيطرة في عالم متغير يعتمد على العلم في كل شيء بعيدا عن العشوائية والارتجالية، الذي أدى إلى دور شديد التأثير في وسائل الإعلام التي أصبحت بالفعل السلطة الأولى قبل جميع السلطات بفعل قدرتها على التأثير والتغيير. ولتوصيل رسالة الدور الاقتصادي الكبير والمهم الذي تلعبه المنطقة الشرقية في اقتصاد المملكة، ومحاولة رصد مستويات النجاح في المشاريع الاقتصادية بعد الخطط التنموية التي وضعت في القطاعات الإنتاجية المختلفة. وباعتبارها أهم منطقة صناعية في الشرق الأوسط، بحكم وجود الصناعات البتروكيماوية المكملة للصناعات الأخرى، ومن أفضل البيئات الاستثمارية على مستوى العالم. وتوفر الطاقة للمشاريع الاستثمارية بأقل الأسعار على مستوى جميع دول العالم مما يجعل المنطقة الشرقية الوجهة المثالية للمشاريع التي تعتمد على استهلاك الطاقة، إضافة إلى عدد من الموارد الطبيعية الواعدة في مجال التعدين. كما أن الموقع الجغرافي للشرقية يجعلها منفذاً سهلاً لأسواق أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويتمتع سوقها بقدرة شرائية عالية وتوسعاً مستمراً. إن التنمية مسؤولية الجميع بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بمشاركة القطاع الخاص، لذلك ينبغي علينا تغيير تلك النظرة التقليدية التي كانت تربط كل شيء بالدولة والانتقال الى مرحلة الإنتاجية بتطوير الإعلام الذي يلعب دورا محوريا في المجتمع باعتباره محفزا وموجها وطرفا أساسا في صناعة هذه التنمية. من هنا تأتي أهمية إنشاء «قناة فضائية» خاصة في المنطقة الشرقية، وتتمحور أهم أهداف هذه القناة في إظهار استراتيجيات التنمية المستدامة في المنطقة وبيان مقوماتها، وتسليط الضوء على المزايا التي تتمتع بها. وكلما كان الإعلام التنموي متطورا في أدائه ووسائله أثر ذلك في الواقع، بسبب الارتباط الوثيق بين النمو الاقتصادي ونمو وسائل الإعلام، وفيما يتعلق بتوظيف وسائل الإعلام في التنمية المحلية ينبغي ان ترتبط تلك الوسائل بالبيئة المحلية وثقافة المنطقة والتنسيق الشامل بين مختلف المؤسسات الرسمية والمدنية وأن يكون المشرفون على تلك الوسائل الإعلامية في الغالب من أبناء المنطقة يستوعبون مشاكل الناس وحاجاتهم. إن مطلب إنشاء «قناة للمنطقة الشرقية» يقتضي مزيدا من الجهد والتضحية، لذلك فالحاجة إلى الدعم المادي واردة جدا بمشاركة القطاع الخاص حتى يتحقق النهوض بالإعلام المحلي ونقدم أنموذجا مميزا على صعيد المنطقة الشرقية التي ننتمي إليها.