يعتبر النفط والغاز الطبيعي اهم مصدرين للطاقة بالعالم، ويعد نمو الطلب العالمي على الغاز تحديداً اسرع نمو من اي مصدر من مصادر الطاقة المختلفة. وتتمتع المملكة بمكانة عالمية فريدة في عالم الطاقة الاحفورية فهي تملك احتياطيات نفطية هائلة تقدر بحوالي 266 بليون برميل (حوالي 16% من الاحتياطيات العالمية)، تستطيع انتاج 10 ملايين برميل باليوم لاكثر من 70 عاما. ولقد وصل معدل انتاج المملكة من النفط في عام 2013م حوالي 11.53 مليون برميل باليوم متفوقة بذلك على جميع دول العالم بما فيها امريكاوروسيا اللتان لم يقترب انتاجهما من مستوى 11 مليون برميل باليوم. ولكن من الملفت للنظر في عام 2013م زيادة انتاج الولاياتالمتحدة من هذه السوائل، اذ ارتفع انتاجها بحوالي 1.1 مليون برميل باليوم عن مستويات 2012م لتكون بذلك اكبر زيادة لانتاج النفط في تاريخ الولاياتالمتحدة. ولقد وصل معدل انتاجها الى حوالي 10 مليون برميل باليوم بعد ان كان 8.9 مليون برميل باليوم في العام 2012م. واما روسيا فوصل انتاجها من النفط الى 10.8 مليون برميل بزيادة مليوني برميل باليوم في عشر سنوات. ولان امريكا تستهلك كل انتاجها من النفط وتستورد حوالي 5 ملايين برميل باليوم، تبقى المملكة وروسيا اهم الدول النفطية في العالم لان كلا منهما تصدر حوالي سبعة ملايين برميل باليوم وهي كميات هامة ومؤثرة في استقرار اسواق النفط. والجدير بالذكر ان المملكة وروسيا ينتجان ما يقارب 75% من انتاج الاوبك. واما في مجال الغاز الطبيعي فتبقى الولاياتالمتحدة رائدة طفرة الغاز الصخرى، اكبر منتج له بالعالم وتأتي بعدها روسيا وايران وقطر. ولقد استطاعت امريكا ان تتخطى روسيا مؤخراً كأكبر منتج للنفط والغاز الطبيعي معاً. حيث وصل الانتاج الامريكي للنفط والغاز حوالي 22.6 مليون برميل نفط مكافئ باليوم في عام 2013م، بينما لم يتغير الانتاج الروسي كثيراً منذ خمس سنوات، وهو لا يزال عند 21.7 مليون برميل نفط مكافئ باليوم. ويتكون الانتاج الامريكي من النفط والغاز من حوالي 10 ملايين برميل نفط باليوم وحوالي 12.6 مليون برميل نفط مكافئ من الغاز الطبيعي اي ان انتاج امريكا من الغاز اكبر من انتاجها من السوائل النفطية، واما روسيا فتكاد تنتج نفس الكمية من نفط وغاز. وبالنسبة للمملكة فقد أنتجت في عام 2013م حوالي 103 بلايين متر مكعب او ما يعادل 1.9 مليون برميل نفط مكافئ باليوم، وهي بذلك تحتل المرتبة السابعة عالمياً من ناحية الانتاج، وسادساً من حيث الاحتياطيات المؤكدة من الغاز بحسب تقرير شركة بريتش بتروليوم الاحصائي الاخير. وهذا يعني انه في عام 2013م انتجت المملكة حوالي 13.43 مليون برميل نفط مكافئ باليوم من النفط والغاز الطبيعى. وبذلك تكون المملكة من القوى المؤثرة في عالم النفط والغاز ولا يسبقها الا دولتان كبيرتان هما روسياوالولاياتالمتحدة. ويعرض الشكل المرفق مكانة المملكة الفريدة في عالم النفط والغاز. ولكن يبدو واضحاً مدى قوة المملكة بانتاج وامتلاك احتياطيات كبيرة من السوائل النفطية مقارنة بالغاز الطبيعى. اذ يبلغ انتاج النفط حوالي 6 اضعاف انتاج الغاز الطبيعى. وتبلغ احتياطيات المملكة المؤكدة من النفط 5 اضعاف احتياطياتها من الغاز الطبيعي (بحسب تقرير شركة بريتش بتروليوم الاحصائي لعام 2013م تبلغ احتياطيات المملكة النفطية حوالي 266 بليون برميل نفط وتبلغ احتياطيات الغاز الطبيعي حوالي 55 بليون برميل نفط مكافئ). ولا شك ان ميزة المملكة الكبيرة بامتلاك السوائل النفطية والتي يتم الاعتماد عليها بشكل اساسي كمصدر رئيس للدخل، وباستهلاك جزء كبير منها محلياً كوقود لوسائل النقل بالاضافة الى ان 60% من طاقة المملكة الكهربائية تولد من هذه السوائل النفطية. واما الغاز الطبيعي فيستهلك كله محلياً في الصناعات المختلفة ولانتاج الطاقة الكهربائية، ويباع بأسعار قليلة جداً لا تتماشي مع ما هو متبع حالياً في العالم. فيباع بالمملكة ومنذ 16 عاماً ب 0.75 دولار للمليون وحدة حرارية. وبحسب تقرير ارامكو لعام 2013م فلقد انتجت المملكة حوالي 9.5 تريليون وحدة حرارية باليوم من الغاز الطبيعي وغاز الايثان المستخدم كلقيم لصناعة البتروكيماويات. وهذا يعادل حوالي 3500 تريليون وحدة حرارية تم انتاجها في عام 2013م وتم بيعها بسعر 2.6 مليار دولار فقط. ولعمل مقارنة بسيطة مع باقي دول العالم، فلقد تم بيع نفس الكمية بامريكا ب 17.5 مليار دولار أي بحوالي سبعة أضعاف هذا على الرغم من انخفاض اسعار الغاز فيها. وتم بيع هذه الكميات من روسيا لاوروبا بحوالي 35 مليار دولار. اما الغاز المسال المباع لليابان فلا شك ان هذه الكميات قد تم بيعها بأكثر من 50 مليار دولار. وهذا يعطينا فكرة بسيطة على قيمة دعم الغاز لسنة واحدة فقط. الثروات الاحفورية ناضبة ومؤقتة ولن تدوم طويلاً ولقد حان الوقت للاستفادة اكثر من هذا المصدر الاستراتيجي والتفكير بدعم شرائح اخرى من المواطنين وفي مجالات حيوية مختلفة. الصناعات المدعومة اخذت نصيبها من الرعاية والاهتمام ولقد حان الوقت لكي تثبت جدارتها بالاعتماد على نفسها كباقي الشركات العالمية الاخرى. الانفاق على الصحة والمواصلات والاسكان والتعليم اهم من دعم شركات معينة ولاسيما بوجود شركاء اجانب قد اخذوا حقهم واكثر من الأرباح على مدى ثلاثين عاماً.