اشتهرت دول كثيرة بإنجاب اللاعبين الموهوبين، وتأتي البرازيل والأرجنتين في الطليعة بأسماء لا تحصى كانت الأكثر دهاء وعبقرية، وأخرجت ألمانيا وهولندا وأسبانيا وفرنسا وإيطاليا أسماء لامعة أيضًا في عالم الكرة المستديرة ستبقى خالدة في التاريخ. لكن تخصصًا ألمانيًا امتاز عن غيره في تخريج حراس المرمى، صحيح أن أرض الماكينات قدمت للعالم فرانتس بيكنباور وغيرد مولر وبول برايتنر وكارل هاينس رومينيغيه ورودي فولر واندرياس بريمه وبيار ليتبارسكي وميكايل بالاك والكثير الكثير، لكن حراس المرمى كانوا علامة فارقة في الأجيال التي تعاقبت على المنتخب. من لا يتذكر الحارس العملاق سيب ماير الذي كان من صناع فوز ألمانيا الغربية بكأس العالم 1974 حين تألق بشكل ملفت، وكانت ردة فعله سريعة جدًا خصوصًا عندما تصدى لهدف أكيد من الهولندي يوهان نيسكينز في المباراة النهائية. تطول اللائحة، لكننا نمر على الأبرز من الأسماء، شوماخر واندرياس كوبكه وبودو ايغنر وينز ليمان وأوليفر كان، وحاليًا حارس العرين مارنويل نوير. لم يكن سهلًا على أي حارس مرمى خلافة الأسد أوليفر كان، الذي كان مرعبًا جدًا وجلادًا للمهاجمين، ومن لا يذكر ما كتبت الصحافة العالمية بعد تأهل ألمانياوالبرازيل إلى نهائي مونديال 2002 في كوريا الجنوبية، من أن المعركة ستكون بين البرازيلي رونالدو والحارس الألماني، لكن التفوق كان للموهبة البرازيلية بهدفين عجز أوليفر كان عن صدهما. كان أوليفر كان الحارس الأول لمنتخب ألمانيا وفريق بايرن ميونيخ لأعوام طويلة، وتقدمه في السن جعل المسؤولين في الجهتين يبحثون عن أفضل خلف لخير سلف، فعثروا على مانويل نوير الذي يدافع عن عرين الفريق البافاري منذ أربعة اعوام، وبات الحارس الأول للمانشافت. كان أداء نوير رائعًا في مونديال البرازيل حتى الآن، اهتزت شباكه مرتين في ثلاث مباريات في الدور الأول أمام غانا، ثم مرة أمام الجزائر في ثمن النهائي، لكن من تابع الصحف الألمانية أيقن مدى تألق نوير أمام ممثل العرب الوحيد في كأس العالم. اعتبر الإعلام الألماني أن منتخبه واجه الجزائر باثني عشر لاعبًا؛ لأن نوير كان تقدم إلى منتصف الملعب أكثر من خمس مرات لإبعاد الكرة إلى خارج الملعب إثر الهجمات المرتدة الخطيرة للجزائريين والاندفاع غير المحسوب لزملائه المدافعين. حتى إن ثقة نوير بنفسه لم تتزعزع قيد أنملة عند الانتقال لمواجهة منتخبات أكثر ثقلًا في ربع النهائي، فقد أبعد كرتين خطيرتين للفرنسيين من مسافة قريبة، وكان مصدر اطمئنان للمدافعين وسائر أفراد المنتخب، كما أن المدرب يواكيم لوف أشاد به قائلًا: إنه شعور رائع أن يعرف المدافعون أن حارسهم جيد داخل وخارج المربع الصغير، فنوير أحد أفضل الحراس في العالم منذ عام 2010، إن لم يكن الأفضل، إنه هادئ ويمتلك تركيزًا عاليًا، ويمنح اللاعبين أمامه ثقة كبير.