تخطّت البرازيل عقبة كولومبيا بفوزها عليها 2-1، لتبلغ نصف نهائي المونديال، لعب البرازيليون شوطاً أول مميزاً وغابوا في الثاني، ما أعاد القلق الى نفوس مناصريهم رغم الفوز. أما النبأ السيّئ فهو غياب تياغو سيلفا عن الموقعة الكبرى أمام ألمانيا بسبب الإنذار الثاني وبانتظار الاطمئنان أيضا إلى إصابة نيمار. عبرت البرازيل الى نصف نهائي مونديالها، وضع «راقصو السامبا» حداً للحلم الكولومبي، لكن السؤال الأهم: هل دخلت الطمأنينة الى قلوب البرازيليين؟ الجواب: لا، إذ لو بقيت الحال كما كانت عليه في الشوط الاول، الأفضل لهم في البطولة، لكانت الإجابة بالتأكيد معاكسة. فالشوط الثاني كان كفيلاً بأن يبدد التفاؤل، ويقيناً لو لعب نجم "لوس كافيتيروس" جيمس رودريجيز الشوط الاول كما أدى به الثاني، وتحديداً بعد الهدف البرازيلي الثاني، لما كان حلم نصف النهائي لأصحاب الضيافة أبصر النور. ويمكن القول إن الأمور سارت على نحو مثالي "السيليساو"، حتى لم يكن ليحلم به لويز فيليبي سكولاري، حيث افتتح منتخبه التسجيل مبكراً عبر ركلة ركنية وصلت الى تياغو سيلفا الذي لم يجد أي صعوبة في إيداعها الشباك، وكان هذا الهدف كفيلاً بأن يشعل المباراة مبكراً، حيث مالت الكفة إلى الكولومبيين الذين حاولوا الرد سريعاً، وكانوا قريبين من إدراك التعادل عبر تسديدة لخوان كوادرادو. وظلت السيطرة ل"راقصي السامبا" في باقي الدقائق مقابل تسرع الكولومبيين الذي افتقدوا اللعب الجماعي الذي ميّزهم في المباريات السابقة، حيث كثرت الألعاب الفردية، تحديداً من كوادرادو، وسط غياب رودريغيز الذي أحكم البرازيليون إغلاق المنافذ أمامه. وتحوّل الشوط الثاني الى تكتيكي بامتياز، حيث حاول البرازيليون تهدئة اللعب وسط فورة كولومبية منذ صفارة البداية، لكنها اصطدمت بقوة الدفاع البرازيلي الذي كان مميزاً، كان الهدف الذي رسمه "بيغ فيليباو" واضحاً الاعتماد على الهجمات المرتدة إزاء اضطرار "لوس كافيتيروس" للاندفاع الى الهجوم وخطف هدف يقتل به المباراة، وهذا ما كان له، ومجدداً عبر كرة ثابتة من ركلة حرة سددها ديفيد لويز من 30 متراً انفجرت في الشباك واهتزت لها البرازيل برمتها، ورمى الكولومبيون بثقلهم في باقي الدقائق، وكان واضحاً أنهم بحاجة الى لمحة سحرية من قدم رودريغيز، لتأتي عبر تمريرة رائعة وضع بها كارلوس باكا بمواجهة سيزار الذي عرقله، فاحتسبت ركلة جزاء ترجمها رودريغيز هدفاً سادساً له في صدارة ترتيب الهدافين. واشتعلت المباراة في الدقائق الأخيرة، حيث عاش فيها البرازيليون أوقاتاً عصيبة، زادها خروج نيمار متألماً لإصابته في ظهره قلقاً ونقل عقب المباراة الى المستشفى، لتأتي صفارة الحكم وتريح النفوس، مؤقتاً، حتى الموقعة الكبرى أمام ألمانيا الثلاثاء المقبل. مؤقتاً لأن «السيليساو» سيفتقد سيلفا بسبب الانذار الثاني، بانتظار الاطمئنان على حالة نيمار. إذن نحن امام كلاسيكو كأس العالم بين "السحرة البرازيليين" و"المانشافت" الالماني هي مواجهة لطالما انتظرها عشاق الكرة حول العالم، إلا انها لم تحصل الا مرة واحدة في نهائي كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، حين سجل الظاهرة رونالدو هدفي الفوز ورفع القائد كافو الكأس الخامسة ل"السيليساو". موقعة نصف النهائي، هل تشهد انتصارا يؤكد أفضلية البرازيل في كأس العالم؟ أم يحقق الالمان انتصارا مدويا يفتح جروح البرازيليين من جديد ويذكرهم بكارثة نهائي عام 1950؟.