يتوقع ان يعتمد الرئيس الامريكي باراك أوباما في حملته للانتخابات الرئاسية خلال عام 2012 لهجة أكثر هجومية مما كانت عليه قبل أربع سنوات متسلحا بتجربة تعايش صعبة مع الجمهوريين في الكونغرس. وقال أوباما السبت خلال كلمته الأسبوعية عشية رأس السنة الجديدة: «إن مناقشات صعبة وبعض المعارك الحامية تنتظرنا» في 2012. وسيقرر الامريكيون في السادس من نوفمبر المقبل التجديد أو عدم التجديد له لأربع سنوات اضافية في البيت الأبيض. ومنذ ان أطلق حملته في أبريل الماضي طور الرئيس الديمقراطي تدريجيا رسالته طارحا نفسه في موقع المدافع عن الطبقة الوسطى في وجه خصومه الجمهوريين الذين يهيمنون على مجلس النواب ويتحكمون بالغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ. وأكد أوباما «اننا نمر بلحظة حاسمة بالنسبة للطبقة الوسطى» لان «التدابير التي سنتخذها في الأشهر المقبلة ستحدد في أي بلد نريد العيش وفي أي عالم نريد ان ينشأ أولادنا وأحفادنا». وقد أنهى أوباما السنة التشريعية 2011 بتسجيل فوز على الجمهوريين في مجلس النواب بانتزاعه الموافقة على تمديد التخفيضات الضريبية ل «160» مليون موظف، وكذلك تمديد معاشات البطالة، لكن هذه الاجراءات ينتهي العمل بها في فبراير ما ينذر بمواجهة جديدة بين السلطة التنفيذية الديمقراطية والمشرعين الجمهوريين، وقد سجلت مواجهات كثيرة حول الميزانية خلال العام 2011 ما وضع الدولة الفيدرالية على شفير التوقف عن مدفوعاتها وحمل وكالة التصنيف المالي ستاندارد اند بورز على تخفيض تصنيف الولاياتالمتحدة الائتماني. لكن البيت الأبيض وفريق حملة أوباما واثقان من انهما كسبا معركة الرأي العام في مواجهة كونغرس لا تتجاوز نسبة الثقة فيه 9 بالمائة. وأول مؤشر على أن حملة أوباما ستكون هجومية هو أن الرئيس قرر التوجه الأربعاء الى كليفلاند بولاية أوهايو، علما بأنه لم يصل أي جمهوري الى البيت الأبيض دون الفوز في هذه الولاية التي تشمل عددا كبيرا من كبار الناخبين. ولفت كريم كرايتون من جامعة كارولاينا الشمالية الى انه أثناء المناقشة حول الضرائب في ديسمبر الماضي فان الديمقراطيين «لم يدافعوا فحسب عن الطبقة الوسطى، المجموعة التي يتوقع ان تحسم نتيجة الانتخابات (الرئاسية) ، بل فعلوا ذلك بطريقة تدل على تصميمهم وارادتهم في خوض معركة ان اقتضى الأمر».ويرى هذا المحلل السياسي ان هذه المرحلة ساعدت أوباما الذي تكمن «إحدى مشكلاته الكبرى تجاه قاعدته في انه يعتبر غير فعال لانه ليس لديه رغبة على ما يبدو في خوض معركة». وكان أوباما ركز في حملته في 2007 و2008 على الدعوة الى تجاوز الحواجز الحزبية، لكن ذلك لم يتحقق أمام تصلب البرلمانيين. وفي أواخر فبراير في الوقت الذي ستكون فيه عملية الانتخابات التمهيدية الجمهورية في أشدها، يتوقع ان يسعى فريق أوباما الى اقحام الرئيس في سجالات الكونغرس، في حين ان ميت رومني المرجح ان يفوز بترشيح الحزب الجمهورية لمواجهة أوباما في الانتخابات الرئاسية، نأى بنفسه بحرص عن مناقشة ديسمبر.ورأى كرايتون ان المشكلة بالنسبة للرئيس هي انه لن يكون من السهل الربط بين «المرشحين الجمهوريين الرئيسيين والجمهوريين في مجلس النواب، ولن يكون من السهل بالضرورة وصف المرشح الفائز بانه يشكل عائقا». وأول مؤشر على ان حملة أوباما ستكون هجومية هو ان الرئيس قرر التوجه الأربعاء الى كليفلاند بولاية أوهايو، علما بانه لم يصل اي جمهوري الى البيت الأبيض بدون الفوز في هذه الولاية التي تعدد عددا كبيرا من كبار الناخبين. فضلا عن ذلك فان هذه الزيارة ستأتي غداة انتخاب مجالس كبار الناخبين «كوكوس» في ايوا (وسط)، في أول مرحلة من الانتخابات التمهيدية الجمهورية، وستكون مناسبة لأوباما ليجذب اليه مجددا الأنظار من خلال التغطية الإعلامية بعد تمضية اجازة أعياد نهاية السنة في ولاية هاواي مسقط رأسه في المحيط الهادىء.